غدت محال ألعاب الكمبيوتر، وخصوصاً غير
المرخص منها، مرتعاً خصباً للمراهنات بين
روادها الشبان الذين ينفقون مصروفهم
الشخصي ويقعون في فخ الديون لمصلحة أصحاب
المحال التي لا تتقيد بساعات الإغلاق، ما
يتسبب بمشاجرات يذهب ضحيتها المراهقون.
وتضم الأحياء الشعبية في مدينة حلب مئات
من محال ألعاب الكمبيوتر غير المرخصة التي
لم تصل إليها يد الرقابة على الرغم من
مخالفتها لأغلبية شروط الترخيص المعلن
عنها، كما أنها تفسح في المجال أمام
المراهنات بين الجيل الناشئ الذي تسرّب
الكثير من أفراده من المدارس ولم تحن
الفرصة الموائمة له للانخراط في سوق العمل،
وهو ما يرتب نتائج كارثية تكثر من عمليات
السرقة والسطو لتأمين المال اللازم
للمراهنات وتسديد الديون.
محمود خسر هاتفه الجوال ودراجته الهوائية
بسبب المراهنة في أحد محال الكمبيوتر في
حي السكري بعد أن خسر «خرجيته» الأسبوعية
حاله حال رفيقه عبد الرحمن الذي لم يجد ما
يعينه على اللعب سوى سرقة النقود من أحد
محال بيع التجزئة، الأمر الذي أودى به إلى
السجن بعد انكشاف أمره.
وقاد خلاف بين محمد وشلّته في حي المشهد-
الأنصاري حول أحقية اللعب في أحد محال
الألعاب غير المرخصة في الحي ذاته إلى
استخدام السكاكين في شجار سببه غير المعلن
المراهنة «لينقل ابني إلى مشفى الجامعة
بطعن نافذ أعلى حافة القلب أنقذه من موت
محتم يتحمل مسؤوليته صاحب محل الألعاب
والجهات الرقابية التي تستهتر بحياة
أبنائنا من خلال غض الطرف عن عمل هؤلاء»،
وفق قول أحمد والد الشاب محمد لـ«الوطن».
ويشتكي الجيران في حي صلاح الدين من أحد
محال الألعاب «التي تستقطب الزعران حتى
وقت متأخر من الليل وتستنزف جيوب الأهل
على الرغم من الشكاوى المتكررة من أهل
الحي لكن ما من مجيب، وها هي المشاحنات
والمشاجرات تتكرر يوماً بعد يوم داخل محل
الألعاب وأمامه نتيجة للقمار والمراهنات
التي يعرفها الجميع من دون أن يتدخل أحد
لوقفها مع أنها غير مشروعة»، حسب أحد
الجيران.
ولا تقتصر المراهنات على محال ألعاب
الكمبيوتر غير المرخصة في أطراف المدينة
بل تتعداها إلى المحال المرخصة في مركز
المدينة كما في الجميلية: «دفعت عن ابني
الطالب في الصف الثالث الإعدادي مبلغ خمسة
آلاف ليرة دين لمحل ألعاب كمبيوتر لقاء
لعبه المتواصل داخل المحل، والطامة الكبرى
أنني اكتشفت بعد ذلك أن ولدي يراهن على
اللعب مع رفيقه الذي لا يدفع النقود في
حال فوزه ما رتب عليّ هذا المبلغ، وهي
حالة شائعة لدى معظم محال الألعاب...»!.
وتستقطب لعبة «الفيفا» جمهور اللاعبين
الذي يعتمد على الدقة العالية والمهارات
الواقعية التي تضاهي مباريات كرة القدم
العالمية ولمعظم الفرق. وحلت أجهزة «بلاي
ستيشن» بإصدارها الثالث (سعر الجهاز نحو
17 ألف ليرة سورية) محل ألعاب الكمبيوتر
التي كانت تجتذب عشاق اللعب وخصوصاً لعبة
الـ«كاونتر». |