قديماً
وحتى وقتنا يقال إن للزرع 7 مصائب أصغرها
الحريق أي إن الحريق يأتي في الدرجة
السابعة من المصائب والمشاكل التي تعاني
منها الزراعة إلا أن هذه المصيبة الأخيرة
أهلكت الفلاح الذي طال انتظاره لزرعه يكبر
ويطول أمام عينيه، هذا الحلم الذي يداعب
اقتصادية الفلاح وجيبه الصغير وأحلام
أطفاله لا تجد للفرح مطرحاً لها كما يقال
حين جاء الفرح.
فقد شب حريق هائل في مساحات كبيرة من
الأراضي المزروعة بالقمح في قريتي (تل
عدس، تل حمدان) التابعتين لمنطقة المالكية
بمحافظة الحسكة أول من أمس، كبدت الخسائر
الكبيرة للموسم الزراعي في القريتين، وأكد
أحد الفلاحين الذي خسر جنى عمره أن
«الأراضي التي التهمتها النيران تقدر بين
400-500 دونم موزعة بين المروي والبعلي،
وتقع في أفضل المناطق التي شهدت هطلات
مطرية ممتازة هذه السنة، الأمر الذي كان
يبشر بموسم زراعي جيد، مضيفاً إن النيران
التهمت في طريقها إحدى المضخات الكهربائية
من الثلاث الموجودة في الأراضي، والتي
تزودها بالمياه والطاقة»، وذكر الفلاح أن
«لجان التحقيق أبدت شكوكها في أن يكون سبب
النيران الجرار الزراعي الذي كان ينقل
المحصول إلى الفلاحين بعد الحصاد، لكن
الإجراءات والمعاينات التي أجريت على
الجرار لم تؤكد ذلك، لهذا فإن الأسباب
الحقيقية لم تعلن أو تظهر بعد»، من جهته
قال فلاح آخر: إن «الحرائق لم تكن تصل إلى
هذا الحجم لولا تأخر سيارات الإطفاء»،
مؤكداً أن «سيارة إطفاء واحدة كانت تواجه
النيران في البداية ما سبب توسع رقعة
الحريق، ونحمد اللـه أن الرياح كانت
جنوبية وهادئة، وتلقينا مساعدة الأهالي في
جميع القرى، وإلا لطال الحريق كافة القرى
المجاورة، وأدى إلى خسارة الفلاحين
والدولة لمئات الملايين». في حين تمكن فوج
إطفاء الحسكة من إخماد حريق شب في حقول
للقمح في قرية تل فارس في منطقة القامشلي
حيث سارعت سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق
وتمت السيطرة عليه دون امتداده إلى
المناطق الزراعية المجاورة.
وبيّن الرائد جهاد حميدو قائد فوج الإطفاء
أن الرياح الشديدة ساعدت الحريق على
الامتداد بسرعة شديدة ولم تعرف أسباب
الحريق وأن المساحة المحروقة قدر ثمنها
بـ11 مليون ليرة سورية.
من جانب آخر بين المهندس موريس لحدو رئيس
دائرة زراعة القامشلي أن المساحة المحروقة
قدرت بـ205 هكتارات قمح قاس وطري قسم منها
بعل والإنتاج المفقود 590 طناً. كما
شهدت مناطق مختلفة من المحافظة ظاهرة
الحرائق التي انتشرت فقد شب حريق في قرية
كردو أدى إلى إتلاف أكثر من 150 دونماً
وشب حريق في قرية شموكا أتلف أكثر من 120
دونماً جميعها من المحاصيل المروية تقدر
بالملايين من الليرات.
يذكر أن محافظة الحسكة تشهد سنوياً في هذا
الوقت من السنة العشرات من الحرائق التي
تصيب مساحات واسعة من حقولهم كل عام في ظل
الأجواء الحارة والرياح القوية التي تساعد
على الانتشار.
ويؤكد أهالي المحافظة أن من أهم أسباب
نشوب الحرائق استهتار سائقي السيارات
العابرة على الطرق العامة والفرعية على حد
سواء وخاصة أن المحافظة تشهد حركة تنقل
دائمة بين مناطقها الريفية، ولضعف الوعي
من أصحاب الحصادات الذين لا يلتزمون بأدنى
مواصفات السلامة والحيطة وترقب حدوث أي
طارئ، إضافة إلى عدم اتخاذ الجهات الرسمية
في المحافظة التدابير اللازمة ضد الحرائق
من أجهزة إطفاء أو على الأقل بتخصيص
صهاريج للمياه لكل منطقة من باب الاحتياط،
واستنفار فوج الإطفاء طوال الموسم،
تحضيراً لأي طارئ والحد من انتشار الحرائق
لحظة نشوبها. |