أكد رئيس المركز السوري لدعم
الديمقراطية، الناشط الكردي السوري
سيبان حسن أن «تحرك
الشعب الكردي ومشاركته في الثورة السورية
تنطلق من أساس هويته السورية لتأمين حقوقه
القومية وتفادي التجربة التي عاشها
الأكراد مع نظام البعث الحاكم»، لافتا إلى
أن «الدور الكردي حتى الساعة لم يتفاعل
بالحجم المطلوب لتجنب اتهامات النظام
الطائفية للأكراد بالسعي لتقسيم سوريا
وبناء دولة مستقلة».
وقال حسن لـ«الشرق الأوسط»: «مطلبنا
المساواة والعدالة، ولا مكان في خطابنا
للدعوة لقيام دولة مستقلة. الجنسية
السورية حق شرعي ومكتسب لنا وليست عطية من
أحد، وبالتالي إعطاء الأسد الجنسية لعدد
من الأكراد مؤخرا لا يعني قيامه بإصلاحات
بقدر ما يندرج في إطار الخطوات التصحيحية
للتكفير عن الجرائم التي ارتكبت وترتكب
بحقنا».
ولفت حسن إلى أن «نظام الأسد يتجنب حاليا
المس بالأقليات ظنا منه أن ذلك سيردعها عن
التحرك». وأضاف: «مطلبنا إسقاط النظام
والحصول على حقوقنا السياسية كاملة،
وبالتالي على القيادة المقبلة أن تحترم
التنوع القومي القائم في سوريا ونحن
سنتعامل مع أي نظام مقبل حسب تعاطيه معنا».
وأوضح حسن أن دور الأكراد المغتربين ينصب
حاليا على «إنشاء التنسيقيات والجمعيات
وعقد المؤتمرات الداعمة للثورة والساعية
لتفعيلها وإيصال صوت الشعب السوري للرأي
العام الدولي»، مشيرا إلى أن «العمل في
هذا الإطار ينتظم بشكل أفضل يوما بعد يوم».
وعما إذا كان لأكراد سوريا هواجس مشتركة
مع مسيحييها من مخاوف من وصول أنظمة
متشددة للحكم في حال سقط نظام الأسد، قال
حسن: «هذه المخاوف لا أساس أو مبرر لها.
نحن لا نخشى التطرف الديني لأن الشعب
السوري معروف بتسامحه وبتعايشه على مر
التاريخ، وبالتالي مخاوف المسيحيين التي
عبر عنها الراعي غير مبررة، كما أن الفئة
المثقفة من الأكراد والمسيحيين لا تحمل أي
هواجس بهذا الخصوص».
وفي سياق متصل، اعتبر حسن أن «الانقسام
الذي تشهده صفوف المعارضة السورية حالة
طبيعية وصحية، كون الشعب السوري لم يمارس
المعارضة الفعلية في يوم من الأيام،
وبالتالي هذه المعارضة بحاجة لبعض الوقت
لتتجانس مع بعضها البعض لنتوصل أخيرا
لمجلس يمثل كل أطياف الشعب السوري».
وإذ أكد حسن دعمه لكل المجالس التي تدعو
لتنسيق عمل وجهود المعارضة، أعلن تأييده
للمجلس الوطني السوري الذي أعلن مؤخرا عن
تشكيله في إسطنبول، داعيا لانتظار رد فعل
الشارع السوري منه ليبنى على الشيء مقتضاه.
ورفض حسن ما يتردد اليوم عن تراجع زخم
الثورة، مشددا على أن «ارتفاع عدد الشهداء
أسبوعا بعد أسبوع يؤكد أن الانتفاضة تسير
بخط تصاعدي». وقال: «المشكلة تكمن اليوم
في التخاذل الدولي بالضغط على النظام
السوري الذي يستمر في القتل العشوائي
وممارسة العنف بحق شعبه، وبالتالي يمكن
وضع المتخاذلين في نفس الكفة مع المجرمين»،
لافتا إلى أن «موقف المملكة العربية
السعودية في هذا الإطار يتمايز عن كل ما
عداه من مواقف عربية».
وتطرق حسن للدعوات المطالبة بتسليح الثورة،
فقال: «الشعب قد يكون مضطرا للدفاع عن
نفسه في وجه العنف المستشري في حال استمر
التجاهل الدولي للوضع السوري»، لافتا إلى
أن «الثمن الذي سيدفع في هذا الإطار سيكون
أقل تكلفة في حال فشل الثورة». وتابع
قائلا: «نحن حتى الساعة نتجنب خيار تسليح
الثورة قدر الإمكان ولكن قد نضطر في
النهاية لاعتماده في حال بقي خيارا وحيدا
أمامنا». |