ظنَّت «لميس» أنها سترى بأمِّ عينها
بلد العجائب «الصين»، وستزور كلَّ مكان
سمعت أو قرأت عنه.. وحلمت بأن تكون رحلتها
السياحية إلى سور الصين العظيم، إنجازاً
عظيماً، وذلك بعد أن أقنعها مكتب السياحة
والسفر بالعروض المغرية المقدَّمة لها
هناك؛ من إقامة في فندق خمس نجوم، وجولات
سياحية لأشهر معالم الصين، وغيرها من
الأمور وبمبلغ خيالي،
وذلك على اعتبار أنَّ رحلتها تُصنَّف ضمن
سياحة الدرجة الأولى.. ولكن سرعان ما
تلاشت هذه التهاويل بمجرد وصولها إلى «الصين»،
فكل ما وجدته هناك أنَّ عروض مكتب السياحة
خلَّبية، هدفها التغرير بالسائح المحلي،
وإغراقه في الأحلام فقط..
مكاتب تسمَّي نفسها «سياحة وسفر» لا تعدُّ
ولا تُحصى، تنتشر انتشار النار في الهشيم،
تعلن على الملأ عن برامج سياحية فاخرة،
وعروض على تذاكر الطيران والإقامة
والتنقلات في البلد السياحي الآخر، ولكن
كلها مجرد كلام ولا يوجد شيء يثبت صحته أو
يدينه في حال كان مغلوطاً، ليبقى السائح
المحلي فريسة سهلة في يد بعضهم من أصحاب
هذه المكاتب..
وزارة السياحة تعلن عن برامج لتنشيط
السياحة وتشجِّع على عمل هذه المكاتب
وتقيم الورشات لها، لكن هل فكَّرت في
مراقبة عملها؟.. فمن أسف، أنَّ هذه
المكاتب تعمل على ما يمليه عليها طمعها،
ولا مكان لأهمية أن يحصل السائح على ما
وعد به، فلقد أصبحت رفاهية المواطن لدينا
اليوم تجارة قابلة للربح والخسارة، وفي
الغالب رابحة، فهل يمكن المراهنة على
تحركات وزارة السياحة وما شابه لضبط عمل
هذه المكاتب؟ أو أنَّ هذا الاحتمال ضعيف
جداً وجوابه معروف مسبقاً؟ لكن يبقى الآمل
حاضراً دوماً.. |