قال الفريق أول محمد أحمد الدابي
رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا إن
فرق مراقبي العمل تواصل عملها في عشرين
منطقة سورية من خلال 15 فرقة مراقبة،
وأنها حصلت على الدعم اللازم ماليا
وسياسيا ولوجستيا من مجلس الجامعة العربية
في الاجتماع الأخير الذي انعقد يوم اول
أمس على المستوى الوزاري.
وأضاف الفريق الدابي في مؤتمر صحفي عقده
في مقر الجامعة العربية امس " رغم أن
البعثة أنشئت على عجل بناء على إجماع عربي
لم تقع بأي خطأ وهذه حقيقة، ولم تعدل مهمة
البعثة، وهي تعمل بنفس التكليف ".
وأشار إلى أن البعثة تضم ممثلين عن 13
دولة وأنهم يؤدون مهتمهم بشكل متجانس
ومتميز.
وأضاف: نحن عايشنا الواقع وقلنا ما وجدناه
على أرض الواقع، ومنذ أن ذهبت البعثة إلى
تلك الديار سحبت كل الآليات الثقيلة من
المدن، وما قامت به الحكومة إيجابا نتحدث
عنه وما قامت به سلبا نورده.
وتابع: الإعلام نحترمه، لكنه يقسو علينا
أحيانا، وتقريرنا لا يستند إلى آراء شخصية
بل إلى ما شاهدناه وقد نقلنا الصورة
الحقيقية في تقريرنا للجامعة العربية،
مذكرا بأن البعثة تواجه انتقادات منذ
اليوم الأول لعملها.
وأوضح أن البعثة ملتزمة تماما ببنود
البروتوكول بما يخص المراقبة والرصد لمدى
تنفيذ الحكومة السورية للبنود الواردة في
البروتوكول، ووقف العنف والتأكد لعدم تعرض
الأجهزة الأمنية للمظاهرات، وسحب جميع
المظاهر والآليات العسكرية خارج المدن،
والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث
الراهنة، والسماح لأجهزة الإعلام بالدخول
ورصد الواقع.
وأضاف: مهمتنا الرصد والتحقق وليس التحقق
من مدى التزام الحكومة السورية بهذه
البنود، وبناء عليه تقدمنا بتقرير لوزراء
الخارجية العرب، والتقرير لم يكتبه رئيس
البعثة، بل كتبه 15 رئيس فريق منتشرين في
عشرين مدينة سورية.
وأردف الدابي: الرأي السياسي بما يجري ليس
من اختصاصنا، وألاحظ في وسائل الإعلام بأن
البعثة تتعرض لهجمات قاسية، كالحديث عن أن
البعثة فشلت في إيقاف القتل والتدمير،
ونؤكد بأن البعثة مهمتها الرصد وتشخيص
الواقع، إن تم وقف القتل نقول ذلك وإن لم
يتم نعلن عن ذلك.
وقال: عندما وصلت البعثة كانت هناك عنف
واضح، ولكن بعد بدء عملها على الأرض بدأ
العنف يتراجع تدريجيا، وهذا دليل على نجاح
عملنا.
وتحدث الدابي عن عدم تفهم الدور الحقيقي
للبعثة من قبل عدد من مؤيدي النظام السوري،
أو المعارضة، مضيفا: الموالي للنظام يعتقد
أننا جئنا لتبرير التدخل الأجنبي، المعارض
يعتبر أننا جئنا لإطالة عمر النظام، ومن
هنا حدثت بعض المناوشات الساخنة بعد تقديم
التقرير يوم 19 من الشهر الجاري للأمين
العام للجامعة العربية، ولكن بشكل عام
أعضاء البعثة بأمن وأمان، حتى في الأماكن
التي لا توجد فيها القوات النظامية.
وبما يخص إطلاق سراح المعتقلين، أوضح رئيس
البعثة أن البلاغات التي تلقتها البعثة من
جهات مخالفة تتحدث عن أعداد كبيرة، ولكن
المشكلة تتمثل بأن الإحصاءات تظهر أرقاما
مختلفة، والبيانات فيها أسماء مكررة
وتضارب في الأسماء.
وأشار الدابي إلى أنه في حالة استجابة
مختلف الأطراف السورية في التعجيل
بالعملية السياسية وانطلاق الحوار الوطني
بتوازي مع عمل البعثة، سيؤدي إلى نتائج
إيجابية ويجعل عمل البعثة يحقق مزيدا من
النجاحات.
وبالنسبة لتحركات بعثة المراقبين، أجاب:
لا نطلب مذكرة تصديق من الحكومة السورية
بأي موقع نعمل به، ولا نخطرهم بأننا
ذاهبون إلا عندما نكون جاهزين، ونطلب في
حينه من القوى المتواجدة لحمايتنا بالتحرك،
ونبلغهم فقط في حالات الحماية في الطرق
الخارجية الطويلة، لأننا بحاجة للحماية
لأن السفر قد يستغرق 12 ساعة أو 24 ساعة.
وردا على سؤال حول عدد القتلى الذين
وثقتهم البعثة منذ عملها في سوريا، أجاب
الدابي: وثقنا سقوط 136 شخصا وهذا العدد
يشمل طرفي النزاع، وفقدان شخص واحد خسارة.
وردا على سؤال حول إعلان الحكومة السورية
رفضها لقرارات وزراء الخارجية، ومدى تأثير
ذلك على عمل البعثة، رد الدابي: لم نبلغ
رسميا بأي رفض، ونحن لا نتعامل مع ما يرد
في الإعلام، وفرق المراقبة ما زالت مستمرة
في الميدان.
من جانبه نفى الأمين العام المساعد ورئيس
مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير
وجيه حنفي صحة الأنباء التي تحدثت عن
اختلاف بالرؤى بين الأمين العام والفريق
الدابي.
وقال: إن الأمين العام قدم التقرير الفني
والميداني في الإطار السياسي للأزمة منذ
انطلاقها وحتى الآن، وهو بذلك وضع التقرير
في سياقه الصحيح وسياقه الزمني. |