نشرت صحيفة "الجمهورية" نقلا عن موقع "ويكيليكس"
وثيقة تحمل الرقم 3053 باريس يعود تاريخها
الى 4 ايار 2005، وتنقل عن رئيس تكتل "التغيير
والاصلاح" العماد ميشال عون ان طموحه
الوحيد من العودة الى لبنان بعد مضي 15
عاما على وجوده في المنفى الفرنسي هو
اعادة الديمقراطية الى لبنان لكنه قال ان
جهوده للتوصل الى موقف مشترك مع وليد
جنبلاط وآل الحريري والقيادات المسيحية
التقليدية تم تجاهلها، وقد وصف هذه الجهات
الثلاثة بـ"المرتزقة" وبأصحاب المصالح
الشخصية الساعين وراء السلطة، قائلا انه
لا يستطيع ان يعمل مع امثال هؤلاء الاعضاء
الفاسدين من المعارضة لان لا مصدقية لهم
لدى الشعب اللبناني.
وفي المقابل، لفت عون الى ان "حزب الله"
يتمتع بـ"نوع من الجماهيرية" وانه لم يكن
الى الان فاسدا او استغلاليا، ولهذه
الاسباب قال "انه يشعر بأن في استطاعته
التعاون مع حزب الله على ان يشجعه على
تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني والتحول
الى حزب سياسي صاف ليشكلا معا تحالفا
سياسيا بحت. وقال عون في وضوح تام انه
سيشجع تأخير الانتخابات فترة قد تستغرق
خمسة عشر يوما ليتيح الوقت امام البرلمان
بحيث يتمكن من التصويت على قانون انتخابي
جديد يحل مكان قانون العام 2000 الذي يخدم
الموالين لسوريا.
واشارت وثيقة اخرى تحمل الرقم 03 باريس
002162 في 31 اذار 2005، الى ان عون
وبالرغم من تأييده الكامل لتطبيق القرار
1559 فإنه كان حذرا تجاه دعوة هذا القرار
الى نزع السلاح وتفكيك الميليشيا ومن
ضمنها حزب الله.
وصعد عون بحسب الوثيقة قليلا من لهجته في
حديثه عن "حزب الله" قائلا انه لم يعد من
تبرير لبقاء حزب الله مسلحا بعد الانسحاب
الاسرائيلي من جنوب لبنان، بما ان الخطر
الاسرائيلي ومسألة مزارع شبعا ليسا سوى
اذار يستخدمها حزب الله.
واشار الى انه يسعى الى تفريغ صورة حزب
الله "المقدسة" كمقاومة منتصرة على
اسرائيل في عيون اللبنانيين والعرب على
نحو تدريجي، كما يسعى ليظهر انه لم يعد
هناك أي تبرير لوجود ميليشيات مستقلة عن
الحكومة المركزية.
ولفت الى ان التأثير بين الايراني والسوري
في "حزب الله" يبقيان عملا خارجيا مهما
يؤدي الى اتباع نمط اكثر تشددا من قبل حزب
الله نظرا الى علاقات السوريين به، وقال
ان سقوط نظام الاسد في سوريا مع احتمال
وصول حكومة سنية هو القادر على تغيير كل
شيء بما فيه وقف الدعم السوري عن حزب الله.
وعندما سئل عون اذا كان يظن ان سقوط
النظام السوري سيكون محتملا عقب انسحاب
سوريا من لبنان، أجاب، "هذه النتيجة حتمية
وليست مجرد فرضية". |