نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن عدد من
أعضاء الجالية السورية في الكويت تفاصيل
ما دار في اللقاء الذي جمعهم بالرئيس
السوري بشار الأسد في دمشق بتاريخ
29\8\2011، فأوردت أنّ "الأسد استهل
اللقاء بالترحيب، مشيداً بالدور الذي تقوم
به الجاليات السورية في بلاد الاغتراب
وارتباطها الوثيق بالوطن الأم"، وأنّه
خلال اللقاء الذي تم فيه طرح الأسئلة "تطرّق
الرئيس الاسد إلى العلاقة مع بعض الاطراف
العربية والاقليمية والدولية، فقال في هذا
السياق، عندما سُئل عن الموقف الخليجي
الذي وصل الى ذروته حين سحبت بعض دول
الخليج سفراءها من سوريات للتشاور: إن
الموقف الخليجي مساند لنا في الخطوات التي
نتخذها، والاتصالات التي أتلقاها من زعماء
الخليج داعمة لنهجنا... ودعكم من المواقف
التي تعلن في وسائل الاعلام".
وفي هذا السياق نقلت الصحيفة الكويتية عن
الأسد قوله لأعضاء الوفد السوري: "إن إحدى
الدول الخليجية تتعامل معنا عبر اتجاهين
مختلفين بل ومتناقضين، الاول معارض من
خلال مواقف وتصريحات مسؤولين بالاضافة إلى
تغطيات إعلامية تشوّه الموقف السوري،
والثاني داعم لنا ولخطواتنا الاصلاحية من
خلال الاتصال الدائم، وأكرر لكم كلمة
الدائم، من قبل زعيم هذه الدولة". ورداً
على سؤال عن اسباب الخلاف مع قطر، أجاب
الأسد: "إن هناك ثلاثة أسباب لهذا الخلاف،
الأول بدأ عندما فاجأني رئيس الوزراء
التركي رجب طيب اردوغان باتصال هاتفي مطلع
العام الحالي يبلغني فيه بأنه قادم إلى
دمشق لعقد قمة، وعندما طلبت منه أن نؤجلها
لمزيد من الاستعداد والتحضير، رد علي بأنه
يتصل بي من الجو - أي أنه في الطائرة
متوجها إلى دمشق- وأن امير قطر الشيخ حمد
بن خليفة في الجو أيضاً قادماً إلى دمشق
لعقد قمة ثلاثية.
قمت بالترتيبات اللازمة، وعقدت القمة فعلاً،
وطلب مني الشيخ حمد وأردوغان أن يستمر (الرئيس)
سعد الحريري في منصبه (رئيساً للوزراء في
لبنان) وانهم يريدون مساعدتي في تنفيذ هذه
الرغبة. طبعا تفاجأت بالطلب، وشرحت لهما
بعض تفاصيل الوضع اللبناني التي ربما غابت
عنهما خصوصاً أن الوضع الحكومي اللبناني
كان يمر بمرحلة انتقالية، وأذكر أنني قلت
لهما أيضاً إن من أسباب عدم ميلي لقبول
هذا الطلب أن المملكة العربية السعودية
كانت ابلغتني أن سعد الحريري لا يصلح في
هذه المرحلة لأن يكون رئيساً لوزراء لبنان،
اضافة إلى اسباب أخرى تتعلق بالتركيبة
اللبنانية الداخلية شرحتها لهما وجرى نقاش
طويل حول ذلك، لكن الشيخ حمد غادر حينها
دمشق غير راض عن الموقف السوري في هذا
الشأن".
وأضاف الأسد استناداً إلى أعضاء وفد
الجالية السورية في الكويت: "السبب الثاني
الذي أزعج قطر هو رفض سوريا تبني الموقف
الخليجي وغالبية الدول العربية الخاص بدعم
الثورة الليبية، خصوصاً أن قطر هي التي
قادت الموقف العربي الداعم للثوار
الليبيين في حين رفضت سوريا ذلك وبقيت
داعمة للعقيد معمر قذافي، الأمر الذي أزعج
قطر وأثار حفيظتها، ونحن هنا نتحدث عن
مواقف سياسية وخلافات في وجهات النظر لا
يجب في رأينا أن تؤدي إلى قطيعة، ولا يمكن
أن تعتبر تدخلاً من طرفنا في الشؤون
الداخلية لقطر، لكن قطر تنفق مليارات
الدولارات لدعم توجهات تغيير النظام في
دمشق وهذا هو برأي السبب الثالث".
ورداً على سؤال يتعلق بالعلاقة مع تركيا
واسباب اتخاذها موقفاً متشدداً من النظام
في سوريا، ردّ الأسد: "إن أردوغان والجيش
والامن في تركيا داعمون لنا، المعارض
الوحيد لنا في تركيا هو وزير الخارجية
أحمد داود اوغلو، وهو كان عضواً في تنظيم
الاخوان المسلمين ثم تحول إلى سلفي". |