أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

28/12/2010

 

إلى متى سيبقى مسلسل غلاء الأسعار مستمراً؟!

 

 

إلى متى سيبقى مسلسل غلاء الأسعار مستمراً، وقد بدا وكأنّه أحد المسلسلات المكسيكية المملّة التي لا تكاد تنتهي.. وإلى متى سيستمرّ هذا الارتفاع في أسعار السلع والمنتجات يغزو كافة الأسواق والمحلات، كما تغزو المسلسلات التركية الآن جميع القنوات والفضائيات. ما الذي حدث لتلك المواد والسلع الاستهلاكية الضرورية.. وقد ارتفعت أسعارها الى حدود لا تحتمل.. ما الذي حدث لسعر مادة السكر، تلك البيضاء الناعمة الرقيقة، التي كنّا نجد فيها عزاءً من مرارة الأيام.. وما الذي جرى لأسعار الرزّ والقمح والحمص والفول والعدس.. وباقي المواد التموينية التي تعدّ من المواد الأساسية لكلّ مواطن.. وأين تلك الأصناف من الفواكة التي كانت تزيّن أطباقنا وموائدنا في السهرات والأمسيات.. وقد باتت اليوم كالضيف الغريب، يأتي ويذهب دون أن ننتبه إلى وجوده.. حتى كدنا ننسى بعض أسمائها وأشكالها وألوانها.. وما الذي حلّ بأسعار تلك الخضروات التي كانت تحشر نفسها في كلّ الأكلات والوجبات.. وبتنا الآن نشعر بالقشعريرة عند ذكر بعضها، ونتحاشى ذكر بعضها الآخر.. نظراً إلى سعرها المرتفع، وثمنها الباهظ.. ومنها الخيار والبندورة والكوسا والباذنجان والبطاطا.. وغيرها من الخضروات التي كانت تملأ قلوبنا خضرةً، وأجسادنا صحة وقوة.. وأمّا الآن، فقد ارتفعت أسعارها وتجاوزت حدود الوصف.. وكلها في واد، وذلك المخلوق الأحمر المدوّر (البندورة) في واد ٍآخر.. فقد وصلت أسعارها في بعض الأحيان إلى سبعين ليرة للكيلو الواحد، ثمّ انخفضت قليلاً، ومن ثمّ عادت وارتفعت.. وكأنّها تتلاعب بمشاعرنا.. وأصبحت في وقت من الأوقات وكأنّها فاكهة خرافيّة نادراً ما تدخل البيوت.. وصرنا من النادر أن نراها أو نحظى بها.. وكأنّها شبحٌ خفيٌّ.. وذاع صيت غلائها في الأسواق، حتى غدت وكأنها نجمٌ هوليودي لامع. ونحن دائماً نتساءل.. لماذا كلّ هذا الغلاء الذي حلّ بهذا الكائن المدوّر المهرمن الذي تربّى وترعرع في كنف البيوت البلاستيكة، بحيث فقد لونه ورائحته وطعمه البلدي الأصيل..؟
دعونا الآن من البندورة وحموضتها.. ولنتحدّث عن شيء أكثر أهميةً وأثقل وزناً.. والذي يعدّ عنصراً حيوياً مهماً ًفي حياة كلّ مواطن.. ألا وهو المازوت.. تلك المادة التي لطالما منحتنا دفئاً في القلوب، وراحة في الأبدان بمجرّد سماع اسمها، وأمّا الآن فقد وصلت أسعارها إلى أرقام خيالية، وهي لا تزال في تزايد مستمر.. لماذا..؟
كلّ هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى أجوبة مقنعة من قبل المعنيين.. علّهم يجدون بعض الحلول لتلك المعضلة الخطرة التي تمسّ راحة المواطن وتقضّ مضجعه.. وربما نجد بعض الأجوبة لدى بعض التجار والموزعين الذين يغتنمون الفرص والمناسبات ليقوموا بالتلاعب بأسعار السلع والمنتجات، من خلال الاحتكار والتصدير غير الشرعي، وغيرها من الأساليب التي تؤدي إلى زيادة أسعار السلع وارتفاع ثمنها..

بشار حسون علو - مهندس ميكانيك

المصدر:بلدنا السورية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري