|
نشرت صحيفة "الراي نيوز"
وثيقة عن موقع
"ويكيليكس" تشير الى انه في خضم حرب تموز
في العام 2006، وتحديداً من الثامن من آب،
وعشية صدور القرار الدولي 1701، التقى
السفير الأميركي جيفري فلتمان عدداً من
المسؤولين اللبنانيين من مختلف الطوائف،
لرصد المواقف المحلية من مشروع القرار
الدولي، ولمعرفة الخطوات التي قد يقوم بها
لبنان في حال وقف اطلاق للنار. يومها
التقى الدبلوماسي الأميركي كلّاً من رئيس
حزب "الكتائب" أمين الجميل، رئيس الحكومة
الاسبق نجيب مقاتي، وزير الاتصالات مروان
حمادة، ومستشار رئيس المجلس نبيه بري علي
حمدان.
وقد أجمع ميقاتي، حمادة وحمدان على أن "حزب
الله" مستعد لوقف اطلاق النار، لكن نجاح
هذا الاتفاق أو فشله يتوقف على بري. ويقول
ميقاتي، إنه قد يكون الوقت المناسب للتخلص
من الرئيس اميل لحود، معرباً عن اعتقاده
أن رئيس مجلس النواب قد يسير بهذا المخطط.
وقد قدّم المحاورون أوصافاً متباينة،
تتراوح بين الحجج الساخنة والنقاش الودي،
حول اللقاء بين بري ووزير الخارجية السوري
وليد المعلم الذي حصل في السابع من آب من
العام ذاته. وأجمع السياسيون الأربعة على
أنه فور جلاء غبار "النزاع العسكري" فإن
أغلبية اللبنانيين ستلوم "حزب الله" على
تسبّبه بتدمير البلاد، وبالنتيجة سيضعف
موقف "حزب الله" السياسي.
الوثيقة التي تحمل الرقم 74106، وتنفرد "الرأي
نيوز" بنشرها تتحدث عن اللقاء مع ميقاتي
الذي حصل في مكتبه وسط بيروت. رئيس
الحكومة الاسبق الذي كان قد أكد في وقت
ماضي، أن الرئيس لحود لن يغادر منصبه قبل
انتهاء ولايته الممددة حتى آب 2007، اعتبر
أنه بعد صدور قرار يقضي بوقف اطلاق النار،
قد يكون الوقت مناسباً للتخلّص من لحود.
ويقول ميقاتي "لطالما اعتقدت أنه سيبقى في
القصر الجمهوري حتى اليوم الأخير من
ولايته، ولكن من الظلم انتظار سنة كاملة
لوضع لبنان على المسار الجديد".
ميقاتي القريب من بري، يعتقد أن رئيس مجلس
النواب قد يسير في هذه المبادرة. "إنه جيد"،
يقول ميقاتي، "سيكون حيثما نريده أن يكون"،
مشيراً إلى أن بري تبادل المواقف النارية
مع وزير الخارجية السوري المعلم، "واعظاً"
إياه حول مسألة مزارع شبعا كما يفعل "الأستاذ
مع التلميذ".
ميقاتي الذي كان صديقاً للرئيس السوري
بشار الأسد، واختلف معه في كانون الأول
الماضي، يعتقد أن دمشق تستخدم هذا النزاع
للإمساك ببعض الأوراق، لا سيما في ما يتصل
بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
في ما يتصل بـ"حزب الله"، فإن رئيس
الحكومة السابق يقدّر بأن الفريق عانى من
خسائر مادية تصل نسبتها إلى 25%. وعلى
الرغم من ذلك، فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير
من احتياطه، وهو مستعد للتوصل إلى حل
للنزاع.
وفيما يدعم ميقاتي مقاتلي "حزب الله" في
النزاع الحالي، يضيف أنه يرغب في رؤية
الحزب منزوع السلاح، ويأمل في أن يضعف
موقفه السياسي بعد وقف اطلاق النار، لكنه
يعتقد أنه سيحتفظ بكمية كبيرة من سلاحه
حتى لو حصل انتشار للقوى الأمنية
اللبنانية في الجنوب.
ويقول ميقاتي "سيقومون بعملية تسليم رمزية
من 500 إلى 1000 من سلاح الكاتيوشا إلى
القوى الأمنية اللبنانية، ويعيدون بعضها
إلى سوريا، على أن يخبئوا البقية في مخازن
تحت الأرض". ويضيف أن بمقدوره الضمان أن "حزب
الله" لن يطلق أي صاروخ خلال الأشهر الستة
التي ستلي وقف اطلاق النار، لإعطاء الفرصة
للتوصل إلى اتفاق سياسي دائم.
ولفت إلى أنه مهما كانت النتائج، فإنّ "حزب
الله" سيصوّر نفسه على أنه المنتصر، مشيراً
إلى أنه "في المشهد السياسي اللبناني، من
الأفضل التعامل مع "حزب الله" على أنه
منتصر وليس خاسراً". في الحقيقة، سيخرج "حزب
الله" من النزاع ضعيفاً، على المستويين
العسكري والسياسي.
ويرى رئيس الحكومة السابق أن فؤاد
السنيورة لا يصدق نفسه على أنه قائد حقيقي،
لا بل يشعر بأنه وكيل عن سعد الحريري.
عملياً، فإن الاتفاق القاضي بانتشار القوى
الأمنية في الجنوب، قد حصل بين بري
والحريري، فيما السنيورة كان مجرد متحدث
باسم الحكومة.
بكل الأحوال، الحريري هو أصلاً "ساذج
ويسهل خداعه" وفق ميقاتي، ولهذا لا يمانع
"حزب الله" من التعامل معه. وهذا يسلّط
الضوء على غياب قائد حقيقي، جامع وصاحب
كاريزما لدى الطائفة السنية، التي لن يكون
بمقدروها مواجهة الطائفة الشيعية الموحدة
والمسلحة.
أما بالنسبة لانتشار القوى الأمنية في
الجنوب، فيعتقد ميقاتي أنه على الرغم من
أن الجيش لا يزال ضعيفاً ومجزّءاً، فإنه
قادر على تلبية الحد الأدنى من الحاجات
التشغيلية، وسيلقى استقبالاً جيداً في
الجنوب. ولذا لا بدّ من حصول على دعم دولي
للجيش. ويصف ميقاتي قائد الجيش ميشال
سليمان الذي لعب دوراً دقيقاً في تجنّب
احتكاك في الشارع مع التظاهرة المناهضة
لسوريا في آذار 2005، بأنه "صادق وجيد".
ولفت إلى إن إيران قد تعيد إعمار الجنوب.
|