كثفت قوات الأمن السورية الأربعاء
حملتها القمعية وبحثها عن الناشطين
المطالبين بالديمقراطية والمنشقين عن
الجيش ، مما أسفر عن سقوط المزيد من
الضحايا في مدينة الرستن بمحافظة حمص.
وقال ناشط
على الحدود الشمالية اللبنانية مع سورية
لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مساء
يوم امس
الأربعاء إن ناشطين آخرين نقلوا سوريين
أصيبا بجروح في مواجهات بمنطقة القصير في
حمص إلى الأراضي اللبنانية. وأوضح الناشط
، الذين رفض الكشف عن تفاصيل بشأن كيفية
دخول المصابين إلى الأراضي اللبنانية رغم
الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها
الجيش السوري على الحدود ، أن الجريحين من
المنشقين عن الجيش ، وإصاباتهما خطيرة.
من ناحية أخرى ، واصل الجيش السوري قصفه
ومداهماته للمنازل في مدينة الرستن.
وقال ناشط من مدينة الرستن ، ويقيم في
لبنان ، لـ(د.ب.أ) إن الجيش لا يزال يواصل
قصفه لكافة أنحاء الرستن بالدبابات
والمروحيات مع حلول الظلام.
وأضاف أنه تم إضرام النيران في عدد من
المنازل ، فضلا عن مقتل وإصابة عشرات
الأشخاص.
ولفت إلى أن حصيلة الضحايا وصلت حتى الآن
إلى عشرة قتلى ، معظمهم من المنشقين عن
الجيش ، وأكثر من 40 مصابا.
وذكر أن بعض الجرحى يحتضرون في منازلهم
نظرا لأنهم غير قادرين على الذهاب
للمستشفيات التي تنتشر فيها قوات الأمن ،
دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وأشار الناشط إلى أن الرستن ، مسقط رأس
وزير الدفاع السوري الأسبق الشهير مصطفى
طلاس ، تشهد اشتباكا بين قوات الجيش
السوري وبعض المنشقين عنه لأول مرة منذ
اندلاع المظاهرات المناوئة لنظام الرئيس
السوري بشار الأسد.
وقال الناشط لـ(د.ب.أ) إن المنشقين الذين
شكلوا "الجيش السوري الحر" يقاتلون قوات
النظام بشجاعة كبيرة في الرستن ، على حد
تعبيره.
ويذكر أنه منذ بدء الاضطرابات في البلاد
في منتصف آذار/مارس الماضي ، تنفي السلطات
السورية حدوث أي انشقاقات في صفوف الجيش ،
محملة ما أسمته بـ"القوى الخارجية"
و"العصابات المسلحة" المسؤولية عن
الاضطرابات التي تجتاح البلاد.
وأوضح الناشط ، الذي طلب عدم الكشف عن
هويته ، أن الانشقاقات في صفوف الجيش
السوري تزداد يوما بعد يوم ، غير أن
النظام لا يزال يعيش كذبة كبرى ، معتقدا
أن بإمكانه إخماد هذه الانتفاضة باستخدام
الدبابات والمروحيات ، على حد قوله.
ويذكر أنه منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة
للنظام في سورية ، تشهد حمص والمناطق
المحيطة بها خروج مظاهرات إلى الشوارع ضد
الأسد ، رغم الإجراءات القمعية القاسية
التي تتخذها قوات الأمن السورية وأودت
بحياة 2700 شخص ، وفقا لتقديرات الأمم
المتحدة.
واغتيل العديد من الأطباء وأساتذة
الجامعات في حمص خلال الأسابيع القليلة
الماضية ، علي يد من وصفتهم السلطات
السورية بأنهم "إرهابيون".
من ناحية أخرى ، أعلن التلفزيون الرسمي
السوري اليوم الأربعاء اغتيال أوس عبد
الكريم خليل ، الأستاذ المتخصص في الهندسة
النووية بجامعة دمشق ، على يد "مجهولين"
في حمص.
وقال ناشط في دمشق لـ(د.ب.أ) عبر الهاتف
إنه يعتقد أن الحكومة السورية تعرف بالضبط
قتلة الأستاذ الجامعي وقتلة الأشخاص
الآخرين الذين لقوا حتفهم في الأسابيع
الماضية بحمص.
تقول السلطات السورية إن "جماعات إرهابية
مسلحة" قتلت 700 من قوات الأمن منذ اندلاع
الاضطرابات في البلاد.
كانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية
بحقوق الإنسان طالبت الأمم المتحدة في وقت
سابق اليوم الأربعاء بإجراء تحقيق حول دور
النظام السوري في مقتل الشابة زينب الحصني
في محافظة حمص.
ويعتقد أن عناصر الأمن الموالين لنظام
بشار الأسد هم من قاموا بقطع رأس الحصني
والتمثيل بجثتها خلال احتجازها.
واكتشفت أسرة الشابة جثتها عندما ذهبوا
إلى المستشفى العسكري بحمص لاستلام جثة
شقيقها محمد.
وقالت المنظمة ، ومقرها نيويورك ، في بيان
لها إن قتل والتمثيل بجثة الحصني على أيدي
مجهولين يوضح الحاجة الملحة لضرورة أن
يطالب مجلس الأمن الدولي بالسماح بالدخول
إلى سورية لإجراء تحقيق دولي في عمليات
القتل المنتشرة والتعذيب هناك.
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، قتل
2281 مدنيا و618 من الجيش وقوى الأمن
الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية
منتصف آذار/مارس الماضي. |