قررت
المحكمة العسكرية اللبنانية الدائمة
برئاسة العميد الركن نزار خليل، اعادة فتح
محاكمة ثمانية أشخاص بينهم خمسة موقوفين
اتهموا بالتخطيط لضرب عناصر من الجيش
اللبناني ، وباصاً يقل أشخاصاً ايرانيين
من أجل خلق فتنة مذهبية والقيام بعمليات
سلب وسطو للاستحصال على المال لشراء
الأسلحة والمتفجرات للقيام بأعمال ارهابية.
وحددت المحكمة الثالث عشر من تموز المقبل
موعداً جديداً للمحاكمة، بعدما رأت وجود
تعارض بين أحد الموقوفين والآخرين
الأربعة، لجهة توكيل محام وحيد للدفاع
عنهم جميعاً.
وكانت المحكمة قد استجوبت الموقوفين
الخمسة الذين نفوا ما أسند إليهم، زاعمين
بأن اعترافاتهم السابقة قد انتزعت منهم
تحت الضرب والتعذيب في مرحلة التحقيق
الأولي معهم، رغم ذكرهم لواقعات وتفاصيل
حول لجوئهم الى غرفة في احراج بلدة مجدل
عنجر كانت منطلقاً لأعمالهم الارهابية
التي كانوا يخططون لها، حيث كان المتهم
الفار درويش عبد النور خنجر الرأس المدبّر
لها.
وباستجوابه تراجع السوري أمجد ناصر حسن عن
اعترافاته السابقة وقال: "تعرفون جيداً جو
الوزارة وكنت أريد أن أخرج من هناك،
فاعترفت بأشياء لم تحصل ولن تحصل".
وسئل عن رسالة تركها لوالده قبل أن يلتحق
بالمجموعة في الغرفة، كتبها حسن بخط يده
قال فيها: "أتمنى أن تسامحوني، لولا اني
رأيت في رحيلي الجهاد ووجدت طريقي الى
الله. يجب أن تطبقوا العقيدة للوصول الى
الجنة، وانها لفرحة أن أموت أو أسجن،
فإنها الشهادة، وما كنت لأترك لكن ديني قد
دعاني الى الجهاد". وأجاب حسن حول سبب
تركه هذه الرسالة لوالده: كنت أرغب
بالزواج بفتاة أحبها كانت على وشك الزواج
من غيري، لكن والدي لم يكن موافقاً، فتركت
له هذه الرسالة لأضغط عليه".
وسئل: ألم يكن يعطيك خنجر دروساً دينية
ويحدثك عن الجهاد، ويخبرك بأن الأنظمة
كلها كافرة ومن بينها النظام اللبناني،
نفى حسن ذلك وقال: "هذا ما ذكروه في
الوزارة".
وبسؤاله قال انه بعد أن ترك الرسالة
المذكورة لوالدي لجأ الى غرفة يقطن فيها
درويش خنجر وحده. أما عن علاقته بباقي
المتهمين فقال ان لا علاقة تجمعه بهم.
وعما ذكره سابقاً من ان العسكري محمد سليم
نصرالله كان سيترك الجيش ويعمل مع خنجر في
القناصة، تراجع حسن عن هذه الاعترافات
وقال انه لم يكن يعلم ان نصرالله عسكري في
الجيش.
ولم يؤيد حسن ما ذكره سابقاً من أنه شارك
في اجتماعات مع عدد من المتهمين حيث كانوا
اتفقوا على القيام بعمليات سلب لتأمين مال
لشراء ذخيرة، وقال: "سبق وقلت اني كنت
أريد أن أخرج من الوزارة".
وسئل: ذكرت سابقاً ان محمود عجاج اقترح
سلب جابي كهرباء من آل عراجي، فأجاب: هذا
غير صحيح.
وعن قوله ان أهداف هذه المجموعة كان خلق
فتنة مذهبية في البلاد لاندلاع حرب،
والتخطيط لضرب باص يقل أشخاصاً ايرانيين
وقتل أي شخصية سنية لخلق فتنة بين السنة
والشيعة، أجاب حسن: "لا يوجد مجموعة في
الأساس، ولا أي شيء مما ذكرته سابقاً،
لأنني لم أكن أعلم ماذا أقول في الوزارة.
وعن ذكره بأن خنجر خطط للقيام بعمل ضد
عناصر الجيش في محلة المصنع أجاب: غير
صحيح.
وبسؤاله عن اعترافه بأن علي الخطيب سلم
خنجر 15 قنبلة وقذيفتين بـ7 قال: غير
صحيح، والله لم يحصل شيء من ذلك، فأنا لم
أكن أستطيع أن أنكر ما قالوه في الوزارة
وصرت أريد أو أؤلف كي أنتهي.
وسئل عن مضبوطات تم ضبطها في الغرفة ومنها
متفجرات ونيترات وجهاز فيديو وكلاشنيكوف
وغيرها فقال: لم ارَ شيئاً من ذلك في
الغرفة.
ورداً على سؤال قال حسن: لقد سلمت نفسي
تلقائياً لأني بريء، وأنا الذي دليت على
مكان الغرفة. وبعد كتابة الرسالة قصدت
الغرفة، وعندما سلّم والدي الرسالة تمت
مداهمة منزلنا. وأضاف: في وزارة الدفاع
هناك خوف وحرب نفسية، ما دفعني الى قول ما
ليس صحيحاً".
ثم استجوبت المحكمة العسكرية محمد نصرالله،
ولم يؤيد بدوره افادته السابقة، وأفاد أنه
فر من الجيش لمدة ثمانية أيام لأنه كان
بوضع نفسي صعب بسبب مرض والده، ثم عاد
والتحق به. وقال: لم أقصد الغرفة مطلقاً،
وان درويش خنجر أعرفه منذ المدرسة وكان
رفيقي، ولم يحدثني يوماً عن موضوع الجهاد.
وسئل: ألم تكن تعلمه عن دوريات كان يقوم
بها الجيش في المنطقة، فأجاب: أبداً،
وأضاف بأن آخر مرة رأى فيها خنجر كانت قبل
توقيفه بثلاثة أشهر.
وسئل: ألم يشجعك خنجر على الفرار من الجيش
والتخطيط معه لخلق فتنة مذهبية وضرب باص
ايراني بعبوة في المصنع، فأجاب: أنا لم
أقل ذلك، انما ذكروا ذلك في المخابرات
أثناء التحقيق معي".
وعما ذكره سابقاً بأنه قصد الغرفة وكانت
منطلقاً للعمليات الارهابية ورأى فيها ما
تم ضبطه فأجاب: ذكرت ذلك تحت الضغط.
وعن حصول دورات رماية للمجموعة قال
نصرالله، لا أعرف، نافياً مشاركته فيها،
كما نفى أن يكون قد طلب من خنجر شراء
بندقية قناصة وأضاف: "في الوزارة ذكروا في
افادتي أشياء لم أقلها".
وسئل: من أطلق النار على الجيش لدى مداهمة
الغرفة، فأجاب: "لا أعرف لأني يومها كنت
موقوفاً".
وبسؤاله أوضح نصرالله انه كان من عداد
عناصر الفوج المجوقل في منطقة عندقت في
عكار، ولم يخدم أبداً في مجدل عنجر.
وعندما سئل عما اذا كان من بين العشرين
الأوائل في دورة قناصة، قال نصرالله: كلا
انما خضعت لدورة قناصة في الجيش".
واستجوبت المحكمة بلال محمد حيمور فتراجع
عن أقواله السابقة وقال رداً على سؤال انه
يوم مداهمة الغرفة في 25 شباط من العام
الماضي كان يعمل مع والده. وأفاد ان درويش
خنجر هو مَن فعلَ ذلك، وقال عنه، انه كان
يشاركه في جلسات السكر والسهر منذ عامين،
لكن خنجر امتنع عن ذلك ولجأ الى الصلاة.
وعما قاله سابقاً بأنه انتسب الى مجموعة
ارهابية منذ حوالي السنة، نفى حيمور ذلك
وقال عن علاقته بالمتهمين الآخرين انهم من
أبناء بلدته.
وعما اذا سبق لخنجر أن أخبره بأن الجيش
كافر، أفاد حيمور انه لم يكن يلتقي به الا
في الطريق، ولم يكن يزوره في منزله.
ورداً على سؤال عما أفاد به سابقاً من أن
خنجر كان من العناصر التي أطلقت النار على
الجيش وقد نجا بأعجوبة، قال حيمور: لقد
أخبرتني أمي بأن الجيران قالوا لها ما
ذكرته.
وسئل: قلت سابقاً ان خنجر طلب منك ومن
يوسف ياسين سرقة بطاريات فأجاب: كلا، انما
في التحقيق أصروا على ذلك.
وعما اذا قصد الغرفة قال حيمور: أبداً.
وحول ما ذكروه سابقاً من أنه قصدها ورأى
فيها ما ضبط من أغراض نفى حيمور ذلك،
وأضاف بأنه لا يعرف شيئاً عن التخطيط لضرب
ايرانيين.
وسئل عما ذكره سابقاً من انه ترك مع
الآخرين الغرفة عندما انتشر الخبر في
القرية فأجاب: لقد رأوا أمجد حسن فوق،
وأضاف: أنا سلمت نفسي بعد أن استدعيت الى
التحقيق.
وباستجواب يوسف عبد العظيم ياسين قال انه
لا يؤيد افادته لأنها انتزعت منه تحت
الضرب، وأضاف أنا سلمت نفسي تلقائياً.
وبسؤاله عن الأعتدة والأسلحة التي ضبطت في
منزله، قال ياسين عنها أنها تعود لوالده
الذي يعمل سائق أجرة، وهي بحوزته منذ زمن
بعيد.
وعن علاقته بالآخرين قال انهم من أبناء
البلدة، أما محمد نصرالله فتعرف عليه
اثناء التحقيق.
ورداً على سؤال قال ياسين لم ألتحق بهذه
المجموعة وان أمجد حسن اعترف عليّ، وعندما
لغيت ذلك أثناء التحقيق، تعرضت للضرب،
فاعترفت بما هو غير صحيح.
وسئل: ذكرت سابقاً انك قررت عدم المتابعة
مع المجموعة بناء لرغبة والدك فأجاب: أنا
لم أكن من ضمن المجموعة بالأساس.
وحول اعترافه السابق لجهة مشاركته خنجر
وأمجد حسن ونصرالله بالرماية قال ياسين:
لقد اعترف أمجد علي لهذه الجهة. وأنا أعمل
في الأدوات الصحية ولا أتبع فكر سلفي.
وأخيراً استجوبت المحكمة السوري عبد الغني
محمود أسعد فأفاد بأنه لا يعرف على ماذا
وقّع في الوزارة، ولم يؤيد افادته أمام
قاضي التحقيق، مضيفاً بأنه سلم نفسه
تلقائياً.
وحول اعترافه السابق بأنه انتمى الى
مجموعة درويش خنجر بعد مقتل اثنين
للانتقام من الجيش نفى أسعد صحة ذلك.
ورداً على سؤال أوضح انه سوري وهو مستقر
وعائلته في لبنان.
وسئل عما أخبره به خنجر من أن أمجد حسن
ترك منزله من أجل الجهاد في العراق، نفى
أسعد صحة ذلك.
وسئل: تتحدث في افادتك السابقة عن تفاصيل
حول كيفية ذهابك الى يوسف ياسين وتنظيفك
الغرفة التي نقلت اليها الأسلحة والذخائر
ورؤيتك لنصرالله هناك فأجاب: "هذا غير
صحيح".
وحول الحديث الذي دار بينه وبين خنجر الذي
أخبره عن تصنيع المتفجرات وترويع الناس،
قال أسد: "لقد سئلت عن ذلك".
وعما اذا يحمل لقب عبودي، أوضح أسعد أنه
لقّب بهذا الاسم كونه يملك محلاً أسماه "عبودي".
وسئل أمجد حسن مجدداً فأوضح بأن الغرفة
موجودة في أحراج مجدل عنجر وكان يتمركز
فيها الجيش السوري قبل انسحابه من لبنان.
وبعدما طلب ممثل النيابة القاضي فادي
عقيقي تجريم المتهمين وادانتهم وفقاً
لمواد الاتهام، ترافع المحامي عاطف فياض
وكيلهم جميعاً، فتناول في مستهل مرافعته
مسألة المؤامرة التي تشترط لقيامها وجود
أشخاص لديهم نفوذ وقوة وثقافة. معتبراً ان
درويش خنجر أوهم موكليه بالعمل لقيام
الدولة الاسلامية، وتمكن من الفرار.
ورأى ان أي من موكليه لم يقم بأي عمل من
أعمال المؤامرة. وسأل أين المال والأسلحة
ومتطلبات وجود المؤامرة.
واعتبر ان وقائع القضية لم تتعدَ أو
تتجاوز المرحلة الذهنية، وبقيت مجرد
أفكار، الأمر الذي لا يمكن أن يعاقب عليه
المتهمون.
وانتهت الى طلب إبطال التعقبات بحق موكليه
من جرم الارهاب واعلان براءتهم من جرم
تأليف عصابة وإعفاء أمجد حسن من العقاب،
وكذلك اعلان براءتهم من جرائم السطو
والسلب والأسلحة.
وسئل المتهمون عن كلامهم الأخير فطلبوا
البراءة. |