أكد السفير الصيني في بيروت وو تسيشيان
أن بلاده ستستخدم حق النقض ("الفيتو") ضد
أي قرار عقوبات يستهدف دمشق، مشيراً إلى
إعلان صيني روسي مشترك وقعه الرئيس الصيني
هو جينتاو مع نظيره ديميتري ميدفيديف
الاسبوع الماضي اثناء زيارته إلى موسكو،
ومعرباً عن اعتقاده بأن موسكو ستلتزم بهذا
الإعلان المشترك، وقال أن "الصين وروسيا
هما على الموجة ذاتها، أي متشبثتان بمبدأ
عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا".
السفير وو وفي حديث أجرته معه صحيفة "السفير"
قال: "تربطنا علاقات جيدة مع سوريا، وقد
قام نائب وزير الخارجية السوري (فيصل
المقداد) قبل أسبوعين بزيارة جيدة للصين،
وبما أن سياستنا الخارجية مرتكزة على
السلام والتنمية، فنحن ننظر بعين القلق
إلى ما يجري في دول المنطقة، ولدينا ثابتة
مهمة تتمثل بعدم التدخل في الشؤون
الداخلية لأي دولة، كما أننا نعارض تدخّل
أي دولة في شؤوننا الداخلية".
وأوضح أن الاعلان المشترك الصيني الروسي "يتعلق
بالملفات العالمية الكبرى"، لافتاً إلى أن
"ثمة مقطع في هذا الإعلان يتطرق إلى الوضع
في هذه المنطقة ورد فيه بأن الطرفين
يعتبران أن الوضع في البلدان المعنية في
الشرق الأوسط وإفريقيا الشرقية والشمالية
يجب إدارته في الإطار القانوني وعن طريق
الحوار السياسي، وبهذه الذهنية يمكننا
التوصل إلى حلول".
وأضاف: "ينبغي إعادة الاستقرار والنظام
الاجتماعي بسرعة ويجب الدفع نحو الحوار
الوطني الهادف إلى تقوية الديمقراطية
والتنمية الاقتصادية في البلد، ونحن نطالب
الأفرقاء كافة بحلّ مشاكلهم بالطرق
السلمية، وينبغي على المجتمع الدولي تقديم
المساعدات البناءة من أجل مساعدة البلدان
على ترميم الاستقرار بسرعة وتجنب تدهور
الأوضاع وتعقيدها، ولا يجب على القوى
الخارجية التدخل في الشؤون الداخلية
والمسار الداخلي بهدف حل المشكلات"، مشدداً
على أن "هذا الإعلان المشترك يعبر بوضوح
عن موقف البلدين".
وحول ما إذا كانت بكين ستتصدى في مجلس
الامن لأي مواقف من سوريا، قال وو: "سبق
وحصلت محاولات متكررة من قبل بعض البلدان
التي أرادت تمرير قرار دولي في الأمم
المتحدة، وكانت الصين في كل مرة تبرز
موقفها بوضوح تام وبحزم شديد والمتمثل
بأنها ضدّ أي محاولة أجنبية للتدخل في
الشؤون الداخلية للبلدان"، داعياً إلى "ترك
المجال للبلدان لإيجاد الحلول المتكيفة مع
أوضاعها الداخلية". وأضاف: "لقد عبرنا عن
هذا الموقف صراحة لجميع الزملاء في
نيويورك، ومنهم من كان يحاول تمرير قرارات
ضد سوريا"، مشيراً إلى أن "هذه قرارات إذا
اتخذت، لن تساعد البتة في حل المشكلة،
بالعكس سوف تزيد الوضع تأزماً".
ورداً على سؤال حول التناقض الصيني في
التعاطي مع ليبيا ومع سوريا، أجاب السفير
الصيني: "هذا ليس تناقضاً، فنحن لا نتدخل
في الشؤون الداخلية للبلدان حتى في الحالة
الليبية، لدينا اليوم اتصالات مع الحكومة
الليبية ومع الجهة الإنتقالية المتمثلة
بالمجلس الوطني الموجود في بنغازي، وذلك
بهدف تسهيل الحوار بين الطرفين". وأضاف: "وفي
الحالة الليبية تقوم الصين بتشجيع الحوار
بين الحكومة والمجلس الانتقالي عوض الغرق
في العنف، وفي الوقت عينه، نحن ندين
التفسيرات البائدة لقرار مجلس الأمن
الدولي بشأن ليبيا، وما نراه اليوم أعمال
عسكرية تسبب أذى كبيراً جداً وغير مبرّر،
ويزيد الوضع تأزماً".
وختم السفير الصيني حديثه بالقول: أن "للانتفاضات
العربية انعكاساتها الأكيدة على العلاقات
(الصينية) مع العالم العربي"، وأضاف: "إن
سياستنا الخارجية التي تحكم علاقتنا مع
دول العالم أجمع ومن ضمنها العالم العربي،
ترتكز على أمرين أساسيين: السلام والتنمية"،
موضحاً أنه "بالنسبة إلى السلام، فالصين
تدعم كل ما من شأنه نشر السلام وتوطيده في
المنطقة، وتدعم الوسائل السلمية في إدارة
الأزمات في البلدان، أما بالنسبة للتنمية،
فنحن نريد الشراكة مع جميع الدول العربية،
لذا نقيم مشاريع عديدة مع هذه البلدان". |