‮ لا تصدقون «مثلي أنا» هذه الحادثة فهي ليست مستحيلة الحدوث فقط بل نافرة عن تقاليد مجتمعنا وأخلاقه وعاداته في جميع مناحي الحياة فكيف بقطاع التربية!! القطاع المنوط به إدارة العملية التربوية بما تتضمنه هذه العملية من الحفاظ على الأخلاق العامة والابتعاد عن السوء أينما حل وأينما كان.. من يصدق أن مدير التربية بطرطوس قام بتجريد طالب من ثيابه فقط كي يتأكد أن الطالب لم يحمل معه (روشيته) أثناء عودته من الحمام.
والحادثة كما يرويها والد الطالب:
بتاريخ 8/6/2010 وبينما كان ابني (م. ا. أ) يتقدم للامتحانات الثانوية العامة «مادة القومية» طلب من مدير المركز النزول إلى الحمامات.. قام رئيس القاعة ومرافقه بتفتيشه ولم يجد معه أي ورقة.. ولدى خروجه من الحمامات شاهده مدير التربية الذي كان يجول في المدرسة فقام بإجباره على خلع كامل ثيابه (بحضور ممثل من الوزارة) في غرفة مدير المركز الامتحاني (مدرسة 16 تشرين /حلقة ثانية) الأمر الذي سبب صدمة وهلعاً للطالب من هذا العمل غير الأخلاقي كما يقول والد الطالب ويطالب بالتحقيق في هذا الموضوع كي لا يمرّ مرور الكرام وكأنه لم يكن.. مؤكداً أنه سيرفع دعوى قضائية بحق مدير التربية.. ولأنها رواية والد الطالب كان لا بد من سماعها من طرف آخر ربما يكون محايداً في قصة لا يمكن خلالها الوقوف على الحياد. المدرس (م. ا. س) مراقب في المركز الامتحاني نفسه الذي جرت فيه الحادثة.. قال لـ«الوطن»: في امتحان مادة القومية كان مدير التربية ومرافقه (من الوزارة) ووالد الطالب ومجموعة من المدرسين يتجادلون في قضية إجبار الطالب المذكور على خلع ملابسه ومدير التربية أكد أن من حقه تفتيش الطالب تفتيشاً كلياً والصلاحيات تتيح له ذلك.. والكثير من المراقبين أكدوا أنهم رأوا الطالب عارياً تماماً في حين كان مدير التربية يؤكد أنه وجد ثلاث أوراق في الحمام.. ولدى اعتراض أحد المراقبين (المراقب ع. ر. ع) على فعلة مدير التربية قائلاً: أنت مدير تربية ولا يجوز أن تفعل ذلك كان رد المدير إحالته للرقابة الداخلية ومن ثم منعه من متابعة العملية الامتحانية. ولأنها حادثة كبيرة فليس من الغريب أن تنتشر بين الجميع في طرطوس والبعض لم يكتف بروايتها بل أضاف إليها من عنده.. ولكن جميع الروايات تسيء للعملية التربوية برمتها.. وعلى جميع المستويات فهل نترك هذه الإساءة أم نعالجها كي لا تحدث مستقبلاً؟ وإن كانت قاسية وصعبة على «الطالب» الذي نتمنى له أن يتجاوزها لاحقاً.