دافعت فنزويلا عن رحلاتها الجوية إلى
إيران وسورية التي كانت الولايات المتحدة
عبّرت عن القلق في شأنها، وتساءلت عن مغزى
الجدال الحاصل حول هذه الرحلات مع هذين
البلدين اللذين تربطها بهما علاقات
ديبلوماسية منذ قرابة نصف قرن.
ونقلت شبكة «سي ان ان» الأميركية امس، عن
سفير فنزويلا في الولايات المتحدة
بيرناردو آلفاريز هيريرا في بيان تعليقا
على القلق الذي عبرت عنه وزارة الخارجية
الأميركية والنائب الديموقراطي اليوت أنغل
أخيراً، «ما من شيء غير طبيعي في رحلات
بين دولتين تربطهما علاقات دبلوماسية منذ
أكثر من 50 عاماً».
وأضاف هيريرا: «ما يثير حيرتي هو لماذا
هذا الأمر مبعث قلق؟ إذا أراد أحد موظفيكم
رؤية ذلك عن قرب، فأنا أشجعكم على السفر
على متن إحدى تلك الرحلات».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية وفي وقت
سابق من الشهر الحالي، أثارت تساؤلات حول
رحلات تسيرها شركة النقل الجوي الوطنية
الفنزويلية «كونفياسا» إلى كل من دمشق
وطهران.
وذكرت الوزارة في آخر تقاريرها عن «الإرهاب»،
صدر العام الماضي، أن الرئيس الفنزويلي،
هوغو شافيز، يواصل توطيد علاقات بلاده مع
إيران، وهي إحدى الدول الراعية للإرهاب،
وفق لائحة الوزارة.
وأثارت في تقرير سابق صدر عام 2007،
تساؤلات حيال هوية المسافرين من إيران
وسورية، وجاء فيه «أن المسافرين على متن
هذه الرحلات لا يخضعون لضوابط الهجرة
والجمارك في مطار سيمون بوليفار الدولي في
كاراكاس».
ولفتت في تقريرها إلى أن أحد الركاب الذين
سافروا على هذا الخط في 2007، هو عبد
القادر الذي وجهت له الولايات المتحدة هذا
الشهر تهمة التخطيط لتفجير أنابيب وقود
بمطار «جون إف كينيدي» الدولي بنيويورك،
وكان اعتقل على متن طائرة متوجهة إلى
كاراكاس للحاق برحلة إلى إيران.
بدوره أعرب أنغل، في حديث صحافي الأسبوع
الماضي، عن قلقه من تلك الرحلات الجوية
وقال: «أنا قلق للغاية إزاء الرحلات بين
دمشق وكاراكاس.. أعتقد أن إيران من أكبر
الدول الداعمة للإرهاب على وجه الأرض».
من جهته، قال نائب المساعد السابق لوزير
الدفاع الأميركي بيتر بروكس، إن المسافرين
من إيران وسورية «ربما عملاء استخبارات،
أو من الحرس الثوري الإيراني، أو قوات
القدس، أو حتى إرهابيين من حزب الله».
وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات
الأميركية «سي آي أي» مايكل هايدن، لـ «سي
ان ان» إن «المخاوف ليست نظرية فحسب، بل
نوعية المسافرين هي ما دفعنا للتساؤل».
ونقلت الشبكة عن مسؤول فنزويلي لم تسمه
نفيه للمزاعم مؤكداً، أن كافة المسافرين
من طهران ودمشق يخضعون للإجراءات المتبعة
في المطارات، نافياً وجود أي أدلة تثبت
نقل تلك الرحلات لمليشيات أو عناصر مشتبه
بها، جازماً بأنه «خط طيران تجاري مشروع،
من بين ركابه رجال أعمال وآخرون من
المدنيين».
وأشارت «سي ان ان» إلى انها لم تتلق رداً
على أسئلة وجهتها إلى الجانب الإيراني،
عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. |