تدور اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا
عمرو في حمص (وسط) حيث افاد مصدر امني عن
اقتحام الجيش للحي وبدء "عمليات تطهير"،
وهو ما نفاه ناشطون معارضون، في وقت اعلن
في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس
الامن الدولي لادخال مساعدات انسانية
طارئة الى سوريا.
ودعت فرنسا الاربعاء سوريا الى اقرار وقف
لاطلاق نار في حي بابا عمرو للسماح
ب"اجلاء آمن وسريع" للصحافية الفرنسية
اديت بوفييه التي اصيبت الاسبوع الماضي في
القصف، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا
تزال في حمص بعد اللغط الذي حصل حول
خروجها من سوريا الثلاثاء.
وقال مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس
ان منطقة بابا عمرو "تحت السيطرة"، مضيفا
"قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو
البناء ومنزلا تلو المنزل".
واكد ناشطون معارضون ان الجيش لم يدخل
بابا عمرو.
وقال ابو عطا من حمص لوكالة فرانس برس في
اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص
عبر الاقمار الصناعية ان "الجيش لم يدخل
بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب"، مضيفا
ان الجيش السوري الحر "سيدافع عن الاحياء
حتى آخر رجل".
واضاف الناشط ان الجيش النظامي السوري "نصب
مدافع جديدة في محيط حيي بابا عمرو
والخالدية منذ عصر امس، وانه وجه اليوم
انذارات عبر مكبرات الصوت الى السكان
لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء". واشار
الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل
مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء
والشوارع، وانه "سيقتحم المدينة".
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية
هادي العبدالله من جهته ان قوات النظام "تطوق
الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر
الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات
وشارع الملعب".
وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر
وناشطين مدنيين يعملون على "اجلاء
العائلات من اماكن يستهدفها القصف"، مشيرا
الى ان "قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن
التي كنا نعتبرها آمنة".
واضاف "حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على
ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات
والكهرباء وانسحاب القوات النظامية من
ثلاثة حواجز بين الخالدية والبياضة".
وعبر الناشط الاعلامي عمر شاكر الذي خرج
من حمص قبل ايام وهو موجود في لبنان، عن
اعتقاده بان "حمص مقبلة في الساعات
القادمة على وضع سيء جدا".
وقال "ما يحصل في حمص كبير جدا (...)،
هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام
لا يتخيلها عقل".
وتابع "انا مقطوع عن رفاقي في المركز
الاعلامي (في بابا عمرو)... آخر ما قالوه
لي ان بطاريات اجهزة الكومبيوتر تنفد وان
حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني ان نواصل
الدعاء لهم".
ووصلت خلال الساعات الثماني والاربعين
الماضية 22 عائلة نازحة من بابا عمرو الى
لبنان عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير
شرعية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية
اللاجئين السوريين في لبنان الذي قال انهم
"في حالة نفسية سيئة جدا".
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء
ان "فرنسا تحشد قواها لانجاح عملية اجلاء
لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص مع
السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب
الاحمر والهلال الاحمر"، في اشارة الى
الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.
وقالت انها "تتوقع من حكومة دمشق العمل
على توافر كل الشروط لاجلاء آمن وسريع
وخصوصا عبر وقف فوري لاطلاق نار في بابا
عمرو".
واكدت سوريا الاربعاء "التزامها الانساني"
باجلاء الصحافيين الغربيين من حمص.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية
جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان "سوريا لن
تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا في
هذا السياق بثلاث محاولات لاجلاء الجثامين
باءت بالفشل (..) لان المسلحين رفضوا
تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة".
وذكر ان "الجانب السوري خصص طائرة مروحية
لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا"، مضيفا "نحن
ملتزمون انسانيا ونريد تامين اجلائهم"،
مشددا على ان "التعطيل ليس من الجانب
السوري".
واصيبت الصحافية الفرنسية اديت بوفييه
والمصور البريطاني بول كونروي في قصف على
بابا عمرو في حمص في 22 شباط/فبراير ادى
ايضا الى مقتل الصحافية الاميركية ماري
كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.
ووصل كونروي الى لبنان الثلاثاء، واعلن
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
الاربعاء انه في سفارة بلاده في بيروت "في
امان".
ولم يعرف بعد مصير جثتي كولفن واوشليك،
ولا مكان وجود بوفييه وصحافيين اجانب
آخرين.
في نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات
المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول
المساعدة الانسانية الى المدن السورية
و"سيقول ان الحكومة هي سبب الازمة".
وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز
على الازمة الانسانية روسيا والصين
بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس
الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد
مشروعين سابقين.
وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في
اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة
العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي،
عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى
سوريا.
وقالت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية
الاربعاء ان وزير الخارجية الصيني ذكر
بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية
والمعارضين على حد سواء "بوقف اعمال العنف
فورا" من اجل "بدء حوار سياسي مفتوح".
في الكويت، اقر مجلس الامة الكويتي
الاربعاء باغلبية كبيرة توصية تدعو
الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني
السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري.
وصوت 44 عضوا لصالح التوصية غير الملزمة،
فيما صوت خمسة نواب ضد هذه التوصية.
في برلين، اعلن وزراء خارجية المانيا
وفرنسا وبولندا الاربعاء في ختام اجتماع
انهم لن يدخروا "اي جهد لكي نحيل على
القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق
الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه
جرائم ضد الانسانية"، بحسب ما جاء في "اعلان
حول سوريا" صدر عنهم.
في الاخبار الامنية الاخرى من سوريا، افاد
المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل طفل
(13 عاما) "اثر اطلاق رصاص عشوائي صباح
اليوم في حي العمال في مدينة دير الزور (شرق)،
وعن مقتل "شخص داخل المعتقل من قرية
المغارة في محافظة ادلب" (شمال غرب).
وذكر المرصد ان "قوات عسكرية ترافقها
اليات عسكرية مدرعة اقتحمت الاربعاء مدينة
الحراك في محافظة درعا (جنوب) وسط اطلاق
رصاص كثيف".
في ريف حماة "اقتحمت قوات عسكرية امنية
مشتركة بلدة حلفايا وبدات حملة مداهمات
واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل
مواطنين متوارين عن الانظار"، بحسب المصدر
نفسه.
في مدينة حلب (شمال)، افاد ناشطون عن خروج
تظاهرة طلابية في حي الصاخور، وتظاهرة في
حلب الجديدة ردد المشاركون فيها هتافات
مناهضة للنظام عمدت قوات الامن الى اطلاق
النار لتفريقها.
وفي جامعة حلب، خرج حوالى الفي طالب في
تظاهرات تضامنية مع المدن المحاصرة. وقال
فارس الحلبي العضو في تجمع الطلبة الاحرار
في الجامعة ان عناصر من الامن "اعتقلوا
اربعة من الطلاب المتظاهرين".
وفي دمشق، افاد المتحدث باسم اتحاد
تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي وكالة
فرانس برس بخروج تظاهرات في احياء الميدان
والحجر الاسود، اضافة الى تظاهرات طلابية
عقب انتهاء الدوام المدرسي في عدد من
مدارس كفرسوسة وفي معضمية الشام.
واضاف الشامي في اتصال من دمشق ان "تشييعا
كبيرا خرج في منطقة التل لجندي منشق وصل
الى اهله امس"، مشيرا الى "حملة مداهمات
واعتقالات كبيرة في حرستا ودوما (ريف دمشق)
وفي معضمية الشام التي خرجت فيها تظاهرة
طلابية".
وقتل اكثر من 7500 شخص في سوريا منذ بدء
الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار
الاسد في آذار/مارس 2011، بحسب الامم
المتحدة. |