أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

23/12/2010

 

تعرفة العيادات السنيّة.. وكأن أسنان المرضى من لؤلؤ!!

 

 

في دمشق وحدها 2700 طبيب أسنان مسجَّلين في نقابة الأطباء. وفي دمشق وحدها أيضاً، هناك قصة لأسعار علاج أسنان اللؤلؤ المخبَّأة في أفواه المواطنين..
في العام 2009، كان وزير الصحة أصدر تعرفة ثابتة لأنماط علاجات الأسنان المتداولة في سورية، واعتمدتها نقابات أطباء الأسنان. ولكن في الحقيقة، لا تُعتمد هذه التعرفة في أغلب العيادات والمراكز السنيّة، إذ يجري تجاوزها من قبل الأطباء بنسبة قد تصل إلى 200 %، إن لم يكن أكثر.

وفي وقت يعتبر المرضى أنَّ متوسط دخلهم الشهري لا يتناسب مع الأسعار التي تفرض عليهم في العيادات، ويرونها مجحفة وتفوق بشكل خيالي حدود قدراتهم المادية، نجد أطباء الأسنان بدورهم غير مقتنعين بعدالة هذه التعرفة التي لم تراعِ المصاريف الكثيرة والخسائر التي يتكبَّدونها لتأمين تجهيزات العلاج ومواده، لذا لن يكون منطقياً- على حدِّ قول بعضهم- الالتزام بها، لاسيما في ما يخصُّ العلاجات التجميلية التي بدأ المرضى يتَّجهون إلى العيادات للحصول عليها، وليس على العلاجات التقليدية، إضافة إلى أنَّ الجهد المبذول من قبل طبيب الأسنان في كلا العلاجين (التجميلي والتقليدي) جهد غير اعتيادي، ويتطلَّب صبراً ووقتاً، فهو (العلاج) ليست معاينة وتشخيصاً ومن ثم كتابة وصفة دواء ليأتي دور المريض «اللي بعدو»!!.
وجاء افتتاح مجمّعات عدة لطب الأسنان (المراكز السنية) دافعاً قوياً لدى بعضهم ليتقدَّموا بشكاوى عن أسعار علاجاتها المرتفعة، ولكن- من أسف- كلَّ تلك الشكاوى والمعاناة كانت «شفهية» وغير مسجَّلة في نقابة أطباء الأسنان، ولذلك فشلت في لفت الانتباه إلى ارتفاعها غير المُبرَّر وغير المتوافق مع التعرفة التي أقرَّتها الوزارة قبل عام، مع أنها تقدِّم نفس مستوى العلاج ونوعيته، إلا أنَّ أسعار العلاج فيها أغلى بضعفين من أسعار العلاج في العيادات، والدليل على شفهية تلك الشكاوى والتعبير عن المعاناة، أنَّ عدد مراجعي نقابة الأطباء لتقديم شكوى مكتوبة بسبب خلافات مالية مع الطبيب هم 10 مرضى فقط، في كلِّ عام، خلال السنوات الأربع الماضية..
ربما لا يُشَجَّع المرضى «المغبونون» على التقدُّم بشكوى، لعدم ثقتهم بآلية معالجة الشكوى المتمثِّلة في عرض المريض على لجنة لتقرير مدى التوافق بين نوع العلاج المُعطى له والسعر الذي دفعه للطبيب لقاء هذا العلاج، حيث لا تتمُّ مراقبة هذا النوع من المخالفات المالية أو الغبن في التسعيرة عبر لجان رقابة، وإنما بالاعتماد على شكوى خطّية من المريض نفسه..
طبعاً، ليس القصد من فتح موضوع ارتفاع أسعار العلاجات في العيادات السنية التعميم والتشهير بأحد من الأطباء، ولكن القصد هو التذكير بأنَّ هناك تعرفة رسمية لكلِّ أنماط العلاجات التي يمكن أن تُقدَّم للمريض في هذه العيادات، وبالتالي هناك تقدير للسعر المناسب بما يتوافق مع الحالة المعيشية وقدرات المواطنين المالية، ولأنَّ علاج الأسنان- وإن كان كمالياً وتجميلياً كما يحلو لبعضهم أن يراه- إلا أنه حاجة وعلاج من ألم لا يرحم لبعض آخر..
نقيب أطباء أسنان دمشق، الدكتور رشاد مراد، قال: «التعرفة معقولة، وتتناسب مع كلِّ الشرائح، وهي تطاول العلاجات الأكثر تداولاً، ومقارنة بالدول المجاورة تعدُّ متواضعة ومقبولة، والمريض له حرية الاختيار؛ إما أن يراجع العيادات والمراكز السنّية الخاصة، أو أن يلجأ إلى المراكز الحكومية التي تُقدِّم خدماتها بالمجان وتغطِّي جراحات وعلاجات مُتقدِّمة؛ إذ يوجد على مستوى سورية 3000 طبيب أسنان يعملون في المراكز المجانية في وزارة الصحة، و300 طبيب في كلية طب الأسنان. وبحسب المسوح التي أُجريت على مستوى سورية، تبيَّن أنَّ الصحة الفموية جيدة لدى الغالبية، ونسبة الإصابات اللثوية أعلى من الإصابات السنية

المصدر: بلدنا  السورية   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري