أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية
لـ'الغد' أمس، عدم وجود معلومات حول مقتل
المواطن عبد اللطيف ارحيم الوشاحي (38
عاما) في مدينة درعا بجنوب سورية قبل نحو
أسبوع، إثر أحداث الاحتجاجات على النظام
السوري الجارية هناك، منذ أكثر من ستة
أسابيع.
وقال المصدر إنه لا 'توجد أية معلومات
رسمية لنقولها لعائلته، هل توفي فعلا، أم
لا؟'، مشيرا إلى أن عائلة الوشاحي تقول
إنهم شاهدوا صورا لابنهم، تشير إلى وفاته
وهي دليلهم بأن ابنهم لقي حتفه في سورية.
ولفت المصدر إلى أن الاتصالات للتأكد مما
إذا كان الوشاحي حيا أو ميتا، ما تزال
جارية مع السفارة الأردنية في دمشق، مبينا
أن السفارة لم تتلق أي رد من السلطات
السورية حول ذلك، وهي بانتظار ردهم، مؤكدا
أن الوزارة على اتصال مستمر أيضا بالسفارة
السورية في عمان بهذا الصدد، لكنها لم
تتلق أيضا ردا منها حتى الآن.
وفي السياق ذاته أكدت الوزارة أنها لم
تتبلغ بأي حالة وفاة لأي أردني في سورية،
ولا أي معلومات جديدة حول أردني محتجز منذ
19 الشهر الماضي في سورية، وأن السفارة
تتابع اتصالاتها مع السلطات بهذا الشأن،
لكن حتى الآن لم تتوافر أي معلومات جديدة
لديها حوله.
وفي الوقت نفسه، أقام ذوو الوشاحي بيت
عزاء في مخيم الشهيد عزمي المفتي بلواء
بني عبيد في إربد، بعد تلقيهم معلومات عن
طريق مواقع إلكترونية، بثت لقطات مصورة
بالموبايل، تفيد بوفاة ابنهم جراء إصابته
بطلق ناري في درعا، وسط الاحتجاجات
المستمرة هناك ضد النظام الحاكم، وفق
شقيقه عاطف الوشاحي.
وقال عاطف إن شقيقه 'استشهد في درعا بعيد
أدائه صلاة الفجر في أحد المساجد، وأثناء
خروجه لشراء مواد تموينية لأسرته'، لافتا
إلى أن شقيقه لم يكن يحمل سلاحا حسب ما
أخبره بعض السكان المجاورين له في مسكنه
بدرعا.
وبين أنه تلقى خبر مقتل شقيقه عبر مواقع
إلكترونية، يظهر فيها مرميا على الأرض
والدماء تنزف منه، من دون أن يتمكن
الأشخاص الموجودون في المكان من إسعافه،
جراء استمرار إطلاق العيارات النارية من
قبل رجال أمن سوريين، كانوا يطلقون
نيرانهم على كل من يتحرك في المكان.
وأكد أن مواقع إلكترونية سورية، بثت اسم
شقيقه من بين من قتلوا مؤخرا، ما يؤكد أنه
قتل فعلا، وأنه علم من أقرباء له في درعا
بأن جثة شقيقه، كانت موجودة في براد خضار
قرب الملعب البلدي في المدينة منذ عصر أمس،
لكن السلطات السورية أخفتها في مكان آخر
ولا أحد يعلم حتى الآن مكانها.
وقال إن شقيقه قطن مدينة درعا منذ 15 عاما
وتزوج من ابنة عمه، ولديه ولدان هما 'يزن
(13 عاما) ووسام (9 أعوام) ويجهل مصيرهما
إلى الآن، ولم يتمكن من معرفة أي شيء
عنهما بسبب انقطاع الاتصالات في درعا،
جراء حصار السلطات السورية لها.
وأشار إلى أن شقيقه الذي يعمل في منشار
حجر بدرعا، يزور الأردن مرة كل عام، وكانت
آخر مرة زار فيها ذويه العام الماضي، حيث
'غادرنا بتاريخ 18/3/2010 عن طريق مركز
حدود جابر'.
وطالب وزارة الخارجية الأردنية ممثلة
بالسفارة الأردنية في دمشق، بمتابعة قضية
شقيقه وتأمين إيصال جثته إلى الأردن،
ومعرفة مصير زوجته وأبنائه'، مؤكدا على أن
جميع محاولات اتصاله بالوزارة 'باءت
بالفشل'، ولم يتمكن من الحصول على أي
مساعدة لكشف مصير شقيقه وزوجته وولديهما.
وأشار إلى أن المسؤولين في الوزارة أخبروه،
بأنهم لم يتلقوا أي معلومة حول مقتل أي
أردني في سورية، مؤكدا أنه سيقدم شكوى إلى
مركز حقوق الإنسان بحق الوزارة، جراء
الإهمال في متابعة قضية شقيقه. |