كشف شارل أيوب، رئيس تحرير جريدة
الديار اللبنانية، أن أجهزة الأمن
اللبنانية قامت بالاتصال به والتنسيق معه
وأخذ جميع الأرقام التى كان يتصل منها
طارق عبد الرازق، الجاسوس المصرى، لتتبع
هذه الأرقام ومعرفة إذا كان قد اتصل بأحد
آخر فى لبنان غيره أم لا، كما قال إن
الأجهزة الأمنية تجرى بحثاً عن الشخص
اللبنانى الذى ترك عبد الرازق اسمه لشارل
لمساعدته فى أوراق سفره، لافتا إلى أن
رقمه اللبنانى تم حرقه.
وأكد أيوب فى اتصال لـ"اليوم السابع" أنه
بصدد تقديم شكاوى دولية ضد إسرائيل
وجهازها الاستخباراتى الموساد، بسبب الخرق
الفج للبنان من كافة النواحى، والذى وصل
إلى استدراج صحفييها ورجال أمنها للحصول
على معلومات أمنية.
وقال أيوب إنه قام بالاتصال بوزارة
الخارجية اللبنانية اليوم، الخميس، لبحث
إمكانية رفع هذه الشكوى ضد مجلس الأمن
الدولى، كما أجرى اتصالات باتحاد الصحفيين
الدولى واتحاد الصحفيين العرب والذى من
المفترض أن يدعموا موقفه بصفته صحفياً.
وأوضح أنه حاليا بصدد تجميع الفاكسات
والإيميلات التى وصلته من عميل الموساد،
لترتيب أوراقه وملفاته، إلا أنه أوضح أن
عطله إجازة الكريسماس التى ستبدأ غدا فى
لبنان قد تعرقل خطواته بعض الشىء، لافتا
إلى أن تحديد موعد زيارته لمصر لم يتحدد
بعد حيث إنه متعلق بطلب شهادته، إلا أنه
أكد على احتياجه لبعض المعلومات فى
تحقيقات مصر ليستخدمها فى الشكاوى التى
بصدد رفعها.
ونفى إن يكون طلب حماية من الأمن اللبنانى
بعد الكشف عن القضيه قائلا: "أنا لا أحتاج
لحماية"، مؤكداً أن الموساد كان يريد
معلومات مهمه لديه تتعلق بحزب الله والأمن
السورى واللبنانى.
وأستبعد أيوب وجود تعاون أمنى سابق بين
أجهزة الأمن المصرية واللبنانية فى هذه
القضية، خاصة أن بدءا أجهزة الأمن
اللبنانية فى البحث يعكس ذلك، إلا أنه على
جانب آخر أكدت مصادر مطلعة أن هناك تعاونا
أمنيا ثلاثى بين العواصم العربية الثلاثه
المشتركة فى قضية الجاسوس المصرى طارق عبد
الرازق وهى القاهرة وبيروت ودمشق منذ أكثر
من عامين، مشدداً على أن التعاون الأكبر
كان على الساحة المصرية السورية، نظرا لأن
الأخيرة كانت الهدف الأكبر للجاسوس.
المصدر قال إن هناك تعاونا وثيقاً بين
المؤسستين الأمنيتين فى مصر وسوريا، مؤكداً
على تبادل المعلومات والاتصالات فى هذا
الشأن، حيث إن جميع خطوات الشاب المصرى
داخل دمشق كانت تحت أعين الاستخبارات
السورية، موضحاً أن هذا التعاون كان على
مستوى كبار المسئولين المنيين فى حين لم
تلعب السفارات دورا فى هذا الأمر.
ولفت إلى أن كل جهاز أمنى كان يعمل بشكل
منفصل فى بلاده ليتم فى المجمل تبادل
المعلومات والبيانات على المستوى الثنائى،
وهو ما أدى إلى كشف الشبكة ليس فقط
بجناحها المصرى وإنما على المسارين السورى
واللبنانى، لأنها شبكة إقليمية تعمل على
مستوى أكثر من دوله. |