ارسل الجيش السوري الثلاثاء دباباته
الى قرية جديدة في محافظة ادلب التي تشهد
تظاهرات وذلك غداة اجتماع غير مسبوق
لمعارضين في دمشق انتقده معارضون في
الخارج ورحبت به واشنطن وباريس.
ودخلت عشرات الدبابات والمدرعات التابعة
للجيش السوري الثلاثاء الى قرية الرامي في
محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اكد رئيس
المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد
الرحمن لوكالة فرانس برس.
وبحسب ناشطين اخرين مناهضين للنظام، فان
قوات الجيش اطلقت النيران والقنابل
المضيئة، وسمع اطلاق نار من قرية ارم
الجوز المجاورة. وكان الجيش دخل عددا من
بلدات محافظة ادلب لقمع تظاهرات احتجاج.
والجيش المدعوم بدبابات ومدرعات دخل قرية
الرامي القريبة من الطريق السريع المؤدي
الى حلب، ثاني اكبر المدن في سوريا والقلب
الاقتصادي للبلاد، كما اوضح عبد الرحمن في
اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من
نيقوسيا.
والتظاهرات المناهضة للنظام في حلب لا
تزال حتى اليوم محدودة.
وكان الجيش دخل الى بلدات عدة في محافظة
ادلب لقمع تظاهرات احتجاج.
والجمعة تظاهر عشرة الاف شخص في منطقة
ادلب بحسب عبد الرحمن الذي اوضح ان اكثر
من الفي شخص ساروا في تظاهرة ليل الاثنين
الثلاثاء.
وتحدث الناشط عن توقيفات في هذه المدينة
وكذلك في دمشق وفي قرية الناجية الحدودية
مع تركيا.
والاحد، وسع الجيش هجومه في جنوب سوريا
عبر الدخول الى القصير القريبة من لبنان
دافعا بمئات الاشخاص الى اللجوء الى
الجانب الاخر من الحدود.
ومنذ بدء حركة الاحتجاج، يتحدث النظام
الذي لا يعترف علنا بحجم الاحتجاج، عن
وجود "ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى"
لتبرير تدخل الجيش.
وقتل 1342 مدنيا و343 شرطيا وجنديا منذ
بدء حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس بحسب
اخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وتاتي هذه العملية العسكرية الجديدة غداة
اجتماع غير مسبوق في دمشق لنحو مئة معارض
دعوا الى استمرار "الانتفاضة السلمية" حتى
بسط الديموقراطية في سوريا التي يحكمها
حزب البعث منذ حوالى النصف قرن.
وابدى الحقوقي والناشط السوري انور البني
الذي خرج قبل فترة من السجن، تفاؤلا. وقال
ان "المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين، حق
جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن بشكل
مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان
يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة مهما كانت
هذه الاراء مناهضة للسلطة ودون ان يتم
اعتقالهم او تهديدهم".
لكن الناشطين الذين اطلقوا في 15 اذار/مارس
ثورة ضد النظام، انتقدوا اجتماع دمشق، في
بيان على موقع فيسبوك، معتبرين انه عقد
"تحت مظلة النظام" المستبد وتساءلوا عن
جدوى تلميع صورته.
ورأى آخرون في المؤتمر "دليلا على تراجع
النظام عن ثوابته التي تعتمد على خنق كل
صوت معارض"، مشيرين الى ان "النظام اهتز".
في المقابل، اعتبرت الخارجية الاميركية ان
الاجتماع يشكل "خطوة في الاتجاه الصحيح"
من جانب النظام، ولو ان "المطلوب القيام
بالمزيد".
وقالت الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان
باريس تعتبر اجتماع معارضين ومثقفين
مؤيدين للديموقراطية الاثنين في دمشق
"ايجابيا"، وتامل ان يشكل نقطة انطلاق
لحوار وطني يفتح المجال امام حل الازمة
السورية.
واثر الاجتماع، نظم الناشطون من اجل
الديموقراطية في سوريا، بضع تظاهرات ليل
الاثنين الثلاثاء، ودعوا الى اسقاط نظام
الرئيس بشار الاسد الذي تابع من جهته
عمليات اعتقال المتظاهرين، كما ذكر المرصد
السوري لحقوق الانسان.
دوليا، طلب معارضون سوريون من روسيا الضغط
على دمشق لوقف اعمال القمع وذلك خلال لقاء
في موسكو مع مسؤول روسي كبير، كما اعلن
احدهم رضوان زيادة خلال مؤتمر صحافي.
وروسيا الحليف التقليدي للنظام السوري،
اوقفت حتى الان في مجلس الامن الدولي كل
مشروع قرار يدعو الى ادانة القمع في
سوريا، معتبرة خصوصا ان مثل هذا النص يمكن
ان يؤدي الى تدخل عسكري غربي كما حصل في
ليبيا.
وفي لندن، استدعي السفير السوري الثلاثاء
الى وزارة الخارجية لتوضيح "حالات ترهيب
من جانب دبلوماسي لسوريين مقيمين في
بريطانيا اوردتها الصحافة"، على ما اعلنت
وزارة الخارجية البريطانية. |