اشتكى
بعض الأهالي مشكلة النظافة عموماً
والصراصير خصوصاً في مستشفى دوما تتسبب
بالضيق والإزعاج للمرضى النزلاء ولا تعبر
عن الوضع كما يجب أن يكون في مستشفى عام
يستقبل الآلاف من المرضى شهرياً.
مدير مستشفى دوما عبد اللـه العسلي بيّن
أن إدارته تعاقدت منذ مدة طويلة مع شركة
تنظيف خاصة حيث يقوم ثلاثون عاملاً
بعمليات التنظيف المتواصلة في جميع أقسام
المستشفى على مدار الساعة بما في ذلك
(النظافة الترميمية) وعمليات الشطف
الشاملة التي تتم في الصباح وفي الليل
إضافة إلى رش المبيدات الحشرية اللازمة
لمكافحة الحشرات والقوارض، ومع هذا فإن
مشكلة الحشرات لا تزال عصية على الحل وهذا
يعود لأسباب عديدة أهمها أن الزوار
المرافقين للمرضى يجلبون معهم الأطعمة
ويدخلونها إلى الغرف فتجد في كل خزانة
بقايا الطعام وصحون الأرز و«السندويش»
وغيرها من بقايا الأطعمة ما يوفر بيئة
مناسبة لهجوم الحشرات، هذا إضافة إلى
سلبيات أخرى يتسبب فيها المرافقون حيث تجد
البعض يفترشون الأرض داخل المستشفى وفي
الحديقة حتى إن بعضهم يطبخ الأطعمة في
الحديقة وخصوصاً أن نسبة لا بأس بها من
النزلاء هم من المحافظات الشرقية البعيدة
نسبياً عن دمشق وهؤلاء يرافقهم عدد كبير
من أفراد عائلاتهم، وهناك من يجدون في
الحديقة وفي أنحاء الساحات الخارجية دورة
مياه في الهواء الطلق لقضاء حوائجهم يشترك
معهم في ذلك الكثير من مراجعي دائرة
الهجرة والجوازات المحاذية للمستشفى.
وكشف العسلي أن أنابيب الصرف الصحي
الرئيسية التي تحد المشفى من الناحية
الشرقية انفجرت منذ أقل من شهرين ومنذ
انفجارها تعرضت المنطقة لهجوم الجرذان
والصراصير وعلى الرغم من استخدام أنواع
مختلفة من المبيدات الحشرية للقضاء على
الصراصير والقوارض فلا تزال الحشرات
موجودة ولكن بشكل أقل من ذي قبل.
وأضاف العسلي: «أما المشكلة الثانية التي
نعاني منها هي طبيعة أبنية المشفى المسطحة
والممتدة على مساحة تقدر بثمانية آلاف متر
وبالتالي عندما تحاول حل مشكلة القوارض
والحشرات فإن الحل يتمثل بمعالجة شبكة
الصرف الصحي، ولو كان البناء طابقياً
لاكتفيت بعلاج المشكلة في الطابق الأرضي
فقط ولكن هذه المشكلة ستنتهي قريباً إذ
يعمل وزير الصحة على تأمين بناء طابقي
لمستشفى دوما خلال السنوات الثلاث
المقبلة». من جهته قال معاون وزير الصحة
الدكتور جمال الوادي: «للأسف إن مشكلة
الحشرات موجودة في العديد من مستشفيات
القطاع العام وهذه الظاهرة بحاجة إلى
دراسة أسبابها قبل كل شيء، وبما أن زوار
المستشفى يقضون عدة أيام في مرافقة مريضهم
وما يرافق ذلك من إدخال عشوائي للأطعمة
وترك للفضلات في الغرف، وكذلك وجود بقايا
الطعام في أجنحة إعداد الوجبات للمرضى، كل
هذه الأمور ستفسح المجال للحشرات وخصوصاً
مع التقصير في مسألة النظافة، فالنظافة هي
الخطوة الأهم في مكافحة الحشرات.
وأضاف الوادي: إن بعض المستشفيات تتكفل
بموضوع النظافة في الوقت الذي تتعاقد فيه
مستشفيات أخرى مع شركات متخصصة في التنظيف
ومكافحة الحشرات، فمشفى دمشق (المجتهد)
تغلب على مشكلة الحشرات منذ سنوات عندما
تعاقد مع شركة تنظيف خاصة تعهدت بمكافحة
الحشرات بشرط عدم ظهورها مستقبلاً مستخدمة
نوعاً خاصاً من السم، وبالفعل فإن هذا ما
حدث بحسب الوادي.
وتابع الوادي بالقول: إن ظاهرة الحشرات
قلما نجدها في المستشفيات الخاصة لأن زوار
المشافي الخاصة أقل عدداً كما أن حجمها
أصغر بكثير وتصميم البناء مختلف بشكل كبير
فهي مصممة بشكل يسهل عملية التنظيف، ولكن
هذا ليس عذراً على الإطلاق لمستشفيات
القطاع العام لأن الإمكانات موجودة، ولكن
الميزانية المخصصة للنظافة ليست كافية.
مشكلة عويصة
ومن جهة أخرى تحدث العسلي عن موضوع إدارة
النفايات الطبية في المستشفى وبين أن
عملية فرز النفايات تتم بحسب الأصول ضمن
الأكياس الملونة إضافة إلى صناديق الأدوات
الحادة والأبر، ولكنه بين أن عملية التخلص
من النفايات الطبية بما فيها الأدوات
الحادة تتم دون مرور هذه النفايات بعملية
تعقيم داخل المستشفى، كما أن مستخلصات
المشائم ومخلفات عمليات التوليد يتم حفظها
في غرفة تبريد خاصة لترمى في اليوم التالي
مع أكياس النفايات المفروزة ضمن الحاويات
إلا أن سيارة القمامة التابعة للبلدية
تقوم بخلط هذه النفايات من جديد مع
النفايات المنزلية قبل ترحيلها، أما
الأعضاء البشرية فيتم تسليمها لأهل المرضى
ليتم دفنها حسب الأصول، وفيما يتعلق
بمستخلصات العمليات الجراحية على اختلافها
من دم ومواد أخرى سائلة فإنها تذهب إلى
شبكة الصرف الصحي على الرغم من أن بعض هذه
العمليات إنتاني وهنا بين العسلي ضرورة
إيجاد محطة لمعالجة الصرف الصحي الخاص
بالمستشفيات.
ازدحام وضغط كبيران
أما من ناحية الخدمة الطبية فبين العسلي
أن مشفاه مجهز بأحدث الأجهزة الطبية في
جميع الاختصاصات كالإيكو دوبلر وأجهزة
تفتيت الحصيّات الكلوية وأجهزة الأشعة
والأجهزة المخبرية والحواضن والمنافس
الصناعية إضافة إلى كادر متمكن وموجود في
الخدمة على مدار الساعة، وأدوية إسعافية
مخزنة لتسد حاجة المستشفى لأكثر من ثلاثة
أشهر وبين أن المستشفى يستقبل عدداً
كبيراً من المرضى الذين يأتون من محافظات
أخرى وحتى من قلب دمشق سعياً وراء الخدمة
المجانية الكاملة وأن المستشفى يجري
يومياً مالا يقل عن ثلاثين عملاً جراحياً
دقيقاً وباختصاصات مختلفة، حيث العمليات
مستمرة على مدار الساعة في عشر غرف
عمليات، كما يجري المستشفى عمليات توليد
لا تقل عن ثلاثين عملية في اليوم وثمانية
آلاف عملية في السنة، فخلال شهر أيار
الماضي وحده قدم المستشفى 45616 خدمة
علاجية بينها 865 عملاً جراحياً صعباً
و2183 عملاً جراحياً عادياً و5552 خدمة
إسعافية و6575 علاجاً لمرضى العيادات بحسب
العسلي الذي كشف عن افتتاح جناح جديد في
القريب العاجل سيضم عشرات الأسرة في قسم
الجراحة العامة إضافة إلى الـ150 سريراً
الموجودة في المستشفى. |