لفت
السفير البرازيلي في دمشق ادغارد أنطونيو
كاسيانو الى أن "البرازيل تسجّل الكثير من
النشاطات السياسية الدولية وتسعى دائماً
أن يكون لديها تحالف مع الدول ذات الأهداف
المشتركة سياسياً واقتصادياً"، موضحاً أن
"أهمية البرازيل بدأت بالازدياد بعد
بروزها ناشطاً سياسياً عالمياً يهتم بكافة
القضايا العالمية، وخاصة قضايا المنطقة
العربية، كما ساهمنا في إحداث "مجموعة
العشرين" المؤلفة من أقوى عشرين دولة
مالياً، واستطعنا الجمع بين ما يسمى الدول
النامية والدول المتطورة كما هي الحال
بالنسبة لوضعنا دولة رائدة في هذا
المجال".
كاسيانو، وفي حديث الى صحيفة "الوطن"
السورية، ولدى سؤاله عن الدوافع وراء
مشاركة البرازيل في الاتفاق الثلاثي مع
إيران وتركيا في مسألة تبادل اليورانيوم
الإيراني المخصب، أجاب: "لقد حاولت
البرازيل من خلال هذا الاتفاق التوصل إلى
الحل السلمي نفسه الذي طالبت به دول
أوروبية والكثير من دول العالم في مسألة
اليورانيوم الإيراني المخصب لتفادي فرض
عقوبات جديدة على إيران ولدفع الأمور نحو
التهدئة، ومع الأسف الشديد ورغم كل الجهود
المبذولة والنداءات المطالبة بحل القضية
بالشكل الأنسب تم فرض العقوبات مجدداً
علماً أنها ليست طريقة صحيحة لحلّ المشاكل
والقضايا العالقة بين الدول، وسنظل نعمل
مع الطرف التركي لحلّ المسألة بالطريقة
الأنسب".
وعن السلوك الإسرائيلي في المنطقة، قال
كاسيانو: "نحن ندين جميع أشكال العنف
خصوصاً الحرب التي شنت على قطاع غزة
المحاصر ونؤكد من جديد موقفنا الرافض لهذه
التصرفات، ونذكر وقفة البرازيل المعارضة
لهذا الهجوم وبزيارة وزير الخارجية
البرازيلي إلى المنطقة لهذا الغرض عندما
بدأها من سوريا واستقبله الرئيس السوري
بشار الأسد"، لافتاً الى أن "زيارة الرئيس
الأسد الأولى المرتقبة للبرازيل تاريخية
ومهمة على مختلف الصعد والاتجاهات وتتشابه
في معانيها وأهدافها مع الزيارة الأولى
التي قام بها الرئيس لولا دا سيلفا إلى
سوريا العام 2003 بعيد احتلال العراق"،
مشيراً الى أن "تاريخية هذه الزيارة تأتي
من الظروف المتشابهة التي يمرّ بها
البلدان، ولأنها في توقيت مفصلي تعتبر فيه
سوريا الدولة المفتاح والأساس لحلّ أكثر
المشاكل تعقيداً في المنطقة العربية وفي
الوقت الذي شهد العالم فيه تطورات مختلفة
تبشر بالسلام القريب، وهي تأتي في السنة
الأخيرة من ولاية الرئيس دا سيلفا حيث
ستشهد البرازيل انتخابات رئاسية جديدة مع
نهاية العام الجاري".
ومن جهة ثانية، أوضح كاسيانو أن "البرازيل
تقوم بتصدير صناعتها من الطائرات إلى عدد
من الدول العربية كمصر والسعودية والأردن
وتعتبر هذه الدول الأكثر استيراداً
للطائرات البرازيلية، ونحن نتمنى لو تستطع
سوريا استيراد منتج هذه الصناعة من عندنا
لكن وجود قطع أميركية في هذه الطائرات
يحول دون إمكانية حصول سوريا عليها بسبب
العقوبات الأميركية المفروضة"، قائلاً
"ونحن في الوقت نفسه ندين العقوبات
المفروضة على سوريا وندرك أنها ليست حلاً
للخلافات بين الدول على الإطلاق". |