دان المنسق العام لهيئة التنسيق
الوطنية للتغيير الديموقراطي في سورية حسن
عبد العظيم الانفجارين الذين استهدفها
مركزين للأمن في دمشق لكنه أوضح أن اصرار
السلطات على الحل الأمني لإنهاء الأزمة
السورية هو من ولد العنف المضاد معتبرا أن
السلطة تبقى هي المسؤولة.
وقال عبد العظيم في تصريح لـ«الراي»: «واضح
أن تواصل العنف على مدى الأشهر الماضية
التي تجاوزت العشرة هو ما سيفتح الباب
أمام تعدد العنف بحجة الانتقام والشعور
بأن ليس هناك من يدافع عمن يتعرضون من
الشعب للقتل والاعتقال».
وقال إن «العنف سوف يجر إلى عنف مضاد
ومماثل. وقلنا لهم في المعارضة الوطنية
فليتوقف العنف وليسمح بالتظاهر السلمي
والاستجابة لمطالب القوى الشعبية
والشبابية والقوى الديموقراطية وأن العنف
لا يحل الأزمات وان الحلول الأمنية
والعسكرية تزيد من خطورة الأوضاع ولم يسمع
أحد هذا الكلام».
وقال عبد العظيم إن «الجامعة قدمت مبادرة
أساسية وهامة تبدأ بوقف الحل الأمني
والعسكري وصولا إلى إطلاق عملية سياسية
تؤدي إلى قيام نظام وطني ديموقراطي، وأيضا
صارت هناك مماطلة وتسويف وزاد العنف
أضعافا مضاعفة بحجة أن ما يجري هنا مؤامرة
خارجية وعصابات مسلحة ولم يكن هناك اعتراف
بما جرى من تغيير في المنطقة وربيع عربي
جديد يريد إنهاء نظم الاستبداد والفساد
ويقيم نظما ديموقراطية، فلم يتم التعامل
أيضا مع المتغيرات والربيع العربي بعقلية
تستبق الأمور وتنحني أمام العاصفة وتتكيف
مع المطالب الشعبية الجديدة، وإنما تم
التعامل معها بأن الربيع العربي هو مؤامرة
أميركية صهيونية»، مشددا على أن «تجاوز
الحقائق هو أمر خطير».
وقال عبد العظيم: «مرت عشرة أشهر والشعب
السوري تكتوي أصابعة بالنار وبالقتل
والقمع وصار الشعب يريد مخرجا وأصبح يطالب
بحماية دولية ويتعلق بأي شيء ينقذه لكن
العنف لم يتوقف أيضا»، مضيفا إن «هذا
العنف الذي لم يتوقف وللأسف الشديد الآن
ومع قدوم وفد من الجامعة العربية طلع
علينا هذا العنف المضاد ردا على عنف
السلطة، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة».
وأكد أن المعارضة تدين العنف من أي مصدر
جاء وهي تدين عنف السلطة ولكن بيئة العنف
ستولد العنف المضاد والسلطة تبقى هي
المسؤولة بشكل أساسي.
وحول توجيه الاتهامات رسميا إلى تنظيم «القاعدة»
في تنفيذ الإنفجارين، قال إن «الماء العكر
يجلب كل الذين يريدون ان يصطادوا فيه وان
كانت هي قاعدة أو غيرها فإن الاستقرار
الذي تحدثوا عنه طويلا وفرض بالحلول
الأمنية هو استقرار هش وإنما الاستقرار
الحقيقي هو الذي ينبع من إرادة شعبية ونهج
ديموقراطي».
وبين عبد العظيم أنه «خلال الأزمة التي
تعصف بالبلاد بدأنا نرى بعض الاستجابة
للمطالب الشعبية بالإصلاح، ولكنه أيضا تم
تفويت الفرصة بل أنه تم عرقلة جهود
الجامعة والهجوم عليها والتشكيك فيها».
وقال: «ما نراه الآن هو الحصاد المر
لسياسات داخلية ظالمة وسيئة وخطرة»، موضحا
أن «العقل الذي يقود المرحلة هو العقل
والحلول الأمنية، رفع حالة الطوارئ شكليا
ولم ترفع عمليا وزادت علمية الاعتقالات
وزاد القتل والعنف». |