|
نفى أحد كبار مجندي العملاء في “الموساد”الاسرائيلي
اتهامه بفبركة تقارير على لسان مصدر سوري
كادت أن تؤدي إلى حرب مع سوريا عام 1997 .
وأشار يهودا جيل، الموظف الكبير السابق في
“الموساد” الذي حكم بالسجن خمس سنوات
بتهمة الافتراء وتقديم تقارير كاذبة
والتجسس وسرقة الأموال إلى أن رئيس
الموساد الأسبق داني يتوم حاك له ملفاً
للتغطية على فشله . وأوضحت صحيفة “يديعوت
أحرونوت”، أمس، أن جيل اعتبر طيلة سنوات
كبير مجندي العملاء وتحول لأسطورة وعرف
بصاحب “الألف وجه” بنظر أجهزة الاستخبارات
العسكرية لتحليه بقدرات إقناع جعلته قادراً
على استمالة عمدان الهاتف الخشبية
وتجنيدها . واستذكرت الصحيفة أن جيل قدم
تقارير ل”الموساد” نقلاً عن مصدر سوري
كبير، وتم نقلها كمادة خام من دون معالجة
لرؤسائه لأهميتها، وكادت تؤدي لنشوب حرب
مع سوريا عام 1997 . وفي العام المذكور
تفجر كل شيء بعدما اعتقل بشبهة تحويل بعض
المعلومات الكاذبة وسرقة مخصصات بقيمة
عشرات آلاف الدولارات كرست للمصدر (الجنرال
السوري) .
وأدين جيل وأمضى خمس سنوات في السجن لكنه
لم يكشف عن روايته الكاملة حول القضية
التي أثارت عاصفة داخل الكيان وقتها
وستنشرها “يديعوت أحرونوت” بالتفصيل
الجمعة . وسيروي جيل قصة تجنيد مزعومة
لجنرال سوري للموساد، وصفته الصحيفة بأحد
كبراء مسيرة التجسس “الإسرائيلية” .
وتابعت من دون أن تشير للمكان والزمان
“حاولت عميلة للموساد تجنيد المصدر السوري
لكنها فشلت فتدخل جيل بطلب من “الموساد”
لإنقاذ الوضع” . وبحسب مزاعم جيل فقد
التقى الضابط السوري خارج “إسرائيل” طيلة
شهور وبطرق ذكية نجح باكتساب ثقته ومن ضمن
هذه الطرق تلبية أمنية الجنرال بالعودة
إلى دمشق وبحوزته ثلاجة أمريكية عملاقة
وغسالة .
وطيلة سنوات، بحسب جيل، زود الضابط السوري
معلومات مصيرية بنظر الاستخبارات العسكرية
منها ما كاد أن يفجر حرباً مع سوريا وفق
ادعاء “الموساد”: في 1996 انهمك الجيش
السوري بتدريبات في منطقة الجولان وعندها
أفاد جيل بأن حرباً وشيكة ستنشب فرفعت
“إسرائيل” جهوزيتها العسكرية لأقصى درجة
وبلغ التوتر ذروته حتى تبين أن الأمر لا
يتعدى كونه تمريناً .
جيل من جهته نفى ذلك وقال “لم أبعث يوماً
بإنذار عملياتي حول حرب وشيكة لم أذكر
تاريخاً أو رقم الوحدة العسكرية أو قراراً
رئيسياً للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد
بتحويل المناورة لعملية عسكرية” .
بعد وقت قصير اعتقل “الشاباك” جيل الذي
يقول إن ذلك شكل الإهانة الأكبر له في
حياته، لافتاً لتحقيق قاس معه داخل مقر
سري حيث حقق معه رئيس قسم التحقيقات
المعروف ب”الشريف” الذي فاضل بينه وبين
“مخرب عربي”، حسب تعبيره . وأشار جيل إلى
أن نفسه راودته بأن يستغل لياقته ومهاراته
البدنية ليقتل المحقق خلال التحقيق معه .
وقالت الصحيفة إن جيل ما زال على قناعة
بأن “الموساد” ارتكب خطيئة باتهامه، ويقول
إنه لم يبتدع معلومات وإن رئيس “الموساد”
وقتها داني يتوم عمل على تضخيم القضية
لصرف الأنظار عن إخفاقات الموساد تحت
قيادته |