جاءت أحداث برج ابي حيدر "شحمة" على "الفطيرة
الاذارية". كان ينقص أقطاب قوى 14 آذار
المشهد الناري في بيروت ليبنوا على الشيء
مقتضاه والأكيد ان "حزب الله"، من حيث
يدري أو لا يدري، قدّم لهم خدمة مجانية في
إطار الصراع المفتوح مع الضاحية حول "وجهة"
استخدام السلاح. هذه المرة استسهلت
الأمانة العامة وصف سلاح "حزب الله" كما
سلاح "الأحباش"، بالميليشيوي. ودعت الى
إعلان بيروت منزوعة السلاح والميليشيات.
يلاقيها الى نصف الطريق، نواب من "تيار
المستقبل" بالترويج لعاصمة مدنية وليس
عسكرية.
لكن لا يبدو ان "القوات اللبنانية" توافق
حلفاءها على هذا الطرح. يقول النائب
انطوان زهرا لموقع "ليبانون فايلز" "ماذا
يعني بيروت منزوعة السلاح، وهل بيروت تخص
فريقاً أكثر من غيره. نحن ضد استعمال
السلاح من اي طرف خارج إطار الشرعية. فهل
تكون بيروت منزوعة السلاح، ومناطق خارجها
مدجّجة بالأسلحة. نحن في "القوات
اللبنانية" نطالب ببسط سلطة الدولة على كل
الأراضي اللبنانية، وأن يكون السلاح بيد
الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية
فقط". ولا يردّ زهرا على سؤال بشأن
استحضار أحداث السابع من أيار من خلال
أحداث برج ابي حيدر قائلاً "ما يهمّنا أن
يكون القرار والسلاح بيد الدولة".
لكن في مقابل هذا التمييز بين الحلفاء
بشأن النظرة الى بيروت خالية من السلاح،
تتداول أوساط آذارية سيناريو قاتماً، ليست
أحداث برج ابي حيدر سوى المؤشر له. برأي
شريحة من الآذاريين، تدخل دمشق تدريجاً
وبقوة على خط الداخل اللبناني. لكن
الخطورة الأكبر أن يكون هذا التدخل من باب
"توجيه الرسائل" الى "حزب الله"، وهذا ما
قد يعني دخول لبنان في نفق أسود وحدها
العناية الالهية تنقذه منه. وتتكئ هذه
القراءة على معطى أساس هو مغزى تحوّل
الاتهام السياسي بمقتل الرئيس رفيق
الحريري من سوريا الى "حزب الله"،
وإمكانية دخول دمشق في تسوية كبيرة دولية
- اقليمية يكون ثمنها هو رأس "حزب الله".
وبعد أحداث البرج، ينبري النائب محمد رعد
ليتحدث عن "سيناريوهات وبروفات". هنا تفيض
قريحة الآذاريين في الحديث عن سيناريوهات
تروّج في العمق لصراع ايراني سوري على
الساحة اللبنانيّة.
المشهد الدموي في برج أبي حيدر ليس مؤشره
الأول ولن يكون الأخير. |