اكد رئيس الرابطة السورية لحقوق
الانسان عبد الكريم الريحاوي في حديث
لصحيفة "الراي" الكويتية ان "ما يجري في
حمص يشكل محاولة مكشوفة لحرف الثورة عن
مسارها السلمي"، عازياً اثارة المسألة
الطائفية الى "التجييش الإعلامي الذي
يمارَس بشكل منظم من بعض الفضائيات
العربية التي تحرّض طرفاً ضد الآخر، الى
جانب المحطات الاعلامية السورية الخاصة
التي لا تقلّ تجييشاً في اثارة الطائفية
وتحديداً في مدينة حمص".
وإذ شدد الريحاوي على "ضرورة الخروج من
الأزمة السورية عبر الحل السياسي"، رأى "أن
سوريا بعد أحداث حمص الطائفية دخلت في نفق
مظلم، فالتوتر الطائفي في أحياء المدينة
ما زال يقلق الأهالي الذين يشكون غياب
القوى الأمنية وسيطرة الشبيحة والملثمين
على بعض الأحياء".
واذ لفت الى أن عدد الضحايا في أحداث حمص
الطائفية وصل الى "20 قتيلاً وقد تعرضت
جثث القتلى للتشويه، وبعض الضحايا قُطعت
اطرافهم بالسواطير"، اوضح "أن بعض الجهات
الداخلية تريد توجيه رسالة من مدينة حمص
مفادها أن سوريا ستدخل الحرب الأهلية في
حال سقوط النظام".
وحول بدايات الأحداث الطائفية في حمص،
أشار الى "ان إعدام العميد عبدو خضر
التلاوي وأطفاله والتمثيل بجثثهم هو الذي
أشعل نار الطائفية، وبحسب ما قاله الأهالي
فإن عناصر من الشبيحة الموالين للنظام هم
الذين قتلوا التلاوي وأطفاله".
ورداً على ما سبق أن قالته مستشارة الرئيس
السوري بثينة شعبان في ما يتعلق بإمكان
دخول سوريا حرباً طائفية وعمّا إذا كان
النظام يتحمل مسؤولية الأحداث الجارية في
حمص، قال الريحاوي: "الخطاب الرسمي هو
خطاب تحريضي ويحاول تخويف الناس بإثارة
الطائفية من جهة وتخويفهم من مشروع
الاسلاميين من جهة أخرى، وهو بهذا المعنى
يثير مخاوف الأقليات".
وحول طبيعة التركيبة الدينية لأبناء حمص
أكد أن "السنّة يصل عددهم الى نحو 50 في
المئة من عدد السكان البالغ نحو مليون
نسمة، والبقية يتوزعون بين الطائفة
العلوية والطوائف المسيحية"، متسائلاً عن
"أسباب اثارة الطائفية في حمص خصوصاً أنها
مدينة عرفت بالتعايش السلمي بين جميع
طوائفها وهي اليوم تتعرض للخطر الطائفي
الذي كان متوقعاً في المدن الساحلية".
وكشف ان الرابطة السورية لحقوق الانسان "اتصلت
ببعض الاهالي في مدينة حمص بحيث أفاد شهود
أن تفاقم الوضع الطائفي يعود الى خطف
عناصر ملثمين عدداً من الشبان العلويين
وجدوا مقتولين بعد عدة أيام، فجاءت ردة
فعل الأهالي في الحي العلوي بالهجوم فوراً
على الحي الذي يقطنه السنّة، ووقع اشتباك
دموي أدى الى مقتل 11 شخصا وعشرات الجرحى،
في حين أن القوى الأمنية لم تحضر الى مكان
الحادث إلاّ بعد مرور وقت طويل".
ولفت الريحاوي الى "أن حمص تعاني منذ نهار
السبت من توتر طائفي خطير"، محملاً النظام
"مسؤولية أي تفاقم للمسألة الطائفية". |