قد تكون
مشكلتنا في حماستنا وعاطفتنا، ودائماً
«بصلتنا محروقة» و«منفعلين، مقبلين
مدبرين»، مع العلم «أنو مابدها تعقيد».
هذه المقدمة كانت إجابة لمواطن يريد أذن
الصحافة الصاغية، بعد أن فقد الأملَ من
أذن الجهات المعنية التي تعاني الدوار
الدهليزي؛ يقول مواطننا: «كنت على قاسيون
مع ضيوف أجانب، فوجدت ثلاثة سياح عرب
يشتمون ويسبون ويتعهدون بعدم زيارة سورية
ثانية..
دبَّت الحماسة في رأسي واندفعت نحوهم،
معرباً عن غضبي لجهة سوء شتمهم، فكانت
مبرراتهم أنَّ أصحاب السياحة التي تتحدَّث
عنها وزارة السياحة قد سلبوهم 8 آلاف ليرة
سورية، مقابل عبوة مياه بقين وأربع موزات».
طبعاً، مواطننا «الحشور» نفخ صدره واستنهض
الأدرينالين في جسده، حتى بلغت الحماسة
ذروتها، وبصوت أجش خاطب المبتزين واتهمهم
بالإساءة للسياحة، فكان جوابهم: «لا تنط
ولا تحط عيارك سكين».
اندهش مواطننا وشعر بالخجل المرير أمام
ضيوفه الأجانب وأمام السياح العرب. طبعاً،
وحفظاً «لماء الوجه»، هدَّد صاحبنا بوزارة
السياحة ومحافظة دمشق. وهو في ذلك
كالأغنية القائلة: «لاتندهي.. ما في حدا».
ونفَّذ وعده بالتهديد، لكنه لم يكن على
قدر تهديده، فقد خُذل كما السياحة.. «بس
ما بدها تعقيد، وبكل بلد فيه للسياحة
تعريف وعنا عالسكين»!.. |