|
|
|
|
مسلسل المشافي الحكومية .. الإهمال أهدى الطفل " حاتم " كفنا ..وكالعادة التحقيق
جار
|
|
عرفته
جنائن الطفولة باسم " حاتم " , حالما جاوز
عامه الرابع قبل أن يهدوه كفنا .
حاتم الآن يطير في جنة كبيرة , كبيرة جدا
بحجم ألم والديه , بحجم " الإهمال " الذي
حاك كفن حاتم .
والدا حاتم جاءا إلى مكتبنا, لم تكن شكوى
و لا ننشر تحقيقا , بل كلمات تقرع ناقوسا
بتنا نسمع صدى قرعه على لسان كل مواطن ,
صدى جوهره " عدم الثقة " بكل ما هو "
حكومي " وتحديدا المشافي و ما أثقله من
تحديد وتخصيص .
وزيادة الشعر بيت فإن لدى الناس قناعة بـ
" لامبالاة مقيتة " تستشري قلوب وضمائر
الكثيرين من العاملين في تلك المشافي (
الحكومية ) .
يوم حاتم الأخير .. من حديقة الملاهي إلى
فراش الموت في المشفى ..
قال محمد الحاج حسن والد الطفل " أخذت "
حاتم " إلى مدينة الملاهي ومن بعدها ذهبنا
إلى " مصور " و التقط له بعض الصور ،
وأعدته إلى المنزل في العاشرة من مساء يوم
الحادثة " .
وتابع " و خرجت من المنزل بعدها وإذا
بزوجتي تتصل بي الساعة 11 مساء وتقول لي
أن حاتم " تعبان " مع العلم أنه لا يشكو
من أي شيء وحين كان معي كان في صحة جيدة .
و أوضح أنه نقل ابنه " حاتم " إلى المشفى
الوطني بادلب ،وجاء " طبيب " متدرب يدعى "
أ – د " وقام بفحص الطفل و وصف " راشيته "
.
وأضاف والد حاتم " اشتريت الراشيته وعدت
إلى المشفى وكان حاتم معي ، فقام الطبيب
بإعطائه حقنة من الدواء الذي وصفه ،
وبعدها أخذناه إلى المنزل " .
و أكمل " و بعد نصف ساعة عادت نفس الحالة
مع حاتم فرجعنا به إلى نفس الطبيب فقام
أيضا بإعطائه حقنة من نفس النوع " , مشيرا
أنه وحتى تلك اللحظة لم يشرح ذلك " الطبيب
" ماهي حالة حاتم .
و ذكر " الحاج حسن " أن الطبيب " أ " طلب
بعد ذلك بعض التحاليل والتي أظهرت أن "
حاتم " سليم ولا يشكو من أي شيء – حسب قول
الطبيب - .
و أفاد والد حاتم أنه أعاد ولده إلى
المنزل وبعد فترة قصيرة " أستفرغ " و أصبح
يتألم ليتغير لون وجهه ، ليعود ويسعفه إلى
المشفى مرة ثالثة في نفس الليلة , موضحا
أن الطبيب " أ " أخذ حاتم من يدي ونقله
إلى غرفة العناية المشددة .
الطبيب المختص " خارج التغطية "
و قال " محمد الحاج حسن " والد الطفل حاتم
" و انتظرنا بعد ذلك الطبيب المختص ويدعى
" ع – ب " - أخصائي أطفال – والذي لم يكن
ليرد على اتصالات المشفى .
و أفاد أيضا أن الطبيب " ع – ب " و لاكثر
من ساعة لم يتمكن أحد الوصول إليه , مضيفا
" فرافقني أحد الممرضين و ذهبنا إلى منزل
الطبيب " .
و أضاف " الحاج حسن " عندما قلنا له يا
دكتور طفلي بين الحياة والموت ، فرد علينا
" والله كنت مشغول بالدهان اذهبوا إلى
المشفى وأنا سألحق بكم " .
يشار أن الطبيب المذكور حاول عدة مرات
مؤخرا الاتصال بوالد الطفل " ليطيب خاطرو
ومايشتكي " .
ومما يجدر ذكره أيضا أن عكس السير حاول
الاتصال بالطبيب ولكن دون جدوى بحكم
انشغاله بدورة " دفاع مدني " .
و بالعودة إلى الطبيب " المنشغل " أفاد
والد الطفل أن الطبيب و بعد وصوله إلى
المشفى اكتفى بفتح "عيني الطفل " , لينصرف
عن الطفل و " يحاضر " بالممرضين في ضرورة
الخضوع لدورات يتعلمون من خلالها العمل
على المنافس الجديدة .
و يقول الأب " وهنا أشار الطبيب المختص
بنقل الطفل إلى مشفى آخر تتوفر فيه "
منافس " حيث أنه لا وجود لـ " منافس "
شاغرة و الشاغر منها لا يعمل , و التي
تعمل " جديدة " لا يوجد أحد يستطيع العمل
عليها " ( إشارة تعجب )
و كان والد حاتم أسعف طفله إلى مشفى
الهلال الأحمر و الذي دخله حاتم , متوفيا
, مشيرا أنه شعر بوفاة طفله حتى قبل خروجه
من المشفى الوطني .
التحقيق جار ..
ومن جهته قال الدكتور " عبد الرزاق جراد"
مدير المشفى الوطني بإدلب" لقد تم فتح
تحقيق كامل مع جميع الذين كانوا موجودين
في غرفة الطفل حاتم من أطباء وممرضين ".
ونفى " جراد " معلومة عدم عمل منافس
المشفى جملة وتفصيلا حيث قال " جميع
المنافس الجديدة تعمل ومجربة وهذا مثبت
بتقارير اللجان الفنية التي تم تشكيلها
للتحقيق في القضية " .
وبناء عليه , أكد " جراد " أنه لا يحق
للطبيب المختص تحويل أي مريض إلى أي مشفى
في حال كان علاجه ممكنا في المشفى .
وبين جراد أن التحقيق لم ينتهي بعد وهناك
العديد من الاستفسارات تعمل لجنة التحقيق
المشكلة للحصول على إجابات عليها من جميع
الأطراف .
و أرجع " جراد " سبب الوفاة إلى أنها " و
حسب التحقيقات الأولية هو تجرثم دم سبب
التهاب السحايا وهي حالة نادرة " .
اللافت أن أحدا لم يذكر لوالدي الطفل حاتم
أي شيء عن وضعه سوى أنه " بخير " , وسألوا
بعد تدهور وضعه وبحرقة بدءا من الطبيب
المختص مرورا بالأطباء المقيمين ووصولا
إلى جميع الممرضين حيث لم يتجاوز ردهم
كلمة " مامنعرف " .
وكان مدير المشفى صرح أن التحقيقات
ستستغرق يومين إلى ثلاثة أيام , فآثرنا
الانتظار ليصار إلى تضمين نتائج التحقيق
إنما تبين لاحقا أن الوقت " يمط " و " يشط
" وخصوصا في ظل دورة الدفاع المدني
القائمة و التي " يشترك " بها الطبيب
المختص المذكور أعلاه .
يشار أن معظم إن لم تكن جميع التحقيقات
التي تُجرى لتحديد وجود إهمال أو خطأ طبي
دائما تكون لـ جانب الطبيب ومؤيدة له
الأمر الذي يثير " اليأس " لدى الكثيرين .
وتبقى قضية " الإهمال و الاخطاء الطبية "
قضية حساسة وخطيرة فهي من جهة تتعلق
بارواح " بشر " ومن جهة اخرى فإنها ومن
يسببها وهم قلة من الاطباء عديمي الضمير
تسيء للفئة الأوسع من الأطباء أصحاب الشرف
المهني الذين أقسموا و صدقوا . |
المصدر:عكس
السير
- أية اعادة نشر من دون
ذكر المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|