ردت السلطات السورية على العقوبات
الاقتصادية التي فرضتها عليها الجامعة
العربية امس بأنها تأتي في إطار "استهداف
مواقفها الداعمة للمقاومة والرافضة
للمشروعات الخارجية في المنطقة " .
وقالت صحيفة "الثورة" الحكومية في عددها
الصادر اليوم الاثنين: "من كان يتابع في
السنوات السابقة قرارات العقوبات الدولية
التي فرضت على العراق والسودان وليبيا
وسورية ورد الفعل المستنكر لها من قبل
الجامعة العربية وخطابها السياسي
والإعلامي، يقف مذهولا أمام تبدل اللوحة
اليوم " بحسب كلام الصحيفة.
وأضافت: "فالجامعة ومؤسساتها كانت في كل
قمة وكل مؤتمر تشجب منطق العقوبات وتصفها
بأنها تدمر الشعوب العربية.. فكم من مرة
قالت بأن العقوبات الغربية على العراق
كانت ظالمة جدا وأدت إلى هلاك مئات الآلاف
من العراقيين وكذا فعلت مع السودان وليبيا
وغيرهما". واعتبرت الصحيفة التي تتبع
سلطات البعث الاحتكارية للحكم: "المفارقة
الصارخة والتي تدعو للسخرية والاستهزاء في
آن معا أن ما كانت تستنكره الجامعة بحق
هذه الدولة العربية، أو تلك تفعله بنفسها
اليوم ، وتحمل سيف التهديد والوعيد بفرض
المزيد من العقوبات على الشعب السوري،
فتقر وقف التعامل مع البنك المركزي السوري
ووقف التبادلات التجارية مع سورية وتجميد
الأرصدة المالية للحكومة السورية ووقف
التعاملات مع المصرف التجاري السوري ثم
تقول بأنها لا تستهدف الشعب السوري وإنما
تستهدف النظام في سورية".
وأوضحت الصحيفة: "وإذا كانت سورية اعتبرت
هذا الإجراء مخالفا لقواعد التعاون
الاقتصادي العربي وغير مسبوق على مستوى
العلاقات بين الأشقاء، فإن عبارات الوصف
التي يمكن لنا أن نطلقها أكبر بكثير من
مخالفة القواعد والمبادئ، فما عجزت عنه
الدول التي تستهدف سورية ومواقفها القومية
والوطنية الثابتة تقوم به الجامعة نيابة
عن أعداء سورية الذين يحاولون بشتى السبل
إركاعها وابتزازها وتطويق دورها السياسي
الصلب المدافع عن القضايا العربية ".
وقالت الصحيفة: "ومع كل أسف، فإن الجامعة
وهي تقر مثل هذه القرارات، لم تر الخطوات
الإصلاحية التي قامت بها القيادة في سورية
في الأشهر السابقة ودعوات الحوار وحلقاته
التي عقدت ولم ترَ ويبدو أنها لا تريد
رؤية حقيقة العصابات المسلحة المموّلة
والمدربة في تركيا وغيرها والتي تقتل
المدنيين السوريين وتقطع أوصالهم، بل لا
تريد أن ترى إلا ما تبثه القنوات المغرضة
وما تفبركه بحق سورية لإدانتها وإلصاق
التهم بها".
وأبدت الصحيفة ثقتها في أن السلطات
السورية ستخرج أقوى من ذي قبل من هذه
الأزمة بقولها: "وأخيرا رغم كل هذه
العقوبات الجائرة التي تستهدف الشعب
السوري، فإن سورية ستخرج قوية كما عهدها
الجميع لأنها استطاعت أن تخرج قوية عزيزة
في أحلك الظروف وقد جرب العالم العقوبات
ضدها في الثمانينات لكنه فشل فشلاً ذريعاً
في ثنيها عن مواقفها أو إسقاطها وستبقى
سورية أكبر من مخططات العدوان وستخرج من
دائرة الأزمة والعقوبات بفضل قوة إرادة
شعبها وتلاحمه ووحدته الوطنية مهما اتسعت
مؤامراتهم ومخططاتهم ". |