يبدو أنَّ العاصفة الثلجية التي ضربت
البلاد منذ شهرين، تركت أثراً واضحاً لم
يختفِ حتى هذه اللحظة، والتي كان من
نتائجها الإيجابية أنها كشفت الخطر الذي
يعيشه سكان منطقة قاسيون، على الرغم من صمّ
آذان الجهات المسؤولة عن تحذيرات صدرت منذ
ما يزيد على ثلاثة أعوام، أفادت أنَّ هذه
المنطقة تقع على الخط الساخن؛ أي الزلازل،
وأنَّ هناك انهدامات يمكن أن تحدث فيها،
نتيجة الحالة الجيولوجية لهذه المنطقة.
وما دلَّل على هذه التحذيرات، الانهدام
الكبير الذي حصل في منطقة الشيخ خالد،
نتيجة الثلوج والأمطار التي عمَّت البلاد؛
حيث تكبَّد المواطنون هناك خسائر مادية
كبيرة نتيجة عدم وجود جدران استنادية
لحماية منازلهم التي تقبع على سفح قاسيون،
بشكل عشوائي ومتناثر. وقبل نحو أسبوع، حصل
الانهدام الثاني في منطقة (أبو نجيب)،
تضرَّر نتيجته السكان، واضطرُّوا إلى
إغلاق منازلهم، وهجرها. وبعد ذلك تعرَّض
امتداد الوادي في منطقة أبو نجيب إلى
انهدامين ثالث ورابع، زادا من ضرر السكان
هناك، والجهات المعنيّة لا تحرِّك ساكناً..
مناشدة المواطنين تضمَّنت إقامة جدار
استنادي يمنع انهدامات التربة والصخور،
ويقي المنازل من خطر مفاجئ قد يودي بأرواح
العشرات من المواطنين..
ويذكر الأهالي أنَّ المحافظة قامت عند
حدوث الانهدام الأول بإزالة الصخور
المعرَّضة للانهيار من سفح الجبل، وتركتها
في وسط الشارع الرئيسي المخدّم للمواطنين،
ما أعاق حركة المرور، والسكان.. وعليه، لا
تزال الأمور هناك تسير نحو الأسوأ.. |