|
|
|
|
يحدث في الجامعة الافتراضية السورية ..!! امتحانات تتأجل والنتائج تستغرق أشهراً
والطلاب يشكون تخلف الأنظمة التقنية
|
|
كاد
امتحان أحدى المواد التي يقدمها فادي في
الجامعة الافتراضية السورية أن يودي
بمستقبله الوظيفي فقد عجل بالقدوم إلى
سورية وأخذ إجازة من عمله في إحدى شركات
دول الخليج لتتزامن مع موعد تقديم
امتحاناته غير أنه فوجىء بأن الامتحان
تأجل لسبع مرات متلاحقة فاضطر لتمديد
الإجازة وحجوزات الطيران أكثر من مرة ووقع
في الإرباك والحيرة وخسر نحو 2000 دولار
جراء هذه التعديلات في الحجوزات وتلقى
إنذاراً بالفصل من عمله لطول مدة غيابه.
التجربة القاسية التي مر بها فادي جعلته
يفكر بالانسحاب أكثر من مرة لكن حلم
التحصيل العلمي لتطوير امكاناته والمبالغ
التي دفعها من أجل تحقيق هذا الحلم جعله
يكمل ما بدأه على مضض.
على الطرف الآخر تماماً حيث التجربة لا
تزال جديدة ولم تنضج بما فيه الكفاية يقول
أحد الأساتذة المشرفين في الجامعة
الافتراضية (لدينا أخطاء ولكن تجربتنا
جديدة ... إنها الأولى في المنطقة لم
يعلمنا أحد بل تعلمنا من تجربتنا الخاصة
لذلك كان من الطبيعي أن نقع في الأخطاء..
نعلم أن هناك نواقص كثيرة وأن همنا التقني
موجع لكننا نحاول أن نكسب شرف المحاولة
الأولى وغايتنا نبيلة).
لا نستطيع سوى أن نسجل الاحترام للمحاولة
وللاجتهادات الصادقة وإن أدت إلى أخطاء
... ولكننا ننبش في التفاصيل لأننا نحرص
على أن تبقى الغاية نبيلة وأن يكون الطريق
المؤدي إليها في الوقت ذاته منصفاً
وعادلاً للجميع ويحافظ على الصورة الجميلة
التي رسمت للجامعة الافتراضية السورية منذ
أن كانت فكرة صلحاً وحتى أصبحت أمراً
واقعاً.
ونحن نعلم أننا لا نستطيع بعد سنوات من
التجربة الحديثة العهد حتى على الصعيد
العالمي أن نحاكمها بمعايير الجامعات
التقليدية لأن في ذلك ظلم وتجن غير أننا
نتوقع من القائمين عليها أن يركزوا جل
اهتمامهم وجهدهم لدفعها ولو خطوة نحو
الأمام ولا يقبلوا أبداً بأن تراوح في
مكانها أو حتى تشهد تراجعاً في الأداء
فالحماس يأخذنا في البداية لنقدم أفضل ما
لدينا.. وعندما يبرد الحماس يظهر لنا
بوضوح على أي شيء تستند مشاريعنا الكبيرة،
وتبقى تقاليد العمل المؤسساتي والأسس
المتينة التي بنيت عليها قصور الأحلام..
فهل وصلنا إلى مرحلة يمكن أن نقول فيها أن
جامعتنا الافتراضية التي تحمل اسم (سورية)
وتقدم صورة عن المستوى التعليمي
والأكاديمي الذي وصلت إليه تقف فعلاً على
أرضية صلبة؟ وهل ستتمكن من المنافسة إذا
ما صدقت الإشاعات حول قرب افتتاح جامعات
أخرى مماثلة في دول مجاورة مشهود لها
بتوفر أفضل التقانات وأحدثها؟!.
(مواجع الطلاب)
الحكاية تبدأ دائماً من عند الطلاب فهم
الذين يعايشون يومياً وبشكل حقيقي ما يحدث
داخل الجامعة وهم الذين نعول عليهم كمنتج
نهائي نحكم من خلاله على جودة الخدمات
التعليمية والتعلمية التي تقدمها لهم
الجامعة الافتراضية السورية، والطلاب
يشتكون من قرارات تتخذها الإدارة تجعلهم
يعيشون هواجس قلق على مستقبلهم الدراسي
ففي 11/2/2009 صدر قرار بإلغاء الامتحان
النصفي لطلاب بكالوريوس تكنلوجيا
المعلومات وكان السبب الذي أطلعهم عليه
أحد المدرسين هو انشغال مركز النفاذ خلال
العام بالمحاضرات ... وبذلك ازداد الضغط
على المدرس لإعطاء المنهاج بالوقت المضغوط
وازداد العبء الدراسي على الطالب وانخفضت
مدة الفصل الدراسي وهناك امتحانات كثيرة
تأجلت بسبب الأعطال التقنية ويتسبب هذا
التأجيل في إرباكات إدارية لأن مواعيد
التسجيل في بعض البرامج تسبق مواعيد
الامتحانات بعد أن تأجلت لأكثر من مرة
ويصبح من الصعب على الطالب الذي يسجل أن
يعرف المواد التي نجح بها.
ويرى بعض الطلاب أن مشكلة الجامعة
الافتراضية الأساسية بأن القائمين عليها
يتعاملون مع الجامعة كما يتم التعامل مع
أي جامعة تقليدية فقد وجدوا تناقضاً
كبيراً بين المادة التمهيدية التي تقدم
لهم (المدخل إلى التعليم الافتراضي)
للدخول إلى أجواء الجامعة الافتراضية وبين
ما يطبق فهناك أساتذة يطلبون من الطلاب
الحضور إلى الجامعة لمناقشة الوظيفة؟ كما
بحثت إدارة الجامعة اقتراحاً لوضع أسئلة
مقالية بهدف إثبات جدارة الطالب رغم ما في
هذه الأسئلة من إشكاليات تفتح المجال
واسعاً أمام الأخطاء البشرية بكل أنواعها
مع أنه بالإمكان إبقاء الأسئلة مؤتمتة
ورفع مستواها في الوقت نفسه وفي
الامتحانات كان للطلاب معاناة من نوع
مختلف فهم يعانون الأمرين -حسب قولهم- حتى
يستقر البرنامج وبعد أن يصل إلى الطالب
عبر الإيميل يؤجل لأكثر من مرة وأحياناً
دون إخطار الطلاب بذلك مما يتسبب بالكثير
من الإشكالات للطلاب الذين يدرسون في
الخارج ويتكبدون خسائر مادية أحياناً بسبب
تغيير الحجوزات لأكثر من مرة والمشكلة
الأخرى أن الطالب يقدم الامتحان ويأخذ
النتيجة دون أن يكون هناك سلم لتصحيح
العلامات يعرف على أساسه لماذا استحق هذه
العلامة وأين خسر علاماته؟
نظام تخطاه الزمن
آخرون أشاروا إلى مواضع خلل تقنية فنظام
التعليم الالكتروني (LMS ) المستخدم في
الجامعة قديم جداً وهو يدعم متصفح أنترنت
قديم وسيىء ومليء بالثغرات فيصبح جهاز
الكمبيوتر عرضة لهجمات القراصنة والتخريب
ولا يعمل النظام إلا على ويندوز إكس بي
رغم أن مايكروسوفت (الشركة المنتجة) نفسها
أوقفت دعمها لهذا البرنامج ويضيفون أن
الموقع بطيء ولا يتحمل الضغط فحتى لو وصلك
إيميل من المدرس حجمه يزيد عن الواحد ميغا
لن تتمكن (الأوتلوك) من سحبه بل سيحتاج
لاستخدام (الويب ميل).
ويشير الطلاب أيضاً إلى مسألة عدم التوافق
بين هذا النظام ومتطلبات الدراسة فبعض
المواد تحتاج إلى برامج وتطبيقات حديثة
مثل (visual studio2008) وهذه التطبيقات
لا تعمل مع ويندوز إكس بي لذلك يضطر بعض
الطلاب أحياناً لشراء كمبيوترين أحدهما
لتحميل التطبيقات التي يحتاجونها والآخر
لمراجعة المحاضرات والاستماع إليها وبسبب
البطء في الموقع تصبح مدة الامتحان غير
كافية للإجابة عن الأسئلة، ففي أغلب
المراكز يهدر من 20 -30 ثانية عند تحميل
كل سؤال وهذا لا يؤخذ بالحسبان عندما يتم
وضع الأسئلة فالأستاذ يعتقد أن 50 سؤالاً
تكفيها ساعة للإجابة عليها وينسى أن
الطالب يهدر نصف ساعة من الامتحان في
تحميل الأسئلة.
هذه الإشكالات جعلت عدداً من الطلاب
يعلنون انسحابهم من الجامعة فهل سيؤثر ذلك
على صورة الجامعة وعلى أعداد الطلاب
المقبلين على التسجيل فيها، الدكتور خليل
العجمي مدير برنامج بكالوريوس تكنلوجيا
المعلومات يرى أن المسألة التقنية ليست
عاملاً حاسماً في إقبال أو عدم إقبال
الطلاب بل تطرح مشاكل من نمط إدارة الطلاب
لكن التجربة جديدة.. تجربة مؤسسة تعتمد
100٪ على الأتمتة في أعمالها وأحياناً
نضطر للعودة للوثائق الورقية احتراماً
للقوانين السورية التي لا تعترف بالوثيقة
الالكترونية ويسوق مثالاً على ذلك منظومة
الامتحانات فهي كلها مؤتمتة لكننا نتأخر
لأننا نضطر احتراماً للقوانين والأنظمة أن
لا نعلن النتيجة قبل أن تكون مثبتة ورقياً
ويضيف أن جزءاً من الإجراءات الطويلة هو
بسبب الروتين ونحن مضطرون لاعتماد
المنظومة الورقية لحين اعتماد المنظومة
الالكترونية ونتأمل مع صدور قوانين
التوقيع الالكتروني أن نلغي الإجراء
الورقي الذي قد يستغرق شهراً أو أحياناً
يتأخر وتظهر مشاكل في التدقيق.
احتراماً للوثائق الورقية
ويعترف الدكتور عجمي بوجود بعض الاشكالات
التقنية فقد تحدث أخطاء في بعض المراكز
تدعو لتأجيل الامتحان، وأحياناً تحدث ظروف
خارجة عن ارادتنا كانقطاع الكهرباء وليس
هناك إمكانية لتأمين مولدات لكافة المراكز
فمراكز النفاذ في المحافظات قد تكون ضمن
جامعة أخرى أو تابعة للشبيبة (موضع
تساؤل؟)
وحول قدم بعض البرامج التي تعمل عليها
الجامعة يقول الدكتور عجمي (لدينا أنظمة
تعمل على ويندوز (2000) ولا يمكن تقنياً
الانتقال إلى 2003 بهذه البساطة لأننا
نتعامل مع منظومات حساسة وهذا يأخذ وقتاً
كي لا تحدث أخطاء..
نحن مؤسسة، ولا يمكن أن نحدث أنظمتنا
بالسرعة نفسها التي يحدث بها الطلاب
أجهزتهم المحمولة،ويؤكد أن عدم التوافقية
التي تحدث في بعض الأحيان لا تمس جوانب
حساسة ولا تؤثر على دراسة الطلاب ويلخص
الدكتور عجمي المشكلة بأن التعليم
الافتراضي لا يزال موضع تساؤل (من كثير من
الناس، ونحن نحاول أن نثبت أنه يمكن أن
نؤهل طلاباً بمستوى جيد عبر التعليم
الافتراضي في الاختصاصات التي لا تحتاج
إلى مخابر محسوسة ويوضح أن هناك توجهاً
عالمياً اليوم باتجاه التعليم الممزوج بين
التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي أما
الافتراضي الكامل فهو تجربة حديثة العهد
ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أيضاً.
التجربة الوحيدة غير موفقة
لكن الجامعة الافتراضية لم تحدث فقط
لتقديم خدمة تعليمية للطلاب افتراضياً
وتأهيلهم للحصول على شهادات علمية وإجازات
فحسب بل ارتبطت أكثر بضرورة التأهيل
المستمر وظهرت كإحدى وسائل التعلم مدى
الحياة غير أن هذا الجانب بقي مهمشاً
قليلاً في حين أخذت العملية التعليمية وفق
برامج أخرى الحيز الأكبر.. تجربة وحيدة
أجرتها الجامعة الافتراضية السورية مع
وزارة التربية لتأهيل المدرسين للحصول
(على دبلوم التأهيل التربوي (افتراضياً)
لكنها لم تكن موفقة واشتكى الطلاب
(المدرسون) من أوجاع مماثلة لطلاب
الافتراضية الاعتياديين من قبيل تأخير
النتائج لأكثر من ستة أشهر في بعض المواد
وتأجيل الامتحانات حتى أن بعض الأسماء
سقطت سهواً من قائمة النتائج ولم يعرف
أصحابها مصير موادهم حتى اليوم.
مدير الجامعة الافتراضية السورية الدكتور
(رياض الداوودي) بدا متفائلاً رغم هذه
المنغصات والاشكالات كلها وتوقع أن تحل
العديد من هذه الأمور العالقة خلال أشهر،
ويقول الدكتور الداوودي (ثماني سنوات فترة
قصيرة وغير كافية للحكم على تجربة الجامعة
الافتراضية السورية فطموح الجامعة أن توصل
للطلاب السوريين والعرب المناهج التي تدرس
في الجامعات الأجنبية عبر الأنترنت وتقديم
الدعم الفني والأكاديمي عبر أستاذ شرف سبق
أن درس في هذه الجامعات لكي يتجاوزوا
الفجوة في منهج العمل في مدارسنا ونظامنا
التعليمي، ونظام التعليم الأجنبي، وكانت
لنا اتصالات واتفاقيات مع جامعات أمريكية
وبريطانية لكننا واجهنا صعوبات في الكلفة
العالية لنفقات الدراسة في هذه الجامعات
إضافة إلى شرط توفر مستوى عالٍ للغة
الأجنبية لذلك كان الإقبال على الدراسة في
الجامعات الأجنبية ضعيفاً ثم جاءت فترة
التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة
وهذا جمد التعاون مع بعض الجامعات ولتلافي
ذلك أعددنا مناهجنا الخاصة مستفيدين من
المرونة التي تتحلى وتختص بها الجامعة
الافتراضية بسبب هذا النمط من التعليم
وحرصنا على أن تكون مواكبة لآخر التطورات
في ميادين العلوم إضافةً إلى أننا نفرض
على الجهات التي تقدم لنا هذه المناهج
وتحملها الكترونياً أن تطورها خلال فترة
التعاقد المحددة بخمس سنوات.
قصة نجاح
ويعرض الداوودي للاختصاصات التي تقدمها
الجامعة: (هناك 4 إجازات في تكنلوجيا
المعلومات والهندسة المعلوماتية باختصاصات
متعددة وإجازة في الحقوق وإجازة في
الاقتصاد وشهادة معهد متوسط (تطبيقات
المعلوماتية في إدارة الأعمال) بالتعاون
مع جامعة (إيريكسل) البريطانية تتيح
للحاصلين عليها إتمام دراستهم بالجامعات
البريطانية إضافةً إلى أربع درجات من
الماجستير في علوم الويب، وماجستير في
التقانة، وآخر في إدارة الجودة، وماجستير
في إدارة الأعمال ولدينا برنامج قيد
الإعداد لإجازة في الإعلام والاتصالات.
ويضيف الدكتور الداوودي (هناك برنامج طموح
لتدريس اللغة العربية للجاليات العربية في
الخارج ينال اهتماماً خاصاً من الدكتورة
نجاح العطار، وقد تشكلت لذلك لجنة من
المختصين لإعداد برنامج دبلوم في الحضارة
العربية (لغة وحضارة)، ويعتبر الدكتور
الداوودي موضوع التعلم مدى الحياة أحد أهم
أهداف الجامعة لترميم معلومات الخريجين
وتجديدها بما يتلاءم مع خبراتهم واطلاع
الخريجين على متطلبات سوق العمل إضافةً
إلى ندرة استطلاع آراء المؤسسات وأسواق
العمل حول مستوى جودة خريجي الجامعة
الافتراضية السورية.
وأخيراً
لا نتوقع الحلول السريعة ولا نؤمن بالعصا
السحرية لكننا فقط ننبه إلى مواضع
الوجع... ونضع يدنا على الجرح.. حرصاً على
أن تكون صورة الجامعة الافتراضية التي
تحمل اسم سورية أمام دول المنطقة في
المكان الذي تستحقه. |
المصدر:صحيفة
البعث السورية - أية اعادة نشر من دون
ذكر المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|