قال ارشاد هورموزلو، مستشار
الرئيس التركي عبدالله غول ان بلاده «تدعم
مطالب الشعوب العربية ».
واكد في تصريحات سجلتها ندوة الكترونية
أقامها مركز الدراسات العربي الأوروبي
ومقره باريس، حول «كيف ترون مستقبل
العلاقة بين دمشق وأنقرة في ضوء ما يجري
في سورية من احداث» ان «العلاقات التركية
- السورية قوية وراسخة ولا تتأثر بالاحداث
الطارئة. الموقف التركي يتمثل ليس لسورية
فقط بل لعموم بلدان المنطقة انه يجب
الاستماع الى صوت الشعب وتلبية المطالب
الشعبية».
وأضاف: «ذكرنا سابقا في اكثر من مرة، اننا
لسنا مع أي نظام ولسنا ضد أي نظام في
المنطقة، نحن مع الشعوب ومع مطالب الشعوب،
واننا نرى ان المعايير الديموقراطية
الصحيحة ستؤدي الى تقوية الانظمة الموجودة
في هذه المنطقة».
وتابع ان «قوة المنطقة من قوتنا، ولذلك
نعول على تكون البلدان في هذه المنطقة
قوية وعزيزة ومستقلة وتخدم تطالعات شعوبها،
هذا كل ما في الامر في تركيا».
وقال: «نؤكد نحن في تركيا (اننا) لا نصمم
بيوت الاخرين ولا نملي عليهم ماذا يفعلوا،
لكن نحن نصمم بيتنا من الداخل ومستعدون
لان نشاطرهم تجاربنا لانهم يمثلون عمقا
تاريخيا استراتيجيا وثقافيا ودينيا لنا».
من جانبه، رأى المراقب الدائم للمجلس
الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة
نصير الحمود، ان «هناك تحولا نوعيا في
علاقة البلدين الجارين، وأعتقد أن أنقرة
ستتخذ موفقا أكثر حزما تجاه دمشق خصوصا
بعدما تفرغ حزب العدالة والتنمية الحاكم
عقب نجاحه الكبير في الانتخابات الأخيرة.
واضح التباين الشاسع في رؤى الطرفين، حين
أوفد الرئيس السوري موفده الخاص لأنقرة
وخرج بتصريحات تم نفيها على المستوى
التركي».
وأضاف: «في حال طال أمد الأزمة السورية
والتي تؤثر ولا ريب على المصالح التركية
في المنطقة، فمن المرجح أن تصعد أنقرة من
لهجتها وبالتالي حشد الدعم الأوروبي ضد
ممارسات النظام السوري. اعتقد جازما أن
مفتاح الأزمة السورية سيكون من خلال
البوابة التركية في ظل الضعف العربي
وارتهان الدول لما يجري في شوارعها من
حراك واسع. مع العزلة التي فرضتها أوروبا
والولايات المتحدة على رؤوس النظام في
سورية، فإن دمشق ستكون حريصة على عدم قطع
شعرة معاوية مع أنقرة باعتبارها البوابة
الوحيدة المفتوحة أمامها والمقبولة دوليا
على العكس من تركيا».
وتابع: «هناك تداخل واسع في علاقات
البلدين من ضمنها وجود التركمان في سورية
والأكراد في كلا البلدين ومنابع الفرات في
تركيا، الأمر الذي سيزيد من حرص أنقرة على
إيجاد حل حاسم للأزمة السورية. تركيا تضغط
على سورية في شأن الاصلاحات وسحب القوات
العسكرية من المدن وفي حال عدم استجابة
دمشق لتلك المطالب، فإن تركيا ستصعد من
ممارساتها تجاه العاصمة السورية».
في السياق نفسه، قال المعارض السوري ميشال
كيلو ان «هناك حال عدم ثبات في العلاقات
بين دمشق وانقرة، وأرى انها دخلت مرحلة من
الغموض وفي مرحلة من عدم الاستقرار ولكن
مستقبل العلاقات بينهما يعتمد على مجموعة
عوامل منها: الى اين يذهب النظام في سورية،
وهل يريد اصلاحات حقيقية او مصالحة وطنية
بعد الاصلاح واي نظام سينتج عن هذه
الاصلاحات؟ وهل سينتج عنها بقاء النظام
الحالي والذي لم يعد له مرجعية في البلاد
ام انه سيكون هناك انتقال للديموقراطية
والحريات ونظام ديموقراطي جديد»؟
وأضاف: «هناك الاستراتيجيات الدولية
والصراع بين تركيا وايران واميركا وروسيا
والصين على المنطقة. هذه العوامل هي ايضا
تقرر مستقبل العلاقات بين انقرة ودمشق
ولكن في النهاية اجدها علاقات مضطربة
ومفتوحة على كل الاحتمالات لان تركيا هي
تجد نفسها في موقف قوي ام النظام في سورية
يفقد ثقته في نفسه ويفقد اكثر خطابه
القطعي انه رقم صعب في المنطقة». |