نقلت صحيفة الوطن عن أحد سكان حي باب
توما في دمشق قوله: «رائحة خانقة توقظني
يومياً عند ساعات الصباح الأولى حيث تنغص
الحياة وتنتشر الرائحة المقززة من مكب
نفايات شرقي باب شرقي مع النسمات التي من
المفترض أن تكون عطرة برائحة ياسمينة
البيت، ولكن النفايات لها رائحة أكثر شدة
وقسوة من الزهور البيضاء» وقالت الصحيفة
إن أبو إلياس وصف حال حيهم في باب توما
ومعاناتهم من مكب نفايات شرقي باب شرقي
بهذه الكلمات، وتابعت: يسأل سائل: ما
العلاقة بين باب توما وباب شرقي والرائحة؟
وهنا يأتي الجواب من المكب الذي تعبق
رائحته النتنة عموم المكان من الزبلطاني
إلى باب توما إلى باب شرقي وصولاً إلى
مفرق المليحة والسبب بسيط تخمر النفايات
الزائد مع ارتفاع درجات الحرارة لمستوى
غير مسبوق إضافة لعدم غسل أو تعقيم المكان
نهائياً لعدم فراغه من النفايات ليلاً
ونهاراً فكل دقيقة تقريباً تدخل سيارة
محملة وتخرج أخرى محملة.
ووفقاً للصحيفة، فإن الشكاوى كثيرة
ومتعددة تبدأ من القاطنين وتنتهي
بالخائفين على مصالح دمشق السياحية حيث
تعج تلك المناطق بالكثير من السياح العرب
والأجانب وفي ليالي شهر رمضان الكريم تكثر
سهرات السحور في المطاعم المنتشرة على
امتداد دمشق القديمة ويحمل الزائرون معهم
كما السوريون الساهرون روائح المكب العفنة
وصورة غير لائقة لأقدم مدن التاريخ.
بالطبع الشكاوى تأتي كرد فعل على الواقع
ولكنها لا تصل إلى تحديد حجم الضرر
الحقيقي لوجود هذه البؤرة الخطرة في
المكان إلا معنوياً، أما عن الضرر الحقيقي
والجسدي الذي تشكله هذه الحالة فقد بين
المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية
الطبيب «غسان جبارة» أن الضرر الأكبر
يتعرض له سكان الأحياء القريبة والمحيطة
بالمكب بالدرجة الأولى، وتتمثل بالروائح
التي تولد لدى الناس الذين يعانون من
أمراض تنفسية كالحساسية والربو نوبات
مزعجة من الألم، وبعيداً عن الرائحة
الكريهة يضاف إلى ذلك الحشرات التي تكثر
في مثل هذه البيئة وخاصة الذباب الذي يحمل
الأمراض إلى الجوار.
وأكد الطبيب جبارة حسب الصحيفة أن الحرارة
الزائدة تزيد من نقل الأمراض لتزايد عدد
الجراثيم والفيروسات التي تنشط في البيئة
الحارة والمغذية ولا مكان أفضل من المكب
لمثل هذه الحياة والنشاط الجرثومي وقليل
من الرياح تنتقل تلك الفيروسات أو
الجراثيم لتعم المكان وتقف على الأغذية أو
المياه المكشوفة مسببة مجموعة من الأمراض
وعلى رأسها المزيد من الإسهال للأطفال،
وبالطبع تعمل تلك الروائح على إطلاق
الفطور الجلدية أو التنفسية التحسسية منها
وتتضاعف الحالات مع زيادة مستوى التخمر
داخل المكب ما يزيد خطر الجراثيم
وانتشارها. ونصح الطبيب جبارة بإبعاد
المكب عن المناطق المأهولة بالسكان بأسرع
وقت، وفي حال عدم التمكن من الإبعاد يجب
بحسب الطبيب جبارة غسل وتعقيم المكان أو
أن تعالج النفايات بطريقة صحيحة ونصح
الجوار أيضاً بوضع الكمامات التنفسية لمنع
خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والصدرية
وعليهم أيضاً أن يرشوا بيوتهم بالمبيدات
لمنع الحشرات الضارة وخاصة الذباب
والصراصير.
وفي الختام قالت الصحيفة: إن المكب يبقى
في مكان غير صحي وباعتراف محافظة دمشق
التي تعمل على إزالته مع بداية العام
القادم حيث من المتوقع أن يصدر مصور دمشق
التخطيطي ويتم تنظيم منطقة شرقي باب شرقي
التي بدأ العمل فيها بإزالة معامل الرخام
والسيراميك من المكان قبل إزالة المكب
الأكثر خطورة وأثر على الجوار والمارين
بالقرب منه. |