يرى المراقب
السابق للإخوان المسلمين في سورية، علي
صدرالدين البيانوني،
أن الانتفاضة في بلاده ستستمر إلى أن
تتحول إلى بلد ديمقراطي، والأوضاع تزداد
سوءاً على سوء مع مرور الأيام، حسب تعبيره.
وقال البينوني في حوار مع صحيفة «توداي
زمان» التركية، إن استجابة نظام الرئيس
بشار الأسد لمطالب المتظاهرين ستكون خطوة
مفيدة لكلا الطرفين. وتالياً تفاصيل
الحوار:
لم يتم الاستجابة لمطالب الناس وسورية في
طريقها إلى ثورة. أليس كذلك؟
الوضع الحالي هو نتيجة للتعامل الوحشي من
قبل النظام. لقد ظل السوريون صامتون
لسنوات، متوقعين إصلاحات شاملة وإطلاق
الحريات. لقد اتسموا بالصبر خلال حكم
الرئيس السابق حافظ الأسد، إلا أن صبرهم
لم يؤتِ ثماره ولم يتحقق شيء على أرض
الواقع. في سورية، استولت عائلة واحدة على
ثروات البلاد وبقية الشعب يعانون الفقر.
انها مسألة وقت لكي تتحول الانتفاضة
السورية إلى ثورة على النسق المصري
والتونسي.
هل يسير بشار الأسد على خطى والده؟
لقد تم تعديل الدستور لكي يتمكن بشار
الأسد من خلافة والده، وكان السوريون
يأملون أن يقوم بإصلاحات حقيقية، باعتبار
أنه شاب ومتعلم ومنفتح على العالم، إلا
أنه رغم وعوده، لم يكن الأسد الابن
إصلاحياً، وضمنت إدارته استمرار سياسة
الوالد. لقد استفحل الفساد وساد القمع
خلال حكمه.
هل المتظاهرون وحدهم وراء الثورة؟
حركة الإخوان تيار سلمي وثوري، هذه الثورة
ضمت كل أطياف الشعب السوري، ولم يلعب حزب
أو جمعية دوراً قيادياً في إشعالها
واستمرارها. هذه الانتفاضة جاءت كرد فعل
على القمع والوحشية اللذين طال أمدهما،
وبالتالي فلم تلعب الحركة أو أي تيار آخر
دوراً في إشعالها.
لماذا يعارض «حزب الله» وإيران وإسرائيل
تغيير النظام؟
إنهم يقولون إن المتظاهرين عملاء يتم
تسييرهم من قبل أطراف أجنبية. وحسب مصادر
داخل سورية، فإن هؤلاء يزودون الجيش
السوري بالعتاد والدعم التقني لإخماد
الانتفاضة.
هل تستخدم إسرائيل «حزب الله» لمصلحتها؟
لا أعتقد ذلك، ولكن إسرائيل قلقة حيال
الإطاحة بالحكومة السورية، إنها تريد
بقاءها. أما إيران وحزب الله فلديهما
علاقات وطيدة مع دمشق، لذا فهما يريدان أن
يظل الأسد في الحكم.
تطورات الأحداث في سورية تهم تركيا مباشرة؟
قامت أنقرة بالخطوة الصحيحة، بدعوة الأسد
مرات عدة لإجراء إصلاحات، إلا أن هذا
الأخير لم يستجب أبداً. لقد كان تصرف
تركيا صائباً بوقوفها إلى جانب الشعب
السوري. أتمنى ان تذهب تركيا بعيدا وتمد
الشعب السوري بالدعم الكامل.
هل الأكراد السوريون يعانون الضغوط؟
لقد حرموا من حقهم في التعبير عن ثقافتهم
ولغتهم، ولم يكن لهم الحق في أن يصبحوا
مواطنين سوريين. إن الديمقراطية التركية
تجربة غنية يجب الاستفادة منها.
المصدر: ترجمة: مكي معمري عن«توداي
زمان» |