حسب جريدة "الفيغارو" الفرنسية (في
مقال بتوقيع جورج مالبرونو): "في سوريا،
لا يجد المرء علامات على وجود حالة غليان
في الشارع. مع ذلك، وفي الكواليس، فإن
النظام يبدو قلقاً، وينم سلوكه عن تعجّل
غير مألوف من جانب سلطة اعتادت أن تأخذ
وقتها قبل إظهار رد فعلها على التطوّرات.
ولتهدئة الشعب، قرّر الرئيس بشّار الأسد
زيادة لـ"مخصصات المازوت"، كما أنشأ على
وجه السرعة صندوقاً للتأمينات الإجتماعية
تستفيد منه 420 ألف عائلة.
أما في الخفاء، فقد كثرت الإجتماعات بين
الرئيس السوري وقادة أجهزة المخابرات،
الذين أُبلغوا ما فحواه: "ليس وارداً أن
نسمح بخروج الوضع عن السيطرة. آظهروا
وجودكم في كل مكان. ينبغي ألا يتصوّر
السوريون أن بوسعهم أن يقوموا بأي شيء"!
وبغية تأطير المجتمع المدني، استقبل الأسد
كبار رجال الدين وجميع رؤساء اتحادات
العمال والطلاب والمهن الحرة المسموحة في
نظام البعث. وهذا، علاوة على "مثقفي" حلب،
وهي مدينة ميالة إلى التمرّد. وكان فحوى
حديثه معهم: "أنشروا الكلمة الطيبة،
وطمأنوا الناس"! والمشكلة، هنا، هي أن
السوريين لاحظوا أن حصولهم على المعلومات
بات أقل من قبل مع تسارع المداهمات لنزع
هوائيات التلفزيون من الأسطح (مع أنه كان
يتم غض النظر عنها حتى الآن). كما أوقفت
السلطة عدداً من البرامج التي كان الشبان
يستخدمونها للتحادث.
ويقول أحد المحللين أن "كل هذا النشاط من
جانب السلطة السورية يثير الدهشة، لأنه لا
يوجد ما يؤشّر إلى استعداد الشارع السوري
للتحرك". واقتصر الأمر حتى الآن على عسكري
متقاعد أحرق نفسه في "الحسكة"، في شمال
سوريا. ولكن تلك الحادثة أحيطت بالكتمان،
كالعادة. |