|
|
|
|
جاسوس «ألفا» يوفر لإسرائيل التلاعب ببيانات الشبكة
|
|
تردّدت
أصداء الانجاز الأمني المتمثل في اصطياد
عميل «الموساد» الموظف في شركة «الفا» (شربل
ق.)، لليوم الثاني على التوالي، بالتوازي
مع استنفار أمني لمواجهة هذا الانكشاف
الأمني الخطير، فيما لم يصدر أي موقف لا
عن الحكومة ولا عن المجلس النيابي ازاء
عنوان أمني بهذا الحجم، وهو الأمر الذي
حدا برئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب
وليد جنبلاط أن يضمّ صوته الى صوت الأمين
العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله
بالدعوة الى تعليق المشانق للعملاء
الموقوفين، الذين بلغ عددهم نحو 120
عميلاً، بينهم 56 عميلاً قيد المحاكمة
والبعض قيد التحقيق، فيما صدرت أحكام
قضائية بحق آخرين ابرزهم العميل محمود
رافع الذي صدر حكم بإعدامه لمشاركته في
جريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا.
وغداة توقيف شربل، تحولت وزارة الدفاع
وتحديداً مديرية المخابرات الى خلية نحل،
وقد صدر بيان رسمي بتوقيف شربل فيما نوّه
قائد الجيش العماد جان قهوجي بالانجاز
الذي حققته مديرية المخابرات داعياً
العسكريين الى اليقظة والحذر من أجل منع
العدو من تحقيق اختراقات في الجسم
اللبناني وبالتالي تهديد الأمن الوطني.
وسجل انعقاد سلسلة اجتماعات بين مديرية
المخابرات في الجيش اللبناني وكبار
المسؤولين في وزارة الاتصالات، ترافقت مع
استدعاء وزير الاتصالات شربل نحاس ممثلين
عن شركتي الهاتف الخلوي، وطلبه اليهم
توفير كل التسهيلات اللازمة التقنية
والفنية وكل ما من شأنه مساعدة التحقيق
القضائي والعسكري في هذه القضية التي تمس
الأمن الوطني وأمن كل مواطن لبناني.
وحسب التحقيقات الأولية، اعترف شربل ق.
بقيامه بزرع برمجيات وشرائح الكترونية
خاصة، زوّده بها الاسرائيلي، في محطات
الارسال العائدة للشركة المشغّلة («الفا»)،
بحيث تصبح إمكانية التلاعب في بيانات
الاتصال لأي من الخطوط، أكثر سهولة
بالنسبة إلى خبراء الاتصالات التابعين
للمخابرات الإسرائيلية.. إذ يمكن والحال
هذه، لخبراء العدو القيام بتعديل أي من
هذه البيانات لحظة قراءتها أو ورودها من
المحطات، وفقاً للشروط التي يضعها
المبرمج.
وحسب الخبراء، يمكن بفضل حصول خبراء العدو
على «مفاتيح الدخول» الخاصة بالبيانات
السرية للخطوط الهاتفية المستخدمة، تنفيذ
عمليات اتصالات وهمية، من أي خط موجود على
الشبكة، وإظهار وجود اتصالات قام بها
الرقم الأصلي، دون أن يكون حامل هذا الرقم
قام بذلك فعلاً.
وقد بيّنت معطيات التحقيقات الأولية أنّ
شربل سبق له أن شغل مناصب مهمة منذ تأسيس
شركة «الفا» («سيليس» سابقاً) في العام
1994، وكان يتولى لحظة توقيفه مسؤولية في
احد الأقسام الفنية الأساسية التابعة
للشركة (قسم البث الراديوي والإرسال ـ
Radio and Transmission)، ويدير فريقاً من
المهندسين المتخصصين.
وحسب الخبراء في عالم الاتصالات، يُعدّ
مجال عمل شربل، من المجالات الهامة جداً
للمخابرات الإسرائيلية على صعيد اختراق
منظومة الهاتف الخلوي واتاحة المجال
أمامها للتلاعب، بالمعطيات الفنية في
الشركة وخصوصاً القسم الذي يعمل فيه.
ويشير الخبراء الى أن شربل يستطيع من خلال
موقعه توفير الآتي:
أولاً، كشف الشبكة الخلوية العائدة للشركة
بالكامل امام الاسرائيلي، معلوماتياً
وفيزيائياً، من خلال المعطيات التي قدّمها
حول كل تفصيل فنّي ذي صلة بالشبكة، وقيامه
بتثبيت أجهزة ومعدات فنية على الشبكة،
تتيح لمخابرات العدو الحصول على بيانات
حركة الاتصالات، وتوفير القدرة لها لتنفيذ
عمليات تنصت واسعة ومركّزة على كل الخطوط
الهاتفية التابعة للشركة، والحصول على
ناتج كل حركة الاتصالات العائدة لهذه
الأرقام (الناتج الصوتي)، وخزنها لدى
الاسرائيلي.
ثانياً، تمكين العدو من تتبع ورصد الاشخاص
والاهداف التي يعمل عليها، بالاعتماد على
حركة الهاتف الخلوي.
ثالثاً، يوفر امكانية للعدو ليس للتنصت
على مستخدمي الهاتف الخلوي وتتبع تحركاتهم
وحسب، بل أنّه باستفادته من البيانات
والسجلات الفنية للهاتف الخلوي، التي كان
يتزوّد بها، عبر عميله في شركة الاتصالات،
وقيام هذا العميل بتحديث وتوفير هذه
البيانات لمشغليه الاسرائيليين بشكل دوري،
على مدى سنوات عمالته، من شأن ذلك كله،
تمكين العدو من السيطرة على حركة
الاتصالات في الشركة والتلاعب بها، بما
يخدم أهدافه ومخططاته.
رابعاً، يتضح أيضاً، أنّ أهم ما وفّره
«عميل الاتصالات»، لمشغليه الإسرائيليين،
هو «الكودات» والأرقام السرية الخاصة
بتشغيل ومراقبة، وصيانة محطات وخلايا
الاتصال المنتشرة في جميع المناطق
اللبنانية، فضلاً عن نطاق إشراف وتغطية
هذه المحطات، وكل ما يطرأ عليها من تحديث
أو تعديل. بالإضافة إلى الأرقام و«الكودات»،
الخاصة بكل هاتف خلوي، على شبكة «الفا».
ومن المتوقع أن تتركز التحقيقات اعتباراً
من اليوم مع شربل حول ما اذا كان وحده
يشكل شبكة أم أنه ينتمي الى شبكة مترابطة
تضم آخرين، أم ينتمي الى شبكة عنقودية غير
مترابطة.
من جهته، رفض وزير الاتصالات شربل نحاس
الدخول في تفاصيل الاتصالات التي تمت مع
قيادة الجيش، الا انه اكد ان هذا الموضوع
الخطير قيد المتابعة مع الجهات المعنية.
كما شدّد على التعاون معها بما يخدم
الوصول الى الحقائق. وقال لـ«السفير» إن
هذا الموضوع حساس، «ولنترك التحقيق يأخذ
مجراه».
جنبلاط لـ«السفير»:
أخشى اغتيالات جديدة
الى ذلك، برز موقف لافت للانتباه للنائب
وليد جنبلاط، دعا فيه الى التصدي لظاهرة
العملاء المزروعين في البلد. وقال
لـ«السفير» إن شبكات العملاء مزروعة اينما
كان، والبلد مكشوف أمنياً، والخوف من ان
تحصل عمليات اغتيالات جديدة تؤدي بالبلد
الى الكارثة.
واكد جنبلاط ان تلك الشبكات تستدعي
استنفاراً داخلياً شاملاً وعلى كل
المستويات «وقد آن الاوان للضرب بيد من
حديد وصولاً الى اعدام العملاء، فخلال
الحرب العالمية الثانية عانت بعض الدول
الاوروبية ومنها فرنسا من العملاء، وبعد
الحرب تم إعدام اكثر من عشرة آلاف عميل او
متعامل، بينما بعد تحرير الجنوب اللبناني
في العام 2000 لم تحصل أي ضربة كف بحق
العملاء، بل العكس تم إخضاعهم لمحاكمات
وأحكام مهذبة».
وقال جنبلاط «الآن وبعد التجربة التي
عشناها، والعملاء الذين ينبتون، اعتقد ان
الإعدام هو افضل رادع».
وقال جنبلاط لـ«السفير» ان الخروق
الاسرائيلية المتمادية للسيادة اللبنانية
«لم تتوقف كما الشبكات التجسسية والدخول
الاسرائيلي الى عمق النسيج اللبناني، وكل
ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة. وفي
موازاة تلك المخاطر، تبقى المقاومة هي
الاحتياط الاستراتيجي للدفاع عن لبنان،
ولذلك يجب أن تتوقف نظريات الاستعجال
والإلحــاح في موضوع السلاح، فهذا أمر
خطــير يخدم شعار التحييد المرفــوض. وقال
إن المقاومة هي سلاح احتــياطي، ويجب أن
يستفيد منها العرب والمسلمون لأننا ما
زلنا في بداية الطريق». |
المصدر:صحيفة
السفير اللبنانية - أية اعادة نشر من دون
ذكر المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|