|
يجتمع
الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل
السعودية مع الرئيس السوري بشار الاسد يوم
الخميس في محاولة لتخفيف حدة التوتر في
لبنان مستفيدا من ضعف موقف ايران على ما
يبدو بعد تعرضها لجولة جديدة من العقوبات
الصارمة.
وقال مسؤولون سعوديون ان الملك عبد الله
سيجري محادثات مع الاسد في دمشق قبل ان
يتوجه الى بيروت حيث سيجتمع مع رئيس
الوزراء سعد الحريري والرئيس ميشال سليمان
وزعماء سياسيين لبنانيين مؤيدين للغرب.
وقال مسؤولون لبنانيون ان الملك عبد الله
يأمل في اقناع الاسد بالذهاب معه الى
بيروت لكن سوريا لم تؤكد ان الاسد سيستجيب
لهذا الطلب.
ويتوقع ان يطلب العاهل السعودي من الاسد
ان يستخدم نفوذه على جماعة حزب الله
الشيعية لاثنائها عن تصعيد التوتر وخصوصا
بين حزب الله والزعماء السياسيين السنة
مثل الحريري.
وندد الامين العام لحزب الله السيد حسن
نصر الله بتحقيق الامم المتحدة في حادث
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق
الحريري عام 2005 قائلا انه يتوقع توجيه
الاتهام الى عدد كبير من اعضاء حزب الله.
وتحاول السعودية اقناع سوريا بتخفيف
تحالفها مع ايران واتباع سياسة خارجية
تركز على العلاقات مع الدول العربية ولمح
مسؤولون سعوديون الى مساعدات مالية لسوريا
واستئناف الاستثمارات في المقابل.
وأثار نفوذ ايران المتزايد في المنطقة
العربية منذ الغزو الذي قادته الولايات
المتحدة للعراق عام 2003 وعلاقاتها مع
سوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس
الفلسطينية وجماعات مختلفة في العراق
انزعاج قوى اقليمية مثل مصر والسعودية.
وقال خالد الدخيل وهو كاتب سياسي سعودي
بارز "يبدو ان الملك يود ان يتعامل مع
تخوفات من تصاعد التوترات الاخيرة في حالة
ما تم اتخاذ قرار حاسم من طرف المحكمة
الدولية في قضية مقتل الحريري."
وقال "الزيارة تهدف كذلك لتثبيت التفاهمات
الاقليمية بين سوريا من جهة والسعوديين
والاتراك والفرنسيين بشأن تلزيم سوريا
بحفظ الاستقرار في لبنان وان تخرج من
التجاذبات السياسية اللبنانية اللبنانية."
ومن شأن توجيه الاتهام الى اعضاء في حزب
الله في قضية اغتيال الحريري أن يضع ضغوطا
شديدة على حكومة الوحدة الوطنية في لبنان
التي يرأسها سعد ابن رفيق الحريري وتضم
وزراء من حزب الله.
وأجرى الرئيس سليمان في وقت سابق هذا
الشهر محادثات على مدى أربعة ايام مع
الزعماء السياسيين في محاولة لتهدئة
التوتر المماثل للانقسام العميق الذي هدد
باشعال حرب أهلية جديدة في عام 2008.
وقبل زيارة سوريا سيجتمع الملك عبد الله
يوم الاربعاء مع الرئيس المصري حسني مبارك
في مصر.
وقال دبلوماسي غربي في الرياض ان زيارة
العاهل السعودي لبيروت من شأنها أن توحي
باستقرار الوضع هناك. وأضاف "انها لشجاعة
منه ان يذهب الى هناك في غمرة التوتر
السياسي. وهي تبين ان المملكة تتزعم
دبلوماسية اقليمية عربية تأخذ زمام
المبادرة."
وشجع تشديد العقوبات الدولية المفروضة على
ايران في يونيو حزيران الدول العربية
المعتدلة مثل السعودية فيما يبدو على
الجرأة في التصدي لمخاطر عدم الاستقرار في
لبنان.
وقال الدخيل "العقوبات المشددة على ايران
لها تأثير سلبي على حزب الله وهو مستاء
جدا لكن سوريا لم تتخل عن حزب الله ولن
تتخلى عن حزب الله لكن صار فيه تغير في
رؤيتها وحساباتها."
وحاول سعد الحريري الذي ألقى باللوم على
سوريا في البداية في اغتيال والده تخفيف
التوتر مع دمشق وقام بعدة زيارات للاجتماع
مع الاسد. ونفت سوريا أي دور لها في
اغتيال الحريري.
وقامت دمشق التي يتمتع حلفاؤها مثل حزب
الله فعليا بحق النقض في الحكومة باصلاح
العلاقات مع لبنان بعد تحسن العلاقات مع
السعودية.
وأغضب اغتيال الحريري الرياض لكن السعودية
وسوريا نحتا خلافاتهما جانبا فيما يبدو
العام الماضي بهدف تسوية الخلافات بين
حلفائهما في لبنان |