أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم
الخميس، أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية
التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى السناتور
الأمريكى جون كيري، يعمل سويا مع الرئيس
السورى بشار الأسد على مدى بضعة أشهر بشأن
خطة لبدء المفاوضات بين سوريا وإسرائيل،
رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين
نيتانياهو.
وقالت الصحيفة، فى تقرير أوردته على
موقعها على شبكة الإنترنت، إن نيتانياهو
الذى تم إطلاعه على محادثات كيرى مع الأسد،
يعترض على الخطة، نظرا لأنه يعتقد أن
الأسد غير جاد بشأن صنع السلام مع إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن نيتانياهو أحجم عن
مهاجمة مبادرة كيرى، لأنه لا يرغب فى
إثارة غضب السناتور صاحب النفوذ القوى،
إلا أنه أبدى تشككا صريحا فيها، وقال "إن
الصياغة الغامضة للفقرة الخاصة بعلاقات
سوريا مع إيران وحزب الله غير كافية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى
بمكتب نيتانياهو قوله "إن كيرى يعمل بشأن
ورقة بهذا الصدد وذلك حقيقي، إلا أن
الفرنسيين والبلغاريين والبرازيليين جاءوا
من سوريا بالرسائل ذاتها، ولا يعتقد
نيتانياهو بأن الأسد جاد، ولا يرى
استعدادا حقيقيا من جانبه للمضى فى السلام
مع إسرائيل".
وذكرت صحيفة "هاآرتس" أن السناتور جون
كيرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس
الشيوخ، اجتمع مع الرئيس السورى بشار
الأسد فى دمشق خمس مرات على مدى العامين
الماضيين، وأن موضوع استئناف المفاوضات
الإسرائيلية السورية أثير فى جميع تلك
الاجتماعات، وبدأ الاثنان قبل أشهر قليلة
استكشاف أفكار عملية للقيام بذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين
رفيعي المستوى ودبلوماسيين أوروبيين قولهم
"إن كيرى والأسد صاغا ورقة موقف غير رسمي،
من شأنها أن تحدد مبادئ المفاوضات مع
إسرائيل وشروط استئنافها".
وأوضحت الصحيفة أن كيرى واصل إطلاع الرئيس
الأمريكى باراك أوباما ومستشاريه على تلك
المناقشات التى سعى خلالها إلى التوصل إلى
صيغة من شأنها أن تلبى الاحتياجات
السياسية للطرفين على حد سواء.
وأضافت: "أن البند الأول تناول طلبا سوريا
رئيسيا، وهو أن تنسحب إسرائيل من مرتفعات
الجولان، وأن صياغة تلك الفقرة مشابهة
للصياغة التى استخدمت خلال المحادثات
الإسرائيلية السورية التي أجراها رئيس
الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت،
ونص على أن الأساس الذى تسنتد إليه
المحادثات سيكون مبدأ الأرض مقابل السلام،
وفقا لمؤتمر مدريد 1991 وقرارات الأمم
المتحدة حول الموضوع".
وأشارت الصحيفة إلى أن كيرى سعى أيضا إلى
صياغة فقرة لتلبية أحد المطالب الرئيسية
لإسرائيل، ومفاده أنه أي اتفاق سلام يؤدي
إلى قطع سوريا العلاقات مع إيران وحزب
الله.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى أوروبى تم
إطلاعه على محادثات كيرى والأسد قوله "إن
الأسد أعرب عن استعداده بحث موضوعات تحديد
الوضع الإستراتيجى لسوريا والأمن الإقليمي
فى مفاوضات مع إسرائيل، وأن الصياغة غامضة
إلا أنه يمكن تفسيرها على أنها تعكس رغبة
سوريا فى بحث علاقتها مع إيران وحزب الله".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للفقرة
الأولى، فإنها تشبه الصياغة التى استخدمت
فى المحادثات غير المباشرة التى أجراها
أولمرت مع السوريين عبر وسطاء أتراك فى
2008. |