سألت «الراي» مسؤولين في الخارجية
الاميركية عن
الاعتقالات بحق مدونين
في سورية ، فأجابوا ان الولايات
المتحدة «تدين اعتقال الحكومة السورية
لعدد من المدونين من ضمنهم احمد ابوخير،
كمال حسين شيخو، وطل الملوحي».
واضاف المسؤولون ان «قرار الحكومة السورية
باعتقال المدونين يتناقض مع الخطوات التي
قامت بها الحكومة السورية اخيرا للسماح
لمواطنيها باستخدام صفحات الاعلام
الاجتماعي على الانترنت». كما دعوا دمشق «الى
الاطلاق الفوري لكل معتقلي الرأي والسماح
للمواطنين بحرية ممارسة الشرعية العالمية
للتعبير والتجمع من دون المخافة من عقوبة
حكومتهم».
لكن بعيدا عن العموميات وكلمات الادانة،
شرحت المصادر الاميركية سبب ضعف الموقف
الاميركي النسبي في سورية، وقالت ان «على
عكس مصر حيث كان نظام مبارك المخلوع حليفا
اساسيا، وحيث تمتعت واشنطن بنفوذ استخدمته
للتأثير في مسار الامور، فان نفوذ اميركا
في ليبيا وسورية اضعف بكثير».
هناك، اي في ليبيا وسورية، تقول المصادر،
«يتمتع الاوروبيون بنفوذ اكبر اذ ان
مصالحهم الاقتصادية مع هذين البلدين كبيرة،
ما يجعلنا (اي الاميركيين) اكثر في موقف
المتفرج». وتضيف المصادر: «للاسف ان
الاوروبيين غير مستعدين، حتى الآن،
للمراهنة على الشعبين الليبي والسوري ضد
النظامين اللذين يرتبطان مع اوروبا بمصالح
كبيرة».
لكن الولايات المتحدة تراقب تطور الاحداث
في البلدين. في سورية، شعر الرئيس بشار
الاسد «بحرارة الغضب الشعبي في الدول
العربية الاخرى، فصار يكثر من الدعوات الى
العودة الى مفاوضات السلام مع اسرائيل»،
حسب المصادر الاميركية.
الا ان واشنطن «غير مستعجلة هذه المرة لمد
الاسد بطوق النجاة، اي استئناف مفاوضات
السلام»، حسب المصادر، التي قالت انه «على
العكس، فان الولايات المتحدة مستعدة اكثر
لمجاراة السوريين في حال انتفضوا ضد
نظامهم».
شككت «الراي» بالموقف الاميركي حسب ما
تلته المصادر. فقال مسؤول رفيع: «اسمع،
نحن الوحيدون الذين نبقي (ابني خال الاسد)
رامي وحافظ مخلوف على لائحة الافراد
المجمدة اموالهم المنقولة وغير المنقولة،
ونحن وحدنا نبقي عقوبات اقتصادية على
سورية، ولا اعرف ما هو الموقف الاقوى
المطلوب منا في هذه المرحلة، حتى ان
السوريين لم ينزلوا الى الشارع».
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على
رامي مخلوف، وهو اكبر رجال اعمال سورية،
في فبراير 2008. وتوقعت المصادر الاميركية
ان يقوم اوباما بتجديد هذه العقوبات
وغيرها، لسنة اضافية، في شهري مايو ويوليو. |