‮معلوم للجميع أنَّ إنتاج سورية من الغاز الطبيعي قارب الـ25 مليون متر مكعب يومياً، ينتج منها حوالي 18 إلى 19 مليون متر مكعب يومياً من الغاز النظيف، وطموح وزارة النفط الوصول إلى رقم إنتاجي يبلغ 36 مليون متر مكعب. ومن جهة أخرى، قامت وزارة الاقتصاد والتجارة بخفض أسعار مبيع أسطوانة الغاز المعدنية الفارغة.. ولكن ما نفعُ المواطن من كلا الفعلين؛ زيادة الإنتاج وخفض الأسعار؟.
التعليق
«دق المية وهية مية.. القرارات تأتي وتروح والمواطن بين قارئاً ومتفرج، ولكن ما الجدوى؟!».
ففي كلِّ علوم اقتصاد العالم، تتجلَّى الغاية الأولى والأخيرة من زيادة الإنتاج وتحسينه وخفض تكاليف العمل والنقل وما شابه، في خفض أسعار المبيع وتحقيق عنصر المنافسة.. فطالما غاية الإنتاج هي الاستهلاك.. يعني ذلك المنافسة على مستهلك يهمُّه كثيراً عنصري الجودة ورخص الأسعار.. فكيف الحال بنا ومع مستهلك يعاني شحَّ الدخل وانعدام الإضافي وتخلُّف كتلة المداخيل عن كتلة المصاريف والنفقات؟!.. إذاً، وللقول الحق، لم تنعكس زيادة إنتاج الغاز وتدعيمه بالمستورد الذي نخرت به رؤوسنا وزارة النفط، في قيم إيجابية على الفرد المستهلك.
وفي جانب آخر، الخطوة التي قامت بها وزارة الاقتصاد في خفض أسعار أسطوانات الغاز، تعتقد أنها من خلالها «كمن أخرج الزير من البير»، وتجد في خطوتها هذه إجراء خلاقاً ووثاباً، على أنها في حقيقة الأمر «كمن يعرج في حارة المكاسيح»؛ فهذه الخطوة الفارغة المحتوى لن تنطلي على مستهلك يفهم أنَّ خفض الأسعار يجب أن يكون في المادة الدائمة الاستهلاك؛ يعني في مادة الغاز التي يحتاج إليها شهرياً، لا في عبوة الغاز التي يشتريها لمرة واحدة في حياته، وقد يورثها لأبنائه، ومن بعدهم أحفاده؟!.