استنكر الفنان دريد لحام الهجوم الذي
شن عليه
بسبب الفيديو الذي تداوله بعض مرتادي
موقعي الفيس بوك واليوتيوب والذي يوثق
سهرة خاصة جمعت الرئيس الليبي معمر
القذافي مع مجموعة من الفنانين السوريين
في منزل الفنان لحام.
وقال "لحام": لا أحبذ الرد على هذه
التفاهات حتى لا أنحدر إلى مستواها ومستوى
هؤلاء "الصبيان" الذين يسوقونها، ولكن
يكفيني أن أقول إن هذا التسجيل يرجع إلى
شهر آذار من عام 2008 الذي شهد انعقاد
القمة العربية العشرين في دمشق، وكان معمر
القذافي أحد الرؤساء العرب المشاركين في
هذه القمة، وقد استُقبل بحفاوة من الحكومة
السورية في ذلك الوقت، وألقى خطاباً نارياً
لمصلحة العرب نال به إعجاب كل عربي، وقد
طلب القذافي في ذلك الوقت عن طريق السلطات
السورية أن يزورني في بيتي كمعجب بأعمالي
"وما أحلاني أرفض" وهكذا زارني الرجل في
منزلي.
وأنا أقول لمن يتفوه بالكلام السلبي عبر
الفيسبوك وغيره: لماذا لم تتفوهوا بهذا
الكلام في ذلك الوقت أي عام 2008 لكنت
وصفتكم بالشجعان، أما ما تتحدثون عنه من
زيارة ضيف الدولة السورية آنذاك لمنزلي لا
يدفعني إلا إلى تسميتكم بصبيان الفيسبوك.
وعن موقفه مما يحدث في ليبيا حالياً قال "لحام":
لقد أدنت المجازر التي ترتكب بحق
المتظاهرين العزّل الذين خرجوا للتعبير عن
رأيهم وللمطالبة بحقوقهم، ومن يمتلك ذرة
واحدة من الإنسانية لا يمكن أن يقبل بهذه
المجازر، ويؤسفني الأسف كله أن أرى بلداً
مثل ليبيا غنياً كل هذا الغنى الفاحش
بالنفط بينما شعبه يعاني الفقر والتهميش،
وهذا الأمر استفزني شخصياً كإنسان
ويستفزني كفنان، ولذلك في اليوم الثالث من
ثورة الشباب المصري عندما رأيت "البلطجية"
يهاجمون الثوار بالجمال والخيول كتبت
قصيدة أحيي فيها ثورتهم وعبرت فيها عن
موقفي مما رأيت، والقصيدة نشرتها صحيفة
الوطن السورية في ذلك الوقت، وهذا هو
موقفي وسيظل نفسه تجاه أي تعامل قاس مع
أناس يعبرون عن رأيهم ويحاولون إيصال
أصواتهم ومطالبهم في أي بلد كان، في تونس
ومصر والبحرين واليمن وفي ليبيا وغيرها،
وعلى الجهات الأخرى أن تسمع لا أن تقمع
هؤلاء.
وتابع "لحام" بالقول: ما حصل في تونس ومصر
وما يحصل في ليبيا لا بد أن يستفز
المؤلفين ويحرك قدراتهم على تصوير ما حصل
لأنه أصبح جزءاً من تاريخ المنطقة وقد
يكون التاريخ الأجدر بالتوثيق بأعمال
تلفزيونية أو سينمائية تروي كيف استطاع
هؤلاء البسطاء أن يثأروا لكرامتهم وأن
يردوا الظلم عن أنفسهم.
وأثار فيديو يجمع الرئيس الليبي معمر
القذافي مع مجموعة من الفنانين بدمشق في
منزل الممثل السوري دريد لحام حالةً من
الغضب، سادت مستخدمي الفيس بوك والمنتديات
الإلكترونية وموقع اليوتيوب، ويرجع تاريخ
تصوير الفيديو، كما يظهر في عبارة يتضمنها،
إلى 31 مارس 2008، غير أن عرضه في هذا
التوقيت مع اشتعال الأحداث في ليبيا ألقى
باتهامات طالت الفنانين الذين يظهرون به،
حيث وجه لهم الجمهور تهمة اشتراكهم في
صناعة ديكتاتور اسمه القذافي. |