منذ أن اندلعت الانتفاضة ضد حكم الرئيس
السوري بشار الاسد قبل 11 شهرا لم تشهد
مدينة حلب القديمة التي تقع على طريق
الحرير التاريخي أعمال عنف خطيرة.
لكن الحال تبدل في المدينة بشوارعها ذات
الاشجارالمورقة وفنادقها العتيقة.
وامتدت الانتفاضة من جديد يوم الجمعة إلى
المركز التجاري الرئيسي في سوريا حيث قتل
شخص في قتال اندلع بالقرب من حلب واندلعت
المظاهرات في المدينة الرئيسية المترامية
الاطراف التي ظلت الى حد كبير على هامش
الاحداث حتى وقت قريب.
وأسفر القصف الذي تعرضت له ليل الخميس
بلدة عدنان التي تبعد كيلومترات قليلة عن
حلب عن مقتل رجل واصابة خمسة بعد أن هاجم
مسلحون ومنشقون عن الجيش حواجز طرق تحرسها
قوات موالية للاسد. وأغلق معارضون في بلدة
تل رفعت وهي بلدة أخرى شمالي حلب الطريق
السريع المؤدي الى تركيا.
وذكر سكان في عدة أحياء في حلب أنهم سمعوا
صوت اطلاق نيران. وأطلقت ميليشيات موالية
للاسد تعرف باسم "الشبيحة" النار بطريقة
عشوائية الليلة الماضية في حي هنانو بحلب
بينما سمعت صيحات "الله أكبر" من البيوت
في تحد لقوات الامن التي انتشرت في
المنطقة بعد مظاهرات متزايدة مؤيدة
للديمقراطية هذا الاسبوع.
ولم تعلق وسائل الاعلام السورية على
الاضطرابات في حلب التي قد تكون علامة
أخرى على أن الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد
المستمر منذ 42 عاما يمتد الى مراكز المدن
الرئيسية في سوريا. ومن الصعب التحقق من
هذه التقارير نظرا لان سوريا تقيد دخول
وسائل الاعلام الاجنبية.
وقالت مدرسة تعمل في مدرسة خاصة "الاحتجاجات
معتادة الان في حلب خارج أسوار البلدة
القديمة."
ومضت تقول "لا يوجد بنزين ولا وقود
للتدفئة والسخط يتزايد. كنا نسمع من قبل
عن احتجاجات متفرقة.. في الجامعة فقط أو
في الاحياء الفقيرة ولكن الان مناطق
الطبقة المتوسطة تتحرك."
وقال نجدت وهو ناشط اخر ان "ضبط النفس
النسبي" الذي مارسته القوات الموالية
للاسد منذ بداية الانتفاضة كي لا تثير غضب
سكان حلب بدأ يتلاشى على ما يبدو.
وقال "في السابق كانوا يعتقلون الناس ثم
يخلون سبيلهم بعد يومين. وبينما استجمعت
المظاهرات قوتها ببطء أصبح الضرب أكثر
شيوعا. والان يستخدمون الذخيرة الحية."
وتقع حلب ثاني كبرى المدن السورية بالقرب
من الحدود مع تركيا وظلت على الهامش
تقريبا أثناء الانتفاضة.
ولعبت المدينة التي كانت مركزا عالميا
واشتهرت بأنها عاصمة الطهي في الشرق
الاوسط دورا مهما في التاريخ الاقتصادي
للعالم حيث كانت وسيطا تجاريا بين الشرق
والغرب وفي امداد أوروبا بالبضائع.
وتلاشت أهميتها مع الغزو العثماني في
القرن السادس عشر حيث كانت غارقة في دوامة
التراجع عندما تولى حزب البعث بزعامة
الاسد السلطة في انقلاب في عام 1963 وأمم
الاقتصاد ودفع العائلات التجارية الراسخة
ومعظم جالياتها التجارية المسيحية
والارمنية النابضة بالحياة الى الفرار
خارج البلاد.
وتحسن اقتصاد المدينة في السنوات القليلة
الماضية حين وقع الاسد اتفاقيات تجارية مع
تركيا مما ساعد على استرضاء سكانها الذين
يغلب عليهم الطابع المحافظ.
ولكن النشاط الاقتصادي تراجع عندما تزايدت
التوترات مع تركيا التي أصبحت أكثر
انتقادا وعلى نحو متزايد لقمع الاسد
للمتظاهرين. وجمدت الاتفاقيات التجارية
بين الجانبين فعليا مما أضر بطبقة رجال
الاعمال الناشئة في حلب.
وقال نشطاء ان الهدوء النسبي الذي استمر
لاشهر في حلب تلاشى عندما قتلت ميليشيات
الشبيحة عشرة أشخاص على الاقل بعد اندلاع
مظاهرات مؤيدة للديمقراطية الاسبوع الماضي
في المدينة التي يعيش فيها مع البلدات
المجاورة عدة ملايين.
وأضافوأ أن أعمال القتل وهي الادمى في
المدينة في الانتفاضة التي استمرت عشرة
شهور وقعت في حي مرجة العشائري بعد أن
أطلقت قوات الامن النار على مظاهرة تطالب
بالاطاحة بالاسد.
وقال نشطاء ان الذين قتلوا جميعهم من
المتظاهرين بينما يقول اخرون ان معظمهم
قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت عقب
اطلاق النار على المحتجين. |