اعتبرت صحيفة الـ "فورين بوليسي" ان
سوريا واحدة من أصعب الدول لإجراء استطلاعٍ
للرأي، لكن فريق كبير احصائي كبير تمكن من
القيام بالمهمة التي تشكل نتائجها "خبراً
غير سار" للرئيس السوري بشار الأسد.
كشف استطلاع أميركي، أن ثقة السوريين
بقدرة نظام الرئيس بشار الأسد على حل
الأزمة الراهنة آخذة في التراجع، مقابل
تفاؤل شعبي كبير إزاء المستقبل والتغيرات
التي ستحدث في سوريا.
وأظهر الاستطلاع، الذي نفذته "جامعة
بيبردين" بالتعاون مع "المجلس الديمقراطي
لكاليفورنيا"، أن ثمانية من بين كل عشرة
سوريين أبدوا رغبتهم في سقوط نظام الأسد،
فيما أعرب أكثر من سبعة من كل عشرة، عن
تفاؤلهم بأن الإصلاح آت، على خلفية مد "الربيع
العربي" الذي يجتاح بعض دول المنطقة.
كما أظهر الاستطلاع، تراجعاً في ثقة الشعب
بنظام الأسد وحكومته ككل، إذ اعتبر أكثر
من 86 في المئة من المستطلعين أن أداء
الأسد غير مجدي ولا يحوز على رضاهم، في
حين رأى 88.2 في المئة، أن الحكومة
الراهنة لا تملك القدرة على حل أزمة
البلاد.
كما وجد أن 71.1 في المئة من المستطلعين
كانت لهم آراء إيجابية بشأن المحتجين،
مقابل 5.5 في المئة، وأعرب 88 في المئة عن
اعتقادهم بأن أغلبية الشعب تشارك المحتجين
مخاوفهم ومطالبهم.
ووجد الاستطلاع أن 11.5 في المئة من
المستطلعين فقط يرغبون في بقاء النظام
الحالي وإجراء إصلاحات، في حين أعرب 87.9
في المئة عن اعتقادهم بأن الإصلاحات لن
ترضي المتظاهرين، مقابل 81.7 في المئة
أعربوا عن رغبتهم في زوال النظام.
ونقلت صحيفة الـ "فورين بوليسي" عن أنجيلا
هوكين، من جامعة "بيبردين" إن الاستطلاع،
الذي أجري سراً بمقابلات شخصية باللغة
العربية، وشمل 551 سورياً تجاوزت أعمارهم
سن 18 عاماً، أجري خلال الفترة ما بين 24
أغسطس إلى الثاني من سبتمبر الجاري.
وأوضحت هوكين أن الوضع الأمني المتوتر في
سورية، إضافة إلى حقيقة تنفيذ الاستطلاع
بالخفاء من دون تصريح من الحكومة السورية
مثل تحدياً لوجيستياً للفريق الميداني
الذي قام بجمع البيانات.
وتطرقت إلى بعض العوامل التي ربما ساهمت
في تحريف محتمل للنتائج، منها صعوبة إجراء
مقابلات مع النساء، اللاتي لم يبدين
تجاوباً مثل الذكور، في المشاركة
بالاستطلاع، كما أنهن كن أقل انتقاداً
للحكومة.
وأضافت "من وافق على الإشتراك في
الاستطلاع من دون موافقة الحكومة، هم على
الأرجح الأكثر رغبة في إبداء مشاعر معادية
للحكومة عن من رفضوا المشاركة".
من جانبه، قال رئيس "المجلس الديمقراطي"
جيمس برينس، إن "الشعب السوري فقد الثقة
في نظام الأسد، ويرفض العيش تحت ظل دولة
الأمن البعثية، كما هو الحال بدول الإقليم
الأخرى، السوريون ضاقوا ذرعاً بالفساد
وانعدام الفرص ويبحثون عن بدائل للأسد".
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن "استطلاعات
الرأي العام هي آخر وسيلة للناس لتجاوز
الأنظمة القمعية في بلادهم ليكون صوتهم
مسموعاً. إنه عالم جديد شجاع". |