تنتظر
الساحة السياسية الداخلية السورية انعقاد
المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث
الحاكم خلال الفترة المقبلة، وفيما لم
تعلن قيادة البعث موعداً محدداً حتى الآن
ترجح مصادر الحزب أن يكون شهر تشرين الأول
(أكتوبر) المقبل موعداً لهذا الاستحقاق
المنتظر لكنها تؤكد في الوقت ذاته أنه لا
تحضيرات مبدئية برزت حتى الآن توحي بذلك
كتوجيهات تتصل بالإعداد لانتخابات حزبية
تبدأ على مستوى القواعد وصولاً للمؤتمر
العام، ما يعني حسب ذات المصادر احتمال
تأجيل المؤتمر إلى مطلع العام القادم.
وبالتزامن مع ذلك يتحدث الشارع السوري
وعلى مستويات مختلفة عن تغيير حكومي قادم
لكن دون أي تداول لأية أسماء متوقعة هذه
المرة لا على مستوى رئيس الحكومة أو نائبه
ولا حتى على مستوى أسماء الوزراء المحتملة
تسميتهم مع سريان معلومات تؤكد احتفاظ عدد
لا بأس به من الوزراء الحاليين بحقائبهم
الوزارية، فيما شهدت التوقعات الماضية
المتصلة بالتغيير الحكومي تداولاً للعديد
من الأسماء التي صح بعضها وخاب كثير منها.
وتؤكد القيادة القطرية للبعث أن الحزب ما
يزال هو الذي يرسم التوجهات والأهداف
الإستراتيجية في مجالات التنمية المختلفة
ويترك التفاصيل التنفيذية للحكومة
والأجهزة التنفيذية في الدولة، مشيراً الى
أنه سيتم تقديم ورقة عمل إلى المؤتمر
القطري الحادي عشر حول علاقة الحزب
بالسلطة من خلال الواقع والظروف. وتشير
المعلومات إلى أن القيادة الحزبية ما تزال
بصدد إعداد تقريرها الاقتصادي للمؤتمر حول
رؤيتها للخمس سنوات القادمة وتحديد
أولويات سورية خلال المرحلة المقبلة، لكن
المراقبين يرون أن ثمة تقدما في دور
الحكومة على حساب دور البعث كحزب قائد في
تحديد السياسات العامة المعيشية
والاقتصادية، وتنص المادة 8 من دستور
سورية لعام 1973 على أن حزب البعث العربي
الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع
والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على
توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة
أهداف الأمة العربية.
وذكرت هذه المصادر أنّ المؤتمر القطري
الحادي عشر سيعيد مناقشة المشاريع التي
أقرّها في المؤتمر العاشر والتي لم تنفّذ
من مثل قوانين الأحزاب والإعلام وصيغة
العلاقة بين الحزب والدولة. وعقد حزب
البعث العربي الاشتراكي في سورية منذ
تسلمه مقاليد السلطة عام 1963 عشرة
مؤتمرات قطرية وسبعة مؤتمرات استثنائية،
ولم يظهر أي جديد يتصل بقانون الأحزاب على
صعيد النقاش والتحضير.
ويبدو إدخال تعديلات في بعض المنطلقات
النظرية لحزب البعث خلال المؤتمر القادم
لا سيما المتصلة منها بالنظام الاقتصادي
الذي تبنته سورية مؤخراً من أبرز أولويات
أعمال المؤتمر، علماً أنه لا توجد حتى
الآن حسب المتابعين أية وثيقة مكتوبة تتصل
نظريات البعث الاقتصادية الجديدة التي
تبناها في السنوات الأخيرة وكان البعث قد
تبنى مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي بدل
الاشتراكي الذي سار عليه لعقود مضت ولكن
دون إقرار رسمي في وثائق الحزب ما يعني
القيام بهذا الأمر في المؤتمر الحادي عشر |