|
قال التلفزيون الرسمي السوري يوم
الجمعة ان عددا من المدنيين والعسكريين
قتلوا في انفجار سيارتين ملغومتين
استهدفتا موقعين للامن السوري بالعاصمة
دمشق في أسوأ أعمال عنف في دمشق منذ بدء
الاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار
الاسد.
وقالت قناة المنار التي يملكها حزب الله
وهو حليف رئيسي للاسد ان 30 شخصا قتلوا في
التفجيرين وأصيب 55 وأضافت أن معظم
الضحايا مدنيون. ونقلت المنار هذه
التفاصيل وفقا لمراسليها في موقع
التفجيرين.
ووصف التلفزيون السوري الهجوم بأنه تفجير
انتحاري وقال ان تحقيقات أولية أشارت الى
أن تنظيم القاعدة يقف وراءه.
ووقع الهجوم بعد يوم من وصول مسؤولين من
جامعة الدول العربية الى سوريا للاعداد
لمهمة فريق مراقبة سيحقق في ما اذا كان
الاسد ينفذ الخطة العربية لوقف إراقة
الدماء.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات لجثث
ملطخة بالدماء وتنقل على محفات الى سيارات
اسعاف وأشخاص يهرعون للبحث عن ناجين وسط
ركام مبنى لحقت به أضرار جسيمة.
ومنع مصور من رويترز من دخول الموقع. وبث
التلفزيون الرسمي أيضا لقطات لشوارع بها
دماء وتتناثر فيها أشلاء وركام متفحم.
وقال التلفزيون ان التفجيرين استهدفا
ادارة أمن الدولة وأحد الافرع الامنية في
دمشق.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت
أكثر من خمسة آلاف شخص في قمعها
للاحتجاجات التي اندلعت في مارس اذار
مستلهمة الاحتجاجات في تونس ومصر وليبيا.
وتقول دمشق انها تواجه حملة من مسلحين
مدعومين من الخارج وجماعات ارهابية. وقالت
سوريا هذا الاسبوع ان أكثر من ألفي فرد في
الجيش وقوات الامن قتلوا منذ مارس اذار
واجتاحت احتجاجات مناهضة للاسد سوريا
لكن دمشق ومدينة حلب التجارية بشمال
البلاد ما زالتا هادئتين نسبيا.
وأفادت أنباء بوقوع انفجار صغير بالقرب من
مبنى تابع للمخابرات السورية في دمشق
الشهر الماضي لكن لم تقع أضرار كبيرة.
لكن حركة الاحتجاج التي كانت سلمية بدأت
تظهر عليها بوادر التحول الى تمرد مسلح في
الشهور القليلة الماضية بعد تعرض قوات
الامن السورية للعديد من الهجمات.
وزاد العنف المتصاعد على الجانبين مخاوف
من أن تنزلق البلد الى حرب اهلية.
ووصل فريق الى سوريا لتمهيد الطريق أمام
فريق مراقبين تابع للجامعة العربية سيحقق
في ما اذا كانت دمشق ملتزمة بخطة وافقت
عليها الشهر الماضي لوقف العنف.
وتدعو خطة السلام الى انسحاب القوات
السورية من المدن والبلدات التي تشهد
احتجاجات والمناطق المحيطة بها والافراج
عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان الفريق
الذي يقوده المسؤول الكبير في الجامعة
سامح سيف اليزل يضم 12 شخصا بينهم خبراء
ماليون واداريون وقانونيون مهمتهم هي ضمان
تحرك المراقبين بحرية في أنحاء سوريا.
وستصل المجموعة الرئيسية من المراقبين
والتي تضم نحو 150 مراقبا الى سوريا في
نهاية ديسمبر كانون الاول. وأخرت سوريا
توقيع بروتوكول الجامعة العربية لمدة ستة
أسابيع حتى وقعت يوم الاثنين لتسمح بدخول
المراقبين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات
الاسد شنت هجمات كبيرة على محافظات شمالية
وجنوبية هذا الاسبوع في محاولة على ما
يبدو لقمع المعارضة حتى تحكم سيطرتها قبل
وصول المراقبين
وأضاف أنها
قتلت 111 شخصا
بعد أن حاصرتهم يوم الثلاثاء في محافظة
ادلب الشمالية في أكبر هجوم تشنه منذ بدء
الاحتجاجات.
ووصفت فرنسا أعمال القتل يوم الثلاثاء في
ادلب بأنها "مذبحة لم يسبق لها مثيل".
وقالت الولايات المتحدة ان السلطات
السورية "خرقت بشكل صارخ تعهدها بانهاء
العنف" بينما أدانت تركيا الحليفة السابقة
للاسد سياسة سوريا التي وصفتها بأنها
سياسة "قمع حولت البلاد الى حمام دم."
ويقول مسؤولون سوريون ان أكثر من ألف سجين
أفرج عنهم منذ أن وافقت دمشق على الخطة
العربية وان الجيش انسحب من المدن. ووعدت
الحكومة السورية باجراء انتخابات برلمانية
مطلع العام المقبل واجراء اصلاح دستوري قد
يخفف من قبضة حزب البعث على السلطة في
البلاد.
ويشكك نشطاء سوريون مطالبون بالديمقراطية
في التزام الاسد بالخطة. واذا تم تنفيذ
الخطة فانها قد تعزز موقف المتظاهرين
الذين يطالبون بانهاء حكم الاسد المستمر
منذ 11 عاما. |