وثق المرصد السوري لحقوق الانسان الأساليب التي تتبعها السلطات السورية في محاولتها لقمع الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في منتصف شهر آذار/مارس الماضي وذلك من خلال شهادات حية بالصوت والصورة وثقها نشطاء المرصد في المدن والقرى السورية .
1- اعتقال مدنيين كرهائن : يتم اعتقال أفراد من أسر الناشطين المدنيين في مجال تنظيم المظاهرات السلمية المُطالِبة بإسقاط النظام وذلك لإرغام أولئك الناشطين على تسليم أنفسهم .ولاتراعي السلطات الأمنية سن الرهينة المعتقل سواء كان طفلاً أو شيخاً مُسناً.
2- تهديد أسر الناشطين المطلوبين بحرق وتهديم منازلهم ما لم يقوموا بتسليم أبنائهم : يتم إمهال الأفراد الموجودين في المنـزل مدة قصيرة لتسليم الناشط المطلوب أو الإشارة إلى مكان تخفيه نظراً لاضطرار معظم الناشطين في تنظيم المظاهرات إلى التواري عن الأنظار خوفا من الاعتقال،وإلا فانه سيتم إحراق منزل عائلة الناشط بالكامل في حال فوات المهلة و عدم تقديم المعلومات المطلوبة . كما تقوم الأجهزة الأمنية والشبيحة من المتعاونين معها بمداهمة جميع البيوت الخالية من ساكنيها العائدة لناشطين في تنظيم المظاهرات المُطالِبة بإسقاط النظام ، حيث تقوم بسرقة كافة محتويات المنزل ووضعها في شاحنات صغيرة يقودها أحد عناصر الشبيحة ومن ثم يتم رش مسحوق ابيض يبدو أنه مادة سريعة الاشتعال في عدد من أركان المنزل ، ثم يتم تعريضه للهب والانتظار بجوار المنزل حتى يتم اكتمال احتراقه تماماً وعدم تمكُن الجوار من العمل على إخماد الحريق ، وفي حال استعجال الفرق الأمنية والشبيحة وعدم وجود الوقت الكافي لديهم لإتمام عملية السطو والحرق يتم إعطاء أمر لإحدى الدبابات العسكرية الموجودة لتقوم باختراق المنزل وتهديمه في لحظات وتحويله إلى أنقاض.
3- تحويل معسكرات طلائع البعث إلى معتقلات: نظراً لاكتظاظ أبنية الفروع الأمنية بعشرات الألوف من المعتقلين الذين تم اعتقالهم منذ بداية الثورة السورية. تم تحويل معسكرات طلائع حزب البعث في عدة محافظات إلى أماكن للاعتقال الجماعي لا تتوفر فيها أي رعاية صحية ملائمة على الإطلاق نظراً للأعداد الهائلة من المُعتَقلين وعدم توفر طعام كافي لهم حيث يتم تقديم وجبة واحدة لهم يومياً عبارة عن رغيف خبز واحد مع حبة واحدة من البندورة أو اللبن الممدد.
4- انتهاك دور العبادة المسيحية والإسلامية: تم اقتحام عدد كبير من المساجد و العبث بمحتوياتها و تهديم أجزاء كبيرة فيها ، وإطلاق رصاص مباشر على الكنائس في عدة مدن سورية.
5- اعتقال الأطباء وحرق الصيدليات: يتم اعتقال أي طبيب يسعف في عيادته الخاصة المُصابين من المتظاهرين السلميين الذين يخشون الذهاب إلى المشافي الحكومية لكي لا يتم اعتقالهم بعد حصولهم على الإسعافات الأولية ،حيث تم اعتقال عشرات الأطباء في عدد من المحافظات السورية. كما تم إحراق العديد من الصيدليات التي قدمت الأدوية الأولية المطلوبة لإسعاف المُصابين في المظاهرات.