|
في 20 ابريل
الماضي، هزت الفضائيات صور عناصر من اجهزة
الامن السورية يدوسون على ظهور موقوفين في
ساحة البيضا قرب بانياس، ويشتمونهم
ويعاملونهم كالبهائم ويرفسونهم.
يومها،
انكرت وسائل الاعلام الرسمية السورية صحة
الشريط وذهب «منظرو» النظام الى القول ان
احداثه جرت في العراق قبل اعوام
وتحديدا في كردستان، الا ان السلطات
الكردستانية نفت في بيان رسمي ذلك.
وواضح ان من صور احداث البيضا، كان من
اجهزة الامن وان الشريط تسرب بطريقة او
باخرى. لكن شباب المنطقة صوروا لاحقا
الساحة حيث تم تعذيب الموقوفين وارسلوا
الصور الى وسائل الاعلام، فيما استمرت
اجهزة اعلام النظام بنكران حصول الحادثة
من اساسها، حتى ظهر احمد بياسي، احد الذين
كانوا في 20
ابريل بين الموقوفين واعلن عن هويته في
الساحة نفسها وروى تفاصيل ما حدث... ثم
اختفى.
قال ناشطون انه اعتقل، وتخوف آخرون من ان
يكون لقي حتفه تحت التعذيب، وذهبت فضائيات
الى اعلان وفاته، وتحركت المنظمات الدولية
لكشف مصيره. واعلنت منظمة حقوق الانسان
الدولية من لندن ان تسليط الضوء الاعلامي
على اختفاء بياسي لابد ان يكشف مصيره
متوقعة من ضمن الاحتمالات ان يظهر في
وسائل الاعلام السورية ويغير روايته.
وبعد يوم واحد من تصريح المنظمة، ظهر
بياسي في التلفزيون السوري منهكا، وقال
انه فوجئ ببث الفضائيات خبر وفاته تحت
التعذيب في أحد المعتقلات، مؤكدا انه
يمارس حياته الطبيعية وان احدا لم يعتقله.
وللمرة الاولى يبدي ناشطون فرحهم لما
اعتبره التلفزيون الرسمي نقطة سجلت في
مصلحته، ويعتبرون انه سجل اكثر النقاط قوة
لمصلحة معارضي النظام، لان عرض بياسي يؤكد
ان احداث البيضا «حقيقية» وحصلت في سورية
وليست في شمال العراق.
وعليه، فليملك
هذا التلفزيون جرأة الاعتذار عن هذه
الاحداث، اضافة الى ان قضية هذا الرجل
الذي تجرأ على الظهور العلني والحديث عن
ممارسات النظام غير قواعد اللعبة
الاعلامية في سورية، واظهر ان الطرح
المستمر لقضيته في الاعلام محليا وعربيا
ودوليا اعطاه نوعا من الحماية له رغم
الاثمان التي اضطر الى دفعها.
اذ معروف في سورية ان اي انسان يعتقل كانت
حتى اسرته تتوسل منظمات حقوق الانسان الا
تثير قضيته لان النظام يتطرف في ردود فعله
تجاه المعتقل. |