ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية ان "الوضع السوري يزداد اشتعالا بصورة كبيرة، فوقوع قتلى أصبح أمرا متكررا في ظل المظاهرات التي باتت تخرج بصورة يومية في عدة مدن سورية، ولعل أبرز مثال على ازدياد الأوضاع توترا هو خروج مظاهرة مليونية في حماة ودير الزور الجمعة الماضية.
ولا يتعلق التطور النوعي بالأعداد التي ترتفع بصورة كبيرة وإنما أيضا بالمساحة الجغرافية التي تمتد إليها المظاهرات، فالمدن الكبرى باتت تدخل على الخط وخروج المظاهرات في بعض أحياء دمشق وحلب وهما أكبر مدينتين يعد مؤشرا قويا على تطور الأوضاع في سوريا وإمكانية اشتعالها أكثر.
واوضحت الصحيفة ان خطورة الوضع السياسي في دمشق لا تتوقف على زيادة وتيرة التظاهر، وإنما أيضا في ازدياد وتيرة قتل المتظاهرين، حيث تستمر عمليات القتل والجرح بشكل يومي وشبه منهجي من قبل أجهزة الأمن، إضافة لعمليات القبض الواسعة والجماعية، ورغم إعلان النظام السوري الحوار مع المعارضة، إلا أن هذا الحوار لم يتقدم خطوة على طاولة النقاش في ظل العنف الكبير القائم من قبل رجال النظام ضد المتظاهرين، وهو عنف سيصل بسوريا لنقطة انفجار حقيقية ما لم يتم اليوم وبالسرعة القصوى تقديم حلول وعلاجات فعالة.
ازدياد العنف من قبل النظام هو دليل على فقدان سبل العلاج، وبالتالي فإن النظام السوري بإصراره على اتخاذ موقف عنيف من المتظاهرين؛ يدفع بالأمور لنقطة اللاعودة، ومع الوقت ستنتهي فرص قيام النظام بإيجاد مخرج للأزمة، ولن يتبق غير المواجهات العسكرية التي قد تدفع الشعب إلى حمل السلاح كما حدث في ليبيا، وهو ما سيكون خيارا بالغ السوء، تدفع به سياسات النظام السوري بلا شعور أو تخطيط، ولن يكون في حينها أي مستفيد أكبر غير إسرائيل التي يسعدها أن ترى الاحترابات الداخلية تنهش الدول العربية.
على النظام السوري أن يعي أن العنف المستخدم ضد المتظاهرين بهذا الشكل اللامعقول، وأن سقوط القتلى بصورة يومية؛ لن يحل أي أزمة، بل على العكس سيطيل أمدها، ويعمقها عندما يضع الدم بينه وبين الناس، بدلا من الحوار ولغة العقل.