|
|
|
|
الحديث عن مفاوضات مع سوريا مجرد خداع اسرائيلي وكسب للوقت
|
|
كثر
الحديث في الفترة القصيرة الماضية عن خطط
وتوجهات اسرائيلية لبدء مفاوضات جديدة مع
سوريا بدل المسار الفلسطيني الذي لا
يريدون له تحريكا او تقدما. وبالامس تحدثت
مصادر اسرائيلية عن خطة مفصلة سيعرضها
رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو على الرئيس
الاميركي وتتحدث عن انسحاب الى خطوط معينة
وتفكيك مستوطنات مقابل طلبات عديدة من
سوريا من بينها سير الرئيس السوري بشار
الاسد على خطى السادات وزيارته التاريخية
للقدس وخطابه الشهير امام الكنيست.
قبل ايام قليلة كان الرئيس الاسد نفسه
يتحدث عن نوايا اسرائيل التي قال انها لا
تريد السلام ابدا وان الوساطة التركية
لرعاية مفاوضات غير مباشرة لم تعد قائمة
او ممكنة بعد التوتر المتزايد بين تركيا
واسرائيل.
ثم ان الشروط الاسرائيلية لتحقيق مثل هذا
السلام تجعل امكانية التفاوض عليه او
تحقيقه اقرب الى المستحيل. لقد سبق ان
عرضت اسرائيل انسحابا شبه كامل من الجولان
على الرئيس حافظ الاسد مع احتفاظها
بالاجزاء الشاطئية عند بحيرة طبريا وكان
رد الاسد انه لن يفرط في شبر واحد من
الارض. ولا يوجد شخص واحد في الشرق الاوسط
يصدق ان اسرائيل جادة في حديثها المضلل عن
السلام مع سوريا، وان هدفها الوحيد من هذه
البالونات هو تضليل الرأي العام الدولي
والاميركي بصورة خاصة والقول انها تريد
السلام وتسعى اليه، ولتحجب الانظار كليا
او جزئيا عن السلام مع شعبنا الفلسطيني
والتعقيدات غير المتناهية التي تضعها
يوميا.
ان السلام الحقيقي يبدأ من ايجاد حل حقيقي
للقضية الفلسطينية باقامة الدولة على حدود
١٩٦٧ وعاصمتها القدس ودون ذلك لا يمكن
تحقيق اي سلام او استقرار في الشرق الاوسط.
لقد وقعت اسرائيل اتفاقيتي سلام مع مصر
والاردن، لكن عدم الاستقرار وغياب السلام
الحقيقي وزيادة التطرف وروح العداء
والكراهية، لا تزال هي الشيء المهيمن على
الوضع بصورة عامة.
لن تستطيع اسرائيل ان تقنع العالم بانها
تسعى للسلام وهي تتحدث عن مشاريع استيطان
واسعة جديدة بالقدس، وعن مساع وخطط
لاستئناف الاستيطان بشكل كامل ومعلن في كل
انحاء الضفة الغربية، وغير ذلك من
الممارسات المعروفة ضد الارض والناس وضد
الجغرافيا والتاريخ.
يجب ان تدرك اسرائيل اليوم ان العزلة
الدولية التي تعيشها ووقوف الرأي العام
الشعبي كله تقريبا والرسمي ولو جزئيا ضد
سياستها، لن يتغير او يتحول الا بتحقيق
السلام مع الفلسطينيين، ومن مظاهر هذه
العزلة اضطرار نتانياهو نفسه الى تخفيف
الحصار ايضا، للحديث عن خطة سلام موهومة
مع سوريا وهي ليست سوى مجرد خداع ومحاولة
لكسب الوقت وربما الاعتقاد بتخفيف الضغط. |
المصدر:صحيفة
القدس الفلسطينية
- أية اعادة نشر من دون
ذكر المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|