أكد السفير الإسرائيلي السابق في
القاهرة اسحق ليفانون ان اسرائيل لن تكون
المبادر في حرب على الجبهة اللبنانية،
ولكنه حذر من انه في حال تعرضها لصواريخ
من حزب الله او سورية فان الرد الاسرائيلي
سيكون صارماً، نافيا صحة ما ورد بان
اسرائيل تدعم بقاء الرئيس السوري بشار
الاسد الذي قال ان بقاءه في السلطة لن
يدوم طويلا.
واعتبر ليفانون في مقابلة اجرتها معه «الراي»
ان النظام السوري الجديد سيأخذ بعين
الاعتبار المشاكل الداخلية اكثر من اي
قضية اخرى، وان اي نظام جديد سيكون افضل
من نظام الاسد لان «التحالف الاستراتيجي
مع ايران و(حزب الله) سيتوقف. وبالتالي
سيضعف (حزب الله) تجاه الدولة اللبنانية
داخليا».
وقال ليفانون «لقد سمعنا سماحة الشيخ (يوسف)
القرضاوي، الذي نحن لا نحبه، يقول خلال
اجتماع في القاهرة بخصوص دعم الشعب السوري
ان العالم العربي بأجمعه ضد ايران و(حزب
الله). لذلك اعتقد ان اي نظام سيكون افضل
من نظام الاسد»، مضيفا انه «اذا عادت
سورية الى حضن العالم العربي فلا استبعد
بمساعدة الدول المعتدلة ان نصل الى اتفاق
معها». واشار الى ان «العراق كان يساعد
سورية باسلحة ايرانية ولكن ذلك توقف بعد
تدخل اميركي وأوروبي»
وفي ما يأتي حلقة اولى اللقاء تتناول
ايران وسورية و«حزب الله»، على ان تليها
حلقة ثانية غدا وتتناول الملفين الفلسطيني
والمصري.
• ما توقعاتك بشأن ما يحدث في سورية؟ هل
ترى ان الاسد سيسقط؟
- السؤال الاساسي هو ماذا سيحصل مع سورية
وليس متى سيسقط الاسد؟ لقد حدثت هزة في
سورية واذا استمر الاسد في السلطة ربما
سيكون ذلك لفترة محددة وليس طويلة. هذه
الهزة وصلت الى الشعب، الذي قرر ان يفصح
عن موقفه كما حدث في الدول الاخرى بما سمي
بـ «الربيع العربي»، ولا مناص الا ان
يستمع النظام السوري لمطالب شعبه.
اذا سقط الاسد فإن العلاقات ستضعضع ما بين
ايران وحزب الله ولبنان، وهذا يعني ان
هناك تغييرا استراتيجيا مهما في المنطقة.
المجتمع الدولي ما عدا روسيا والصين ضد
بشار الاسد ووحشية النظام. وهذا الدعم
الروسي والصيني لا بأس به، ويقوي النظام
السوري، لذلك اعتقد ان على المجتمع الدولي
ممارسة الضغوط على روسيا والصين لتغيير
موقفيهما تجاه الوضع في سورية. نريد
تغييرا جذريا وليس شكليا وان تطالب روسيا
والصين بوقف حمام الدم وهناك اكثر من 10
آلاف قتيل وهذا مخالف لحقوق الانسان، فكفى
لوحشية النظام السوري.
• هل صحيح ان اسرائيل سمحت للحكومة
السورية بتحريك قواتها ضد المعارضة في
مناطق ممنوعة عليها بموجب اتفاق فض
الاشتباك مثل بعض مناطق محافظة درعا؟
- حسب معلوماتي لا توجد علاقات ابدا بين
اسرائيل واي جهة سورية. ونحن لا نعطي
الاذن لاي شخص. هذا امر داخلي سوري ونحن
نتابع الاحداث عن كثب، لاننا جيران.
الاتفاقية الاخيرة بيننا وبين سورية هي فك
الارتباط على هضبة الجولان وتحديدا في
القنيطرة، ولا يوجد اي تغيير في هذه
المنطقة وكذلك في الموقف الاسرائيلي. وصول
الدبابات السورية درعا قد يكون من الناحية
العسكرية في البداية بغض الطرف ولكن لا
تغيير في الموقف الإسرائيلي.
• هل صحيح ان اسرائيل ترغب في بقاء الاسد
في الحكم على قاعدة ان «شيطانا نعرفه افضل
من شيطان لا نعرفه»؟
- الرئيس شمعون بيرس تحدث بصورة واضحة جدا
عن ان النظام الاسدي عليه ان يترك الساحة
وكذلك هو موقف بنيامين نتنياهو وايهود
باراك الذي قال ان نظام الاسد سيسقط خلال
اسابيع. لذلك ليس هناك اي صحة لما ورد في
الاعلام من ان اسرائيل تدعم بقاء الاسد.
نحن نريد جيرانا مستقرين وسورية تقع ضمن
ذلك.
• الا تخشى ان سقوط نظام الاسد من شأنه ان
يشعل جبهة كانت آمنة على مدى اكثر من 45
عاما؟
- اعتقد انه في حال سقوط النظام السوري
فان النظام الجديد سيأخذ بعين الاعتبار
المشاكل الداخلية اكثر من اي مشكلة اخرى،
واعتقد ان اي نظام جديد سيكون ضد ايران
وضد «حزب الله».
لقد سمعنا سماحة الشيخ القرضاوي، الذي نحن
لا نحبه، يقول خلال اجتماع في القاهرة
بخصوص دعم الشعب السوري ان العالم العربي
بأجمعه ضد ايران و«حزب الله». لذلك اعتقد
ان اي نظام جديد سيكون افضل من نظام الاسد.
• حتى اذا كانوا الاخوان المسلمين؟
- اظن ان الاخوان المسلمين ضعفاء من
الناحية السياسة لان الاسد الاب قام
بسحقهم قبل 25 عاما. اما الدروز
والمسيحيون هم اقلية. وسمعنا وليد جنبلاط
يدعو الدروز الى الانضمام الى المعارضة.
لذلك اعتقد ان النظام الجديد سيأتي من
داخل سورية وسيكون مدركا للمشاكل الداخلية.
وعليه ان يصحح ما قام به بشار الاسد.
اي نظام جديد سيكسر التحالف الاستراتيجي
مع ايران لانه على يقين ان هذا التحالف هو
سيئ وللمنطقة بأكملها.
• قال شمعون بيرس ان سقوط الاسد سيؤثر
بشكل مباشر على الجليل. هل توافق ذلك؟
- لا اعرف ماذا يقصد بيرس بذلك. ارى ان
تغيير النظام الاسدي الوحشي سيغير
استراتيجيا المنطقة. والتحالف الاستراتيجي
مع ايران وحزب الله سيتوقف. وبالتالي
سيضعف حزب الله تجاه الدولة اللبنانية
داخليا وليس الجليل.
• مسؤولون سوريون هددوا بانهمار عشرات
الصواريخ على اسرائيل من جنوب لبنان اذا
اوشك النظام السوري على السقوط. كيف
ستتصرف اسرائيل في مثل هذه الحالة؟
- اي طرف في الشرق الاوسط ودون اي استثناء
سيضرب او يتعدى على اسرائيل فان الرد
سيكون صارما. وكل الاطراف تعرف ما معنى
ذلك.
• كيف سيؤثر سقوط الاسد على المنطقة وهل
سينقطع الهلال الشيعي في المنتصف؟ وهل
سيخف النفوذ الايراني او سيضعف هل سيتغير
العراق ام يلتصق اكثر بايران؟
- في الفترة الاخيرة رأينا كيف ان العراق
يساعد سورية بأسلحة ايرانية. وبعد تدخل
اميركي واوروبي توقف ذلك. وحسب رأيي اذا
انهار نظام الاسد فبطبيعة الحال سيكون
هناك تغيير استراتيجي. واعتقد ان الشعب
السوري يرغب بقطع العلاقات مع ايران ويتجه
اكثر نحو المجتمع الاسلامي العربي الموجود
في الجامعة العربية.
لا ننسى ان حافظ الاسد اخرج سورية من
الجامعة العربية وانشأ تحالفا استراتيجيا
مع الايرانيين. واعتقد ان سورية ستعود الى
حضن العالم العربي وتتوقف المساعدة لحزب
الله وبذلك يكون تغيير استراتيجي مهماً.
وفي حال ضعف «حزب الله» ربما ستتعافى
الدولة اللبنانية اكثر مما هي عليه اليوم.
واذا عادت سورية الى حضن العالم العربي
فلا استبعد بمساعدة الدول العربية
المعتدلة ان نصل الى اتفاق بين سورية
واسرائيل.
اسرائيل ترغب برؤية شرق اوسط مستقرا، وفي
حال تعاونت الدول العربية بامكاننا الوصول
الى شرق اوسط افضل للشعوب.
• هل تتوقع حربا على الحدود مع لبنان؟
- فقط اذا بدأ حزب الله ذلك والرد
الاسرائيلي سيكون صارما. لكن اسرائيل لن
تبادر. فهي غير معنية بأي حرب في المنطقة
بتاتا. بل على العكس نريد شرق أوسط بأكمله
يسوده سلام شامل متفق عليه.
• هل تتوقع ان توجه اسرائيل ضربة لايران
قبيل الانتخابات الاميركية؟
- اعتقد ان المشكلة الايرانية هي عالمية
وليست فقط اسرائيلية. لذلك على المجتمع
الدولي ان يتعاطى في هذا الموضوع. ولا
ينبغي من الناحية التكتيكية والعسكرية ان
نتحدث عن ذلك على صفحات الجرائد وماذا
ستفعل اسرائيل وما لا تفعله.
توقعاتي هي ان المجتمع الدولي لا يريد ان
تصبح ايران دولة نووية عسكريا. وهذا هو
موقف المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا
والصين.
• الا تخشى من رد «حزب الله» في حال توجيه
ضربة اسرائيلية لايران؟
- حسب معلوماتي وما نشر في الاعلام هو ان
«حزب الله» صرح بان في حال أقدمت اسرائيل
على ضرب ايران لن يرد بصورة فورية على ذلك
، ولكن لا اعتقد اننا في وضع نتكهن عما
سيحصل، هناك مشكلة كبيرة وهي تسليح ايران
نوويا والقنابل النووية لذا على المجتمع
الدولي ان يوقف البرنامج النووي الايراني.
• هل تعتقد ان ضرب ايران سيتم قبل سقوط
الاسد ام بعده؟
- لا أظن ان هناك اي علاقة بذلك. رغم ان
هناك علاقة بين سورية وايران. والمشكلة
الايرانية كما قلت دولية لان الخطر النووي
الايراني هو على العالم بأسره. وهناك خطر
على دول الخليج والدول العربية التي تريد
ايضا ان تمتلك السلاح النووي. ولكن ليس
هناك اي علاقة مع ما يجري في سورية.
ان نصب القبة الحديدية في المدن
الاسرائيلية في اعقاب الاحداث التي وقعت
في غزة يشكل تحولا استراتيجيا مهما. انا
مقتنع بأن «حزب الله» او الدول التي تملك
الصواريخ تدرس ما جرى لانه للمرة الأولى
هناك رد اسرائيلي يمنع وصول الصواريخ على
اهدافها.
• هل تتوقع انه في حال ضرب ايران سيكون
هناك رد من «حزب الله» ضد اهداف اسرائيلية
في العالم؟
- السؤال يوحي بان الضربة الاسرائيلية
قريبة جدا. الموقف الاسرائيلي واضح وهو
اننا سنمنح الاولوية لجميع الوسائل
الديبلوماسية والسياسية لحل هذه المشكلة.
وفي حال فشل ذلك فان الخيار العسكري سيكون
المطاف الاخير. والموقفان الاميركي
والاسرائيلي يؤكدان على ان جميع
الاحتمالات موجودة على الطاولة.
• ولكن هناك ارتباطا بين مشكلة اسرائيل مع
ايران وحزب الله وسورية وان هناك اتهامات
اسرائيلية بان ايران تسرب اسلحة لحزب الله
وهذه الاتهامات تؤكد على هذا الارتباط
وبان المشكلة ثلاثية. كيف اسرائيل ستواجه
هذه المشكلة والذي يصعب الفصل بينهم في حل
وجهت ضربة لايران؟
- نحن على يقين بان هناك ارتباطاً بين
سورية وحزب الله وايران. واذا سقط الاسد
فهذا الارتباط سينهار. وبخصوص النووي
الايراني فان الاعتبارات الدولية بما فيها
الاسرائيلية والاميركية تأخذ بعين
الاعتبار وضع «حزب الله» ورد سورية وهذا
غير مرتبط بالقرارات الدولية والاسرائيلية.
وقرار ضرب ايران منوط بوصولها الى القوة
النووية العسكرية. لذا فان الاعتبارات
الاسرائيلية تتركز الا تحصل ايران على
القنبلة الذرية.
• سبق لاسرائيل ان حرضت الاميركان بطريقة
غير مباشرة على اجتياح العراق لاسقاط صدام
لوجود أسلحة دمار شامل وكل ذلك تبين انها
كذبة كبرى. وبالتالي يمكن للبرنامج النووي
الايراني ان يكون سلميا ولماذا يثير
البرنامج النووي الايراني قلق اسرائيل
وليس القنبلة النووية الباكستانية؟
- حسب معلوماتي باكستان لا تتحدث عن ابادة
اسرائيل. بل ايران تتحدث بصورة واضحة
وعلنية عن ابادة اسرائيل ومحوها عن
الخارطة. والخشية انه في حال حصول ايران
على الاسلحة النووية فان هذا التهديد ربما
يترجم الى افعال.
وبخصوص الادعاءات بتحريض اسرائيل لغزو
العراق اولا لا يوجد اي مستند لذلك.
وثانيا نشر في اسرائيل قبل اسبوعين
مستندات سرية بانها طلبت من الاميركان
التعاطي مع ايران وليس العراق لذلك القرار
كان اميركيا.
وبالنسبة لقلق اسرائيل من ان النووي
الايراني ربما يكون سلميا علينا ان نسأل
المنظمة العالمية للطاقة الذرية التي صرحت
بوجود مستندات تدل على ان ايران بصدد
الوصول الى القنبلة النووية وليس السلمية.
• هل تعتقد ان سورية وايران هما من حركتا
غزة اخيرا وان اسرائيل شنت عدوانها على
غزة قبل ايام لفحص مدى جهوزية القبة
الحديدية؟
- لقد اجرينا التجارب على القبة الحديدية
وكانت النتائج واضحة لنا بنسبة 90 في
المئة. وقريبا ستصبح مئة في المئة. وقد
نشر في الاعلام بان هناك تدخلا ايرانيا
مباشر مع حركة الجهاد الاسلامي حيث طلبت
ايران من «الجهاد» مواصلة اطلاق الصواريخ
على اسرائيل. وكذك هناك دعم ايراني لحركة
«حماس».
• حتى لو حصلت ايران على قنبلة نووية ربما
لن تستخدمها ضد اسرائيل والاخيرة دولة
نووية للردع لن تستخدمها ضد احد ولكن من
مصلحة اسرائيل الا تكون هناك دولة اقليمية
عظمى كايران في المنطقة تؤثر على مصالح
اسرائيل ما هو تعقيبك؟
- كانت لدينا علاقات متميزة جدا مع ايران
في عهد الشاه والعلاقات بين الشعب اليهودي
والشعب الفارسي تعود الى عهد التوراة ونحن
نرغب بعودتها. ولا ننظر الى ان الشعب
الايراني معادٍ للشعب اليهودي. ولكن هنالك
نظامي احمدي نجاد وخامنئي يتحدثان بصورة
واضحة عن تدمير وابادة اسرائيل ولن نقبل
بحدوث ذلك. وانا كمسؤول اسرائيلي يجب ان
آخذ هذه التصريحات بصورة جدية لانه يتعلق
بمستقبل دولة اسرائيل. نحن دولة صغيرة.
اذا ايران حصلت على القنبلة النووية فهناك
خشية ان تحصل عليها بقية الدول وسيكون
هناك انتشار نووي في الشرق الاوسط وعندها
نقع في ورطة.
• وهل يعني ان من حق اسرائيل ان يكون
لديها رادع نووي لخنق انفاس الاخرين؟
- حسب معلوماتي لا يوجد مسؤول اسرائيلي
يعترف بان لدى اسرائيل قنبلة نووية. او
صرح بنية اسرائيل بمحو اي دولة في العالم.
وهذا هو الفرق بين اسرائيل وايران. وزير
خارجية ايران صرح قبل ايام ان اسرائيل
دولة صغيرة وبامكاننا محوها خلال اسبوع.
لذلك اقول دعه يجرب.
• هل تعتقد ان التصريحات الايرانية هذه
تندرج في اطار الانتخابات الداخلية
الايرانية؟
- هناك خلاف داخلي مستمر بين احمدي نجاد
وخامنئي على السلطة. ولكن من جانبنا نرى
ان هناك توازناً بينهما في الاقوال
والمنهج. |