قال السفير الاميركي في دمشق روبرت
فورد ان المسيحيين السوريين وغيرهم من
الأقليات يخافون نفوذ المتطرفين
الاسلاميين في الحكم الذي يأتي إذا سقط
الرئيس بشار الأسد. ولكنه اعرب عن اعتقاده
بأن مخاوفهم مبالغ فيها.
واشار فورد في حديث نشرته صحيفة واشنطن
تايمز الى ان الانطباعات التي خرج بها من
تنقلاته ان نفوذ المتطرفين الاسلاميين ليس
قويا في سوريا مثلما هو في العراق أو
الجزائر على سبيل المثال. واستدرك
الدبلوماسي الاميركي قائلا "ولكن المخاوف
التي تشعر بها مكونات من المجتمع السوري
لا يمكن تجاهلها".
ويشكل المسيحيون نحو 10 في المئة من سكان
سوريا البالغ عددهم 21 مليونا فيما يشكل
العلويون الذين ينتمي اليهم الأسد 12 في
المئة ، بحسب واشنطن تايمز.
وقال السفير الاميركي ان على المجلس
الوطني الذي اعلنت المعارضة السورية
تشكيله مؤخرا ان يطمئن أفراد الأقليتين
المسيحية والعلوية الى انهم لن يتعرضوا
للاضطهاد على أيدي الأغلبية السنية في أي
حكومة جديدة.
وقال فورد "اننا دعونا المعارضة السورية
الى تطوير رؤية يتفقون عليها جميعهم فيما
يتعلق بالدولة وطريقة عملها ، وان احدى
القضايا المطروحة هي كيف ستتعامل المعارضة
مع مسألة الدين والأقليات الدينية".
وتابع فورد ان على المعارضة ان تقدم في
نهاية المطاف ما يقنع المسيحيين أو
العلويين بأن التغيير يخدم مصالح هذه
المكونات على نحو أفضل.
ولاحظت صحيفة واشنطن تايمز ان اقناع
المسيحيين قد يكون صعبا مشيرة الى ان
كثيرين منهم لاجئون نزحوا من العراق ، وان
تقريرا مستقلا كشف ان نحو 93 الف مسيحي
هربوا من مصر منذ ثورة شباط/فبراير.
وكانت الانتفاضة السورية المستمرة منذ ستة
اشهر انعشت الآمال بمجئ حكومة لا تعادي
الولايات المتحدة. ولكن السفير فورد قال
في حديث الصحفي ان الحكم الديمقراطي لن
يؤيد بالضرورة اهداف الولايات المتحدة في
المنطقة رغم ان ناشطين في المعارضة يبقون
ممتنين للدعم الاميركي. واضاف "علي ان
اكون صادقا واقول ان هناك في عموم سوريا
نوعا من الريبة عميقة الجذور تجاه
الولايات المتحدة" سببه الغضب على
السياسات الاميركية بشأن العراق وتجاه
اسرائيل.
وكان الرئيس اوباما عين فورد سفيرا مؤقتا
لمدة عام خلال اجازة الكونغرس بعد احتجاج
صقور السياسة الخارجية على ارسال سفير الى
دمشق. ولكن فورد نال اعجاب العديد من
اعضاء مجلس الشيوخ بسبب مجاهرته بتحدي
الأسد وحملته ضد المحتجين. وقام السفير
بزيارة المحتجين في مناطق ساخنة وحضر
مجالس العزاء على ارواح ناشطين وشجب علنا
نظام الأسد لقتله 2700 مدني.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري
وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس
جيمس اينهوف انه غيَّر رأيه بالسفير الذي
قام "بأشياء تثير الاعجاب حقا" منوها
بزيارات فورد لمناطق الاحتجاجات وتعرضه
لمضايقة السلطات.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس
الشيوخ وافقت على تعيين فورد بأغلبية صوت
واحد ولكن المصادقة على تعيينه في جلسة
كاملة لمجلس الشيوخ قد تُجهض بتصويت الذين
ما زالوا يشكون في جدوى بقائه.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري
مارك كيرك انه تحدث مع بعض الجمهوريين في
المجلس ممن لديهم تحفظات على فورد "ولكني
اعتقد ان الموقف تغير لأن السياسة
الخارجية الاميركية تغيرت".
وأكد السناتور المستقل جو ليبرمان الذي
كان هو ايضا من المعارضين لإرسال سفير الى
سوريا انه "متفائل بحذر" بمصادقة مجلس
الشيوخ على تعيين فورد. وقال ليبرمان ان
فورد اصبح "رمز الدعم الاميركي للشعب
السوري وستكون هزيمة لقضية الحرية وما
يقرب من الانتصار للأسد إذا لم نصادق على
تعيين روبرت فورد". |